الرياض – الناس نيوز ::
تستضيف المملكة العربية السعودية القادة العرب والرئيس الإيراني في قمتين نهاية هذا الأسبوع حول الحرب المستمرة منذ أكثر من شهر في غزة، والتي تثير مخاوف من تصعيد إقليمي.
وتأتي الاجتماعات الطارئة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي فيما القصف الإسرائيلي متواصل منذ أكثر من شهر وتسبب بمقتل أكثر من 10 آلاف شخص في قطاع غزة، بينهم أكثر من أربعة آلاف طفل، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وجاءت الحملة التي تقول إسرائيل إنها تشنها للقضاء على الجماعة الفلسطينية المسلحة بعدما نفذت حماس هجوما داميا غير مسبوق داخل إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر أوقع 1400 شخص غالبيتهم من المدنيين قضوا بمعظمهم في اليوم الأول، واحتجزت إثره 239 رهينة.
ومع رفض قادة إسرائيل الحديث عن وقف لإطلاق النار ما لم يفرج عن الرهائن، يمتزج الغضب في السعودية الناجم عن العدد الكبير للقتلى الفلسطينيين مع مخاوف من أن الحرب قد تزعزع استقرار المنطقة على نطاق أوسع، ما قد يحبط محاولات تحويل الاقتصاد بعيدا عن النفط.
وقالت الباحثة في تشاتام هاوس إلهام فخرو إن أكبر مصدّر للنفط في العالم وجيرانه “لديهم خوف مشترك، وهو حصول تصعيد أوسع نطاقا” للنزاع.
في العام 2020، طبعت الإمارات العربية المتحدة والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل، بينما أجرت السعودية محادثات بهذا الشأن، فيما تتعاون الدول الخليجية الثلاث مع الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الكبيرة، في الكثير من المسائل الأمنية.
وقالت فخرو أمام حلقة نقاش نظمها معهد دول الخليج العربية في واشنطن إن هذه الدول “قلقة للغاية من استهدافها من قبل جماعات تحركها إيران التي تسعى للانتقام من إسرائيل والولايات المتحدة”.
ومع بدء اجتماع تحضيري لوزراء الخارجية العرب في الرياض الخميس، قال الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إنّ اجتماع السبت سيعكس “كيفية التحرك العربي على الساحة الدولية لوقف العدوان ودعم فلسطين وشعبها وادانة الاحتلال الاسرائيلي ومحاسبته على جرائمه”.
وأكّد محللون سعوديون أنّ على الجامعة العربية ألا تكتفي ببيانات تدين الهجمات على المدنيين في غزة، مع أنه من غير الواضح كيف يمكن للتكتل العربي أنّ يؤثر على مجرى الأحداث على الأرض.
وقال المحلل السعودي سليمان العقيلي “هذا الاجتماع (الجامعة العربية) سيكون ناجحا إذا أدى إلى أي صيغة للضغط على إسرائيل لوقف الحرب. وإلا فلن يكون ناجحا”.
وتابع أنّ “الحاجة الملحة الآن هي وقف الحرب”.
– “فوق النزاع” –
أعربت السعودية عن دعمها للقضية الفلسطينية مع تنديدها المستمر لاستهداف المدنيين، ولا سيما القصف الإسرائيلي الأسبوع الماضي على أكبر مخيم للاجئين في غزة والذي أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.
لكنها في الوقت ذاته مضت قدماً في الفعاليات التي تهدف إلى تسليط الضوء على أجندة إصلاحات رؤية 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولا سيما منتدى استثماري كبير، وأسبوع الموضة في الرياض، وموسم الرياض الاحتفالي.
يمكن أن تشير القمتان في الرياض إلى بداية مساع دبلوماسية رفيعة المستوى تستغل خلالها السعودية موقعها كمدافع كبير عن الفلسطينيين، فضلا عن اهتمامها باحتمال الاعتراف بإسرائيل في يوم من الأيام.
وفي منتصف تشرين الأول/أكتوبر، قال مسؤول مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس إن المحادثات حول التطبيع المحتمل مع إسرائيل توقفت موقتا، لكن المحللين يقولون إنه يمكن إحياؤها بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال بدر السيف من جامعة الكويت إن المملكة العربية السعودية “تحاول وضع نفسها استراتيجيا فوق النزاع”.
وتابع “أعتقد أنها تحاول بحذق أن تتموضع للمرحلة المقبلة – كيف ستستخدم هذا لتحقيق أفضل فائدة ليس فقط للمصالح الوطنية السعودية، التي هي في المقدمة، ولكن أيضًا للنهوض بعملية سلام فلسطينية-إسرائيلية رشيدة”.
– رئيسي في السعودية –
من المتوقع أن يؤدي حضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قمة منظمة التعاون الإسلامي الأحد إلى اهتمام خاص بالتكتل المكون من 57 دولة.
وستكون هذه أول زيارة يقوم بها رئيسي إلى السعودية منذ اتفاق التقارب الذي أُعلن عنه في آذار/مارس بوساطة صينية، وأنهى استعادة العلاقات الثنائية بعد توقف دام سبع سنوات.
إيران لا تدعم حماس فحسب، بل تدعم حزب الله والمتمردين الحوثيين في اليمن الذين يخوضون حربًا مع التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015.
ومع ذلك تتفق الرياض وطهران، القوتان الاقليميتان البارزتان، على دعم الفلسطينيين علنًا، وهي نقطة تم التأكيد عليها في الاتصالات الرسمية في أول مكالمة بين رئيسي والأمير محمد في 12 تشرين الأول/أكتوبر، بعد خمسة أيام من اندلاع الحرب.
وقال المحلل السعودي عزيز الغشيان، إن عضوية منظمة المؤتمر الإسلامي تمتد من أفريقيا إلى آسيا، وأي بيان يصدر عن قمة الأحد يمكن أن يسلط الضوء أيضًا على مدى تزايد الدعم للفلسطينيين خارج منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن “الدول غير الغربية لم تعد تقبل هذا الأمر بعد الآن ولم تعد تصدق الرواية الأميركية، الرواية الغربية” للصراع.