واشنطن – الناس نيوز
شدّدت الولايات المتحدّة الخميس من لهجتها إزاء السلوك الروسي “المزعزع للاستقرار” في سوريا وليبيا.
وقال السفير جيمس جيفري الممثل الخاص للمشاركة السورية والمبعوث الخاص للتحالف العالمي لهزيمة داعش في لقاء مع الصحفيين أجراه عبر الهاتف إن روسيا ساعدت الأسد على استرجاع جزء كبير من الأراضي السورية من قوات المعارضة، “لذا بدأت طموحاتها تنمو.”
ولفت جيفري إلى أن ثمة عاملين جديدين برزا وباتا يعقدان حياة الروس في سوريا. العامل الأول، كما قال، أن “إيران لم تكن مستعدة لاستخدام قواتها فحسب لدعم النظام السوري، بل بدأت أيضًا في إدخال أنظمة أسلحة بعيدة المدى وصواريخ موجهة بدقة – بعضها لقواتها هي نفسها في سوريا وبعضها الآخر دفع إلى حزب الله لتهديد أمن إسرائيل بشكل خطي، وجاء ردّ فعل الإسرائيليين بطرق مختلفة. ويتم الحديث من حين لآخر عن عملياتهم فوق سوريا تحقيقا لهذه الغاية. وقد أدّى ذلك إلى تعقيد حسابات روسيا. ولا نرى أي مؤشر على أنهم اعتقدوا أن السوريين سيسمحون للإيرانيين باستغلالها بهذه الطريقة.”
أما الأمر الثاني الذي يعقّد وضع كلّ من روسيا والأسد، وفقا للسفير جيفري، فهو أن “نظام الأسد واجه مشاكل كبيرة في استعادة بقية الأراضي السورية. ولأسباب مختلفة، دخلت القوات الأمريكية والتركية، وكذلك الإسرائيليون”.
وأضاف جيفري أن الأسد لم يقم بأي شيء لمساعدة الروس على تسويق نفسه، مشدّدا أن الروس باتوا محبطين من سلوكه.
وقال جيفري: “من الواضح أن هناك إحباطًا روسيًا متزايدًا من الأسد لأنه لن ينحني. قارن الطريقة التي يحاول بها الإيرانيون بيع أنفسهم مع أناس مثل ظريف وروحاني. تجد أن الأسد لا يحيط نفسه إلا بالبلطجية، وهم لا يستطيعون تسويق أنفسهم جيدًا سواء في العالم العربي أو في أوروبا.”
وذكّر جيفري أن روسيا، التي كانت قبل عام مستعدة للنظر في حل وسط، عادت إلى خيار الحل العسكري. “وأدى ذلك إلى كارثة من وجهة نظر القوات السورية في إدلب التي يوجد فيها الآن وقف لإطلاق النار يبدو أنه صامد. ولعلّ روسيا أكثر استعدادًا الآن – لقد رأينا بعض المؤشرات في وسائل الإعلام الروسية وفي بعض الإجراءات الروسية لتكون أكثر مرونة في مسألة اللجنة الدستورية، ولكن قد يكونون مرة أخرى على استعداد للتحدّث معنا حول طريقة لحلّ هذا الأمر بعيدا عن الانتصارات العسكرية، لأنه من الواضح جدًا في هذه المرحلة لروسيا أنهم لن يحصلوا على نصر عسكري في سوريا وبالتأكيد ليس قريبًا. في غضون ذلك، الاقتصاد السوري في حالة من السقوط الحر والعزلة الدبلوماسية مستمرة.”
ليبيا
وشارك في اللقاء الصحفي أيضا نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى هنري ووستر؛ ونائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية كريستوفر روبنسون.
وتحدث روبنسون عن دور روسيا في ليبيا منددا بدعم بوتين العسكري للجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال حفتر.
وألقى روبنسون الضوء على الدور السلبي لمجموعة فاغنر الروسية التي تدرب المرتزقة، وهي كيان خاضع للعقوبات من قبل الولايات المتحدة، ويقودها – كما يقول روبنسون “صنيعة بوتين يفغيني بريغوزين، والذي أدرجته الولايات المتحدة أيضًا على لائحة العقوبات.”
وأشار روبنسون إلى حملة “التضليل” الواسعة التي تقوم بها روسيا لتشويه سمعة المنظمات الدولية العاملة في هذه النزاعات
الأسد ومخلوف
وحول النزاع الذي بدأت بواده تظهر مؤخرا بين بشار الأسد ورامي مخلوف، قال السفير جيفري إن مخلوف قريب جداً من الأسد ولاعب كبير في الطائفة العلوية التي تحكم في سوريا منذ خمسين عاماً.
وأضاف أن الخلاف بين الرجلين “ؤشر إضافي كسقوط العملة السورية والصعوبات التي تواجهها الحكومة لإدخال شحنات النفط إلى سوريا وكذلك الصعوبات في تأمين الخبز ومواد أخرى للمحلات التجارية حيث أن النظام يخضع لضغط كبير. وربما هذا هو السبب الذي يجعل الروس مهتمين بشكل أكبر بالحديث معنا من جديد حول إمكانية التوصل إلى تسوية”.
وأضاف السفير الأميركي “لم نتوصل إلى أي خلاصة ولكن نرى مقاربة استثنائية لأنها تكشف الغسيل الوسخ لأسوأ الأنظمة في القرن الحادي والعشرين”.