أروى غسان – الناس نيوز :
بلونه الأبيض الحليبي وقوامه اللزج وطعمه المميز، يجذب مشروب “السحلب” عشاقه إليه مع حلول فصل الشتاء في ليالي العالم العربي ، حيث يعد من أهم المشروبات التقليدية، ولا تقتصر شهرته فقط على مذاقه الطيب، وإنما يتميز بفوائده الغنية للصحة.
وتتفق الروايات التاريخية على أن السحلب بالشكل المتعارف عليه الآن والمكون من مسحوق السحلب والحليب، بات شائعا في العالم العربي منذ القدم ، وتحول مع مرور الوقت إلى احد مشاريب طقوس شهر رمضان الكريم عندما يصادف الشهر الفضيل في الفصول الباردة ، ثم انتشر من خلال العلاقات التجارية في حوض بلدان البحر المتوسط ، بعد ذلك في إنجلترا وألمانيا، وعرف السحلب في إنجلترا باسم “سالوب”، وكان شائعا خلال القرنين الـ 17 و18.
أما في جنوب غرب تركيا، وتحديدا بمدينة “سوتشولير”، يتم سنوياً حصاد زهرة الأوركيد البرية، المكون الرئيسي لهذا المشروب والمعروفة باسم نبات السحلب، إذ تبدأ عملية جمع زهور الأوركيد في الفترة بين أشهر نيسان أبريل وحزيران يونيو، لتتبعها مرحلة التجفيف التي تستمر نحو ستة أشهر، وبشكل عام، يتم استخدام جذر ودَرَنات الأوركيد البري، ويتم غمرهما بالحليب أو الماء المغليين لفترة من الزمن، قبل أن تترك لتجف ثم يتم طحنها فيما بعد من أجل التخزين أو الاستعمال الفوري.
ويحمل السحلب العديد من الفوائد الطبية ولا سيما عند تناوله مع الزنجبيل أو القرفة، حيث يساهم في علاج مشاكل الجهاز التنفسي، ومن بينها التهاب الشُّعَب الهوائية والسعال، كما يسهم في تعزيز نشاط القلب والعقل.
ومع تنامي الهجرات العربية إلى الغرب فإن انتشاره على يد المهاجرين الجدد صار أكثر انتشاراً ، سيما ان الكثير من المهاجرين العرب في أستراليا والاميركيتين وأوروبا وكندا افتتحوا مطاعم ومقاهي وقدموا لزبائنهم مشروب السحلب اللذيذ في فصول البرد ، وهو الأمر اللذي لاقى رواجاً واسعا بين الجاليات العربية المهاجرة وكذلك في مجتمع الأجانب .