د . سامي مبيّض – الناس نيوز ::
توطئة : يقدم المؤرخ السوري والباحث سامي مبيض بين الفترة والأخرى بعض المقطوعات التاريخية التي يستخدمها كحالة إسقاط على الواقع الراهن ، بهدف إيصال ” رسالة ” تصنع مغازلة فكرية ومقارنة بين رجالات وقيادات وطنية في محطات من حياة الأمة السورية ، وبين نظام الأسد الجائر ، الذي أختزل الوطن في شخص واحد ، وحوله إلى ما يشبه الآلهة قبل أن يسقط تحت سطوة وإرادة الشعب السوري .
هنا واحدة من انتقائيات الدكتور مبيّض الذي يعد أحد أبرز المؤرخين الدمشقيين والكتاب الغزيري الانتاج الفكري منذ سنوات طويلة وحتى اليوم .
المقارنة بين الماضي والحاضر
يوم الإطاحة به سنة 1952 اشترط فاروق الأول أن يخرج بلباسه العسكري الكامل، وأن يكون في وداعه أكبر الضباط الأحرار رتبة، وهو اللواء محمد نجيب، وأن يقدم له التحية العسكرية حسب الأصول والبروتوكول.
كما أصر أن يُكتب كتاب تنحيته على ورق رسمي مُذهّب، يليق بملك مصر والسودان.
وعندما غادر الرئيس شكري القوتلي الحكم بعد اعتقاله سنة 1949، نقلوه إلى مستشفى الشهيد يوسف العظمة في المزة.
وقعت عيناه على العلم الذي لم يرفع على السارية فقال للطبيب المشرف: “وين العلم؟” أجابه الطبيب معتذراً ومسوغاً موقفه بالاضرابات التي حدثت من الصباح الباكر من يوم الانقلاب.
أجابه الرئيس: “الله يرضى عليك يا ابني… عين عالعلم، وعين الوطن”.
هذا بالنسبة للذين يحبون بلادهم، أما من لا يحبها فيدير ظهره ويمضي، تاركاً سوريا بما فيها ومن فيها وضارباً بعرض الحائط كل من مات لأجله أو بسببه.
ولكن الحق يقال: الحمد الله إنه كان جباناً، ورحل.