ملبورن – من جوني عبو – الناس نيوز ::
يمارس سعادة سفير مصر في أستراليا محمود زايد الكثير من ضبط النفس حين التحدث، ويظهر الكثير من الحرص الدبلوماسي في استخدام لغته، فضلا عن دماثته، يضع أيضاً في حساباته دون أن يثير الانتباه، أن كلامه يتوجب وضعه في ميزان المواقف، يظهر الكثير من اللطف والهدوء، ولا يشبه المصريين في روح الدعابة، يرحب بكثير من البشاشة بالحوار مع جريدة “الناس نيوز” الأسترالية الواسعة الانتشار، ويشدد على أهمية دور الإعلام المتزايد في العصر الحديث، يقدم تواضعه بكل أريحية، يعتمد الدبلوماسية في تمرير العبارات، في القضايا الأساسية يتجه إلى الهدف ويقولها مباشرة،” العلاقات المصرية الأسترالية طيبة وقديمة ومتينة “.
السفير زايد كان تدرج في السلك الدبلوماسي وعُين في وزارة الخارجية المصرية عام 1989. نال العديد من المناصب الدبلوماسية في سفارات وبعثات بلاده بينها واشنطن ولندن، ثم سفيراً في نيوزيلندا، ثم جرى تعيينه بعد ذلك سفيراً لبلاده في أستراليا نهاية العام 2019.
هنا حوار مع السفير المخضرم بمعرفته في هذه المنطقة الهامة من العالم.
حيث أكد سفير مصر في أستراليا محمود زايد أن “العلاقات الثنائية طيبة وتعود إلى زمن الحرب العالمية الأولى”.
وأوضح السفير زايد في مقابلة خاصة مع جريدة “الناس نيوز” الأسترالية، أن ” وجود فرقة من الجيش الأسترالي والنيوزيلاندي آنذاك، في مصر “آنزاك دي”، وأثناء الحرب تم دفن الجنود في مقابر الكومنولث القديمة في مصر”.
وشدد السفير المصري في كانبيرا على “أهمية العلاقات القديمة بين أستراليا ومصر، حيث كانت أول بعثة وتمثيل دبلوماسي لأستراليا في المنطقة العربية في القاهرة، مطلع خمسينات القرن الماضي، وترسخت خلال العقود الماضية العلاقات السياسية والاقتصادية وهي في تطور مستمر”.
وقال السفير البارز في العمل الدبلوماسي محمود زايد : “مصر لها قنصليتان في سيدني وملبورن، وسفارة في العاصمة كانبيرا، هذا تأكيد على الاهتمام بالعلاقات الثنائية وكذلك بجاليتنا المصرية الكبيرة في أستراليا”.
وعن عدد أفراد الجالية المصرية في أستراليا يقول السفير زايد للناس نيوز، يوجد 50 ألف أسترالي وأسترالية ولدوا في مصر، وعدد أفراد الجالية المصرية نحو 150 ألف نسمة وهو رقم جيد، يتوزع أفراده على مختلف قطاعات المجتمع الأسترالي، جاليتنا منتجة ومندمجة ونحن نفخر بها وبمحبتها لوطنها الأصل مصر ولموطنها الجديد أستراليا”.
وعن دور السفارة والقنصليات في حياة الجالية المصرية في أستراليا يقول السفير زايد “دورنا جميعاً أن نلبي كل طلبات الجالية ونساعدهم في كل ما نتمكن منه، ووجود جالية كبيرة هنا هو أحد أوجه التعاون بيننا وبين أستراليا”.
وعن مستوى الميزان التجاري بين البلدين قال السفير المصري إن الميزان التجاري لا يلبي الطموحات المتوفرة بين البلدين، فمصر سوق كبير للشركات الأسترالية، وأستراليا تملك قدرات اقتصادية وتقنية وتكنولوجية هائلة وقطاع التعليم والطاقة هام ومتقدم، ويمكننا الاستفادة منه في القريب العاجل، لكن رغم كل ذلك يبقى حجم التبادل التجاري بين البلدين بحدود نصف مليار دولار، وعن أبرز الشركات يقول “يوجد عدة شركات لكن ربما البارز منها مؤخراً “سنينامين” العاملة في مصر بمجال التنقيب على الذهب.
وتابع “لذلك أقول إن الأفق واسع في التعاون، أستراليا واحدة من مجموعة كبرى اقتصادات العام “G20″ ومصر سوق اقتصادي استهلاكي يتجاوز 110 مليون، نسمة”.
وعن أبرز المحطات بين البلدين، يقول سعادته منذ أكثر من سبعة عقود من الزمن؟ يقول السفير زايد، المحطات البارزة تشمل مختلف القطاعات، لا سيما الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، ونحن نريد أن نزيد التعاون بيننا، ونركز مؤخراً على الاستفادة من قطاع التعليم في أستراليا، فهو قطاع هام وناجح وحيوي.
وأضاف السفير المصري: “إن زيارات المسؤولين بين البلدين تعزز التعاون المشترك، وشكلت زيارة البابا تواضروس ( قبل نحو 4 سنوات ) نقطة لافتة في العلاقات المشتركة، وكذلك زيارة وزيرة الهجرة نبيلة مكرم ( قبل أكثر من 3 سنوات ) ، وحاليا تجري الترتيبات لمشاركة أستراليا في مؤتمر المناخ الذي تستضيفه مصر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بشرم الشيخ، كما إننا نتعاون في مجال البعثات الدبلوماسية الدولية.
سعادة السفير كيف تقرأ مستجدات العلاقات الأسترالية الصينية مؤخراً؟
نحن كدوبلوماسيين لا نتدخل، لكن نتابع، ونعتقد إنه رغم ما أشيع، إلا أن العلاقة ثنائية قوية ومجالات التعاون كثيرة وكبيرة ومؤخراً حصل انفراج في العلاقة بين بكين وكانبيرا والعلاقة الاقتصادية مستمرة.
نحن لسنا طرفاً في الانحياز والخلافات، لدينا جميعاً تحديات دولية تهدد الجميع، مواجهة الإرهاب، التغيرات المناخية، توريد سلاسل إمدادات الغذاء العالمي، إذن نحتاج مواجهة الأخطار، وبالتالي أستراليا إحدى مرتكزات التفكير المصري بتأمين الأمن الغذائي، وهذا متوفر لدى صناع القرار، في كل من مصر وأستراليا، ويؤكدون دوماً على أهمية فرص التعاون بين البلدين في هذا الصدد، والصين لها أهميتها ودورها الدولي.
كيف ترى زيارتك لولاية فيكتوريا من خلال لقاءاتك مع المسؤولين أو الجالية؟
لدينا جالية مهمة وهي قديمة ولها مشاركاتها وحضورها في المجتمع الأسترالي وهي تشارك في التنمية والاندماج، ولدينا مسؤولين من أصل مصري، نحن نهتم وندعم جاليتنا ونحاول تلبية مطالبها قدر الإمكان، وهنا أريد أن أقول إننا نعمل على التأسيس لخط طيران، رحلات طيران مباشرة بين أستراليا ومصر وهو مطلب قديم وجديد لنا جميعاً، ونعرف أهمية ذلك في حياة جاليتنا وعلاقتها بالوطن الأم وكذلك فاعليته الاقتصادية، لكن بالطبع هذا يحتاج جهوداً مكثفة وإرادة اقتصادية وآليات عمل، فضلاً عن طائرات حديثة تطير لمسافات طويلة، أستطيع القول إننا نعمل بشكل جاد لوضع الفكرة موضع التنفيذ مع الجهات المختصة.
كيف ترى دور القطاع الخاص بين أستراليا ومصر سعادة السفير؟
لدى الشركات الأسترالية رغبة للعمل والاستثمار في مصر، على سبيل المثال الدكتور أندرو فورست، يملك مجموعة شركات في مجال الطاقة المتجددة، وهو زار مصر والتقى المسؤولين هناك والحوار قائم ونحن نرى إمكانية التعاون لأن ذلك مطلب وحاجة مفيدة.
من خلال عملك لسنوات طويلة كسفير في نيوزيلندا ومن ثم أستراليا ما هي أبرز المحطات التي تركت بصمة في حياتك المهنية ؟
كنت في نيوزيلندا العام 2010 أعدنا زملائي وأنا، افتتاح السفارة المصرية في ويلينغتون، العاصمة النيوزيلاندية، وبقيت سفيراً هناك، لدينا ما يقارب 5 آلاف شخص من المصريين فيها، ووجود السفارة هناك رسخ ترابط جاليتنا بمصر أكثر، والسفارة تقدم كل الخدمات المطلوبة لهم، سفارتانا في أستراليا ونيوزيلاندا هما أيضاً تمثلان مصر في نحو 10 دول في منطقة المحيط الهادي، وهذا حجم عمل كبير ومهم في النصف الجنوبي من العالم.
