الرياض – بيروت – الناس نيوز :
دعا سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري الأطراف السياسية اللبنانية يوم الثلاثاء إلى الإسراع بتأليف حكومة جديدة تنتشل البلاد من الأزمة المالية، وذلك بعد أشهر من التشاحن السياسي.
واشتد الجمود السياسي في لبنان هذا الأسبوع بعدما أخفق مجددا رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والرئيس ميشال عون في الاتفاق على حكومة مما يبدد آمال إنهاء خلاف سياسي مستمر منذ خمسة أشهر ويعرقل جهود إنقاذ البلاد من الانهيار المالي. وفقدت الليرة اللبنانية معظم قيمتها مما أجج الاحتجاجات وزاد معدلات الفقر.
وحذر المانحون الأجانب من أنهم لن ينقذوا الدولة الغارقة في الديون ما لم يعالج السياسيون اللبنانيون قضايا الفساد والهدر التي تعد السبب الرئيسي للانهيار.
وقال السفير بعد لقائه مع الرئيس اللبناني في أول زيارة له إلى قصر بعبدا منذ عام 2019، “شددت على ضرورة إعطاء المصلحة الوطنية العليا أولاً لإطلاق إصلاحات جذرية يمكن أن تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان”.
وأوضح أنه زار قصر بعبدا استجابة لدعوة من الرئيس عون.
وأضاف “ندعو جميع الفرقاء السياسيين في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة الملحة بتنفيذ إصلاحات جدية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان”.
وقد نأت دول الخليج العربية بنفسها عن الأزمة اللبنانية بسبب توسع دور جماعة حزب الله المدعومة من خصمها اللدود إيران.
وشهد لبنان سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية يوم الثلاثاء، بعد يوم من تراشق كلامي علني بين عون والحريري، الذي تولى منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات والحليف التقليدي لدول الخليج.
واتهمت مجموعة من رؤساء الحكومات السابقين ينتمون لمعسكر الحريري الرئيس عون بمحاولة تجاوز الدستور والإطاحة بالحريري.
وقالت الرئاسة في وقت سابق إن عون اجتمع مع السفير الفرنسي بخصوص “أزمة الحكومة”، بينما قال مكتب الحريري إنه اجتمع مع السفير الكويتي.
وقال دبلوماسي فرنسي الأسبوع الماضي إن فرنسا، التي تقود جهودا دولية لإنقاذ مستعمرتها السابقة، وشركاءها سيحاولون زيادة الضغط على الساسة اللبنانيين في الأشهر المقبلة.
وبعد لقاء الثلاثاء مع عون، الحليف السياسي لجماعة حزب الله، أكد السفير السعودي أن المملكة تقف مع لبنان قائلا “أكدت لفخامته بأن الموقف السعودي يشدد على التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وبشكل خاص على ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء”.
كما كرر البخاري التأكيد على “أهمية” قرارات الأمم المتحدة وبينها قرار يدعو جميع الميليشيات في لبنان إلى نزع سلاحها في إشارة إلى ترسانة حزب الله.