السؤال الأول…؟

ميديا – الناس نيوز ::

الشرق الأوسط – محمد رضا – في منتصف 2010 ذهبت وصحافي بريطاني شاب لمقابلة مخرج خلال تصويره فيلماً له. جلسنا في مواجهته وتركت للزميل الذي يمثل صحيفة لندنية يومية، المجال لإلقاء السؤال الأول.‬

* بادر الزميل طارحاً السؤال التالي: «هل تستطيع أن تُعطينا فكرة عن خلفيَّتك مخرجاً؟». رد عليه المخرج غاضباً وقال فيما قال: «كيف تأتي لمقابلتي وأنت لا تعرف خلفيَّتي؟ هذا تدرسه قبل حضورك». ارتبك الزميل وانبريت لإنقاذ الموقف وطرحت على المخرج سؤالاً ارتاح له لا يتضمن بالطبع تقديم نفسه.

* السؤال الأول في أي مقابلة صحافية لا يجب أن يطلب من المخرج (أو الممثل) تعريفاً بنفسه. في الحقيقة لا يجب طرح هذا السؤال مطلقاً. المخرج كان على حق في رفضه الإجابة على سؤال كان الزميل يستطيع البحث عن جوابه قبل المقابلة. لكن المخرج كان جافاً في ردّه عوض أن يقول للصحافي الكلام نفسه بنبرة معتدلة.

* وهناك الزميل في صحيفة عربية الذي قابل الممثل كريستوفر لي وواجه الثورة نفسها. لم يسأله عن خلفيّتَه، بل انطلق يسأله عن أدواره في أفلام «دراكولا». قال له الممثل: «أليس لدي أفلام أخرى غير دراكولا تسألني عنها؟».

* ما هو السؤال الصحيح الأول إذن؟ من الأفضل أن يُبدي السائل معرفته بأفلام المخرج أو الممثل فيسأله عن شيء محدد فيها. على سبيل المثال فقط: «لعبت سابقاً دور التحري الخاص في فيلم… وتقوم الآن بتمثيل الشخصية نفسها. ما هو الاختلاف الذي تجده بين الشخصيّتين؟». هذا سيجعل الممثل يدرك أنك مهتم بأفلامه ومتابعاً له وسيتحدث طويلاً عن الموضوع.

* كل هذا يذكرني بصحافي (عربي) لاحَق دريد لحّام لأيام عدّة بهدف إجراء مقابلة، مؤكداً له أن أسئلته لم يسبق للممثل السوري أن سمعها من صحافي من قبل. قال لي لحام بعدما أجرى المقابلة مضطراً: «سؤاله الأول كان: كيف بدأتم حياتكم الفنية؟»