fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

السبّاحتان مارديني.. والغطاسة ندى

ريما بالي – الناس نيوز ::


 

ليلتها خسر فريقي المفضل في المونديال وغادر المسابقة. حاصرتني مع نهاية المباراة تلك المشاعر السلبية الكئيبة من خيبة أمل وغضب وإحباط، فقررت أن أهرب منها بالغوص في فيلم كنت قد سمعت عنه كثيراً وأجلّت مشاهدته إلى وقت مناسب. عند نهاية الفيلم أدركت أنني اخترت توقيتاً سيئاً، وتمنيت لو اكتفيت بكآبة خسارة المباراة، فقد أورثتني الدموع التي ذرفتها من أول حتى آخر مشهد فيه، صداعاً لئيماً لازمني لوقت طويل ومنعني من نوم هادئ.

هو فيلم “السباحتان” الذي أنتجته نتفليكس وأخرجته البريطانية ذات الأصول المصرية سالي الحسيني، ويروي قصة حقيقية معاصرة عن شقيقتين سوريتين (سارة ويسرى مارديني) هربتا من الحرب لتخوضا رحلة رهيبة قبل أن تصلا ألمانيا، لتتابع أصغرهما مسيرتها التي بدأتها في بلادها كسبّاحة محترفة، وتشترك في أولمبياد ريو 2016، وتحرز الميدالية الذهبية لفريق سّمي بفريق اللاجئين، وكان استحداثه سابقة حسبت لذلك الاولمبياد.

برأيي كان الفيلم ناجحاً في طرح القضية التي أراد أن يسلط الضوء عليها وهي، الإنسان عندما يتحول إلى “لاجئ”. أعجبتني العائلة الشامية (التي تعود أصولها إلى داريا) بكل طقوس حياتها وطريقة تربيتها لبناتها، صحيح أن الاختيار لم يكن عشوائياً، فقد حاول السيناريو الالتزام قدر الإمكان بالتفاصيل والظروف والملامح الأصلية للشخصيتين الحقيقيتين، إلا أن هذا لم يمنع أن هذه العائلة كانت عيّنة سورية موفقة من الممكن أن تنتزع من قلب دمشق أو حلب أو حمص أو اللاذقية أو…الخ، شريحة منتشرة وعتيقة وسورية بامتياز بالرغم من كونها غير معروفة وغير تقليدية، ولا تشبه كثيراً الأسر السورية (التي عُدت نموذجية) ويجدها العالم في صور الملصقات والكراسات والنشرات التي تصدرها الأمم المتحدة بكافة هيئاتها، والمنظمات الإنسانية الأخرى التي تتبنى قضايا اللاجئين والنازحين ومتضرري الحروب، مع احترامي الكامل لكافة الشرائح السورية طبعاً، إلا أنني وجدت أنه من الجميل والمهم أن يعرف العالم وجهاً آخر عريقاً من شعبنا السوري الذي نعتز بكل وجوهه كيفما كانت. أما عن رحلة الهروب وإنقاذ الفتاتين للقارب، والحصول على حق اللجوء التي شخّصها العمل، فقد كانت جيدة وقريبة جداً من الواقع، تم تصوير أحداثها بحرفية وميزانية محترمة مكنت المشاهد من الاستمتاع (والتألم) بمشاهد لائقة ومقنعة نسبياً.

الانتقادات التي وجهت للفيلم كانت كثيرة، وجاء أغلبها من السوريين أنفسهم الذين لم يشفى العمل غليلهم (وماذا قد يشيفه؟!). أبرز تلك الانتقادات وجدت أن الفيلم عرض الأحداث المؤلمة في سوريا من زوايا ضيقة جداً، وأنه لم يشر بوضوح إلى المتسبيين بالمآساة ولم يميز بين الأطراف ولم يسمّ الأشياء بأسمائها. ناقد آخر أخذ على العمل تجاهله دور داريا المهم في الحراك ومصيرها، بالرغم من كون أصل العائلة الرئيسة يعود إلى هناك.

قد تكون كل تلك النقاط التي أُخذت على الفيلم صحيحة، لكنني وجدتها مقصودة، فحسب وجهة نظري لم تكن الحرب في سوريا، ومن أشعلها ولماذا، هي المحور المركزي للعمل، وإنما الإنسان السوري وتبعات هذه الحرب وتأثيرها على حياته، وقد عمم السيناريو هذه الفكرة واعتبرها شأناً عالمياً وليس سورياً فقط، إذ وجدنا في القارب الذي هربت الفتاتان على ظهره عبر البحر هاربين آخرين متعددي الجنسيات: أرتيريا وأفغانستان والصومال…الخ.

أما النقطة الأهم التي عالجها الفيلم، فهي كما ذكرت سابقاً: عملية تحوّل الإنسان من مواطن عادي يعيش في بلده ويحمل اسم دولته، إلى ضيف عاجز في بلاد أخرى لا دولة له ليحمل اسمها، لا هوية له إلا اللجوء، الأمر الذي تجلّى عندما رفضت يسرى (أصغر الفتاتين) الانضمام إلى فريق اللاجئين في الأولمبياد، لأن حلمها كان أن تشارك مع فريق يحمل اسم بلدها، لتسبح من أجله وترفعه بدورها إلى النصر وتهديه الميدالية الذهبية، لكنها ترضخ أخيراً، وتوافق بعد أن عرفت أنها لم تعد تملك خياراً آخر… فسوريا اليوم… بح! كما قالت لها أختها في بداية الفيلم.

أحببت رمزية السباحة والغرق والنجاة والغربة، فما أشبه الهارب الذي يسلم نفسه للبحر، بالسمكة التي تغادر بحرها، وتساءلت أن كان هذا التأثير الكبير الذي تركته هذه الثيمة في نفسي يعود إلى أنني عشت فترة من حياتي (لم تنته إلا من وقت قصير) وأنا أحمل لقب لاجئة، وبطاقة لاجئة ومشاعر لاجئة، وساورني الفضول لمعرفة رد فعل السوريين الذين لم يغادروا سوريا، هل سيؤلمهم العمل كما آلمني، أم أقل أو أكثر قليلاً؟ سيما وأنني لم أتوقف طوال فترة مشاهدتي للفيلم عن المقارنة بين عذابات الهاربين وعذابات الباقين، هل من الأفضل أن نموت قهراً في الوطن؟ أم غرقاً في المحيط أو اختناقاً في شاحنة تهريب مغلقة على طريق دولية؟ الجواب يأتي غالباً، بأن المخاطرة مجدية، ولو كان الأمل بالنجاة ضعيفاً.

كم يؤسفني ويوجعني أن يكون رأيي سوداوياً لهذه الدرجة فيما يتعلق بالحياة في الوطن، فهناك، لم يعد الأمر يتوقف على الموت قهراً، صرنا نسمع أيضاً عن بشر يغرقون هناك أيضاً… في مجارير الوطن.

الشابة ندى داؤود، من سكان اللاذقية، تزحلقت ذات يوم ماطر عاصف وانزلقت في حفرة لتنجرف في قنوات الصرف الصحي وتقضي نحبها غارقة في مياهها الآسنة. هل هي حادثة؟ لا.. هي جريمة بالتأكيد، أن تُترك فوهة ضخمة للصرف الصحي تتسع لشاحنة لمدة تزيد عن الشهر دون إغلاق، ودون لوحات تشير إليها وإلى خطر الاقتراب منها، وفي شارع لا يتمتع برهافية الإنارة، هي بامتياز جريمة من جرائم الوطن بحق أبنائه، جريمة تذكرني بالتي حدثت في حلب قبل حوالي عشرين عاماً (قبل المؤامرة الكونية)، عندما انزلقت سيارة في حفرة مشابهة، أسفرت عن وفاة طفل في الرابعة. في ذلك الوقت نظرنا للموضوع كأنه حادثة مؤسفة، أما اليوم، وعندما نرى في البلاد الأخرى كيف تُنصب اللافتات والأسهم المضيئة ووسائل التنبيه وتقطع الطرق حول شجرة صغيرة يقوم عامل بتقليمها، صرنا ندرك، حجم تلك الجرائم، التي ترتكب هناك، تحت أشجار الوطن، وفي مجارير الوطن.. الموت بشع في كل الأحوال.. لكن (وهذا رأي شخصي) أفضل أن أغرق حالمة، في المحيط الشاسع، على أن أغرق يائسة في بالوعة الوطن.

بالعودة إلى الفيلم، ذُكرتْ معلومة في ختامه عن سارة مارديني أخت يسرى، تفيد أنها تطوعت في جزيرة ليسبوس اليونانية لإنقاذ ومساعدة اللاجئين الذين يلقي بهم البحرعلى شاطئها، بعد أن تلقي بهم أوطانهم في البحر. الخبر الصادم أن السلطة اليونانية ألقت القبض على سارة ومجموعة من زملائها بتهمة تهريب البشر، والمساعدة في عمليات الهجرة غير الشرعية، والتجسس (بصراحة لم أفهم التهمة تماماً، هي تتجسس على من ولصالح من؟!)، الحكم النهائي لم يصدر في القضية حتى الآن، ومازالت سارة مدانة إذ لم تحصل على براءتها بشكل رسمي بعد، فعلياً وعملياً المتهم مدان حتى تثبت براءته، على عكس الجملة الرسمية بأنه بريء حتى تثبت إدانته.

تلك المعلومة وإن جاءت في نهاية الفيلم كتحصيل حاصل، إلا أنها تحفّزني لأكمل رسالة العمل برسالة لا أعرف لمن أوجهها وما الجدوى منها، لكنني سأرسلها من هذا المنبر كأنني أناجي نفسي: أنا أعترف أن تدفق مئات الآلاف من اللاجئين إلى بلدان آمنة وسليمة هرباً من بلادهم ظاهرة غير صحّية، لكن للتعامل معها وإيقافها، عليكم أن تحوّلوا حربكم إلى الضفة الأخرى، أي أن توقفوا من يلقي الناس بالبحر وليس من ينتشلهم منه، أن تحاسبوا من يرسل القوارب وليس من يستقبلها.

سنة جديدة ستطل علينا قريباً، عساها تحنن قلوب أوطاننا علينا… كونوا بخير، بأمان، بوطن.

المنشورات ذات الصلة