دمشق – الناس نيوز
لا تطمئن اعداد المصابين المصرح عنهم رسميا بفايروس كورونا في سوريا رغم ضآلة العدد مقارنة بدول الجوار بالدرجة الاولى وحصر المصابين بين القادمين من الخارج بحسب البيانات المتكررة لوزارة الصحة السورية.وكانت دمشق أعلنت عن ١٦ اصابة بينها حالتا وفاة ما يجعلها الاقل مقارنة بلبنان والاردن والعراق وتركيا ،لكن المقلق في تلك الارقام عدم الشفافية في مقاربة ملف خطير وضاغط على البشرية كلها ، وترك مناطق سكانية واسعة دون الكشف عما تضم من اصابات او حالات مشتبه بها وهو ما يتداوله السوريون علنا على صفحات التواصل الاجتماعي وخصوصا فيما يتصل بالسيدة زينب المركز الكبير للزوار الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين الشيعة ، ومناطق الميادين والبوكمال في دير الزور ذات الغالبية السنية ، حيث تنشط المجموعات الإيرانية والعراقية الشيعية المسلحة منذ أعوام ، وزاد حضورها مع سيطرة الحشد الشعبي الشيعي على الحدود العراقية مع سورية وحتى الاعلان المتأخر ( جاء بعد اتصال بن زايد بالأسد والحديث عن مساعدات في مواجهة كورونا ) جدا عن عزل منطقة السيدة زينب ، التي تعتبر مقر زيارات الحجاج الشيعة ، شكل مفاجأة كبيرة في ظل تكهنات السوريين عن وجود اصابات فيها نظرا للسيطرة الإيرانية الكبيرة ، التي أكدت تقارير عدة ان العدوى انتقلت من ايران بالدرجة الأولى للسوريين عن طريقها ، عليها ، وإقبال آلاف الزوار الشيعة حتى اسبوعين فقط من وزادت الدلائل عن وجود الاصابات مع اعلان السلطات العراقية ان عددا من ضحايا احدى الحافلات التي كانت تقلهم في زيارة لمقام السيدة زينب واصطدمت بصهريج لنقل النفط الشهر الماضي قرب جسر بغداد على مدخل دمشق يحملون الفايروس الخطير . وتشير المعلومات الى أكثر من ذلك ، فقد أعلن محافظ النجف قبل ايام قليلة ان عددا من حاملي الفيروس الذين تم اخضاعهم للاختبار في بلاده جاؤوا من سورية بعد زيارة للمقامات الدينية.وحتى تبرير مسؤولين محللين عن عزل منطقة السيدة زينب فقد جاء بسبب وجود حالة اختلطت بالسكان في حي الحرامات الشعبي داخل البلدة بدا هزيلا ومثار سخرية ولا يتوافق مع قرار كبير تطلب بالتأكيد مشاورات واتصالات مع السفارة الايرانية بعزل منطقة تضم اكثر من مئتي الف نسمة. معلومات متقاطعة تتحدث عن تسجيل اكثر من ست حالات بينها ابناء جنسيات غير سورية لكن المشكلة باختلاطهم بالمئات من ابناء المنطقة المكتظة والمتهالكة بخدماتها ما فرض عزلا شاملا بدأ بالفعل منذ الثاني من نيسان / ابريل الحالي. عزل السيدة زينب
وجاء عزل منطقة السيدة زينب الذي مهدت له الحكومة السورية بديباجة بدت محاولة للتخفيف من وطأة استهداف المنطقة بالاعلان عن الهدف من العزل تقييد الحركة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية وكأن احياء دمشق ومحيطها تتمتع بنعمة السكن المريح وضعف الكثافة!! كما استبقت وزارة الصحة السورية القرار باعلان عزل بلدة منين الجبلية في منطقة القلمون ، ذات الغالبية السنية ، بعد اعلان وفاة امرأة بالفايروس التاجي وعدم مراعاة عوامل العزل عن ذويها خلال فترة الاصابة ومخالطة ابنائها للعديد من سكان البلدة عبر محل تجاري تمتلكه العائلة في منطقة منين.
حالة التخوف
حالة الخوف ذاتها انتقلت الى صيدنايا ذات الغالبية المسيحية شمال منين باعلان مجلس البلدة اغلاق البلدة عن جوارها وحصر الدخول اليها عبر مدخل واحد خشية دخول مصابين اليها بعد تسجيل حالة مشتبه به جاء من الاراضي اللبنانية تهريبا وجرى عزله والتعامل معه بعيدا عن الاهالي.حالة رعب متنقلة شكلها القادمون تهريبا من لبنان ايضا بعد اغلاق المعابر الحدودية الرسمية ، اذا اعلنت مصادر محلية في السويداء جنوبا حجر اكثر من ٥٠٠ شخص قدموا تهريبا من لبنان قبل أن ينفي وزير الصحة رسميا تلك الانباء التي اوردتها مصادر اعلامية رسمية ما زاد من غموض التعاطي مع ملف بات يضغط على السوريين ، خصوصا مع حالة تردي الخدمات الأساسية ، بشكل كبير ، وفشل اجراءات السلطات بمنع التجمعات الكبيرة التي تتركز اليوم للحصول على الخدمات الاساسية وخصوصا الخبز والسلع الأساسية المدعومة وفق البطاقة الذكية كالسكر والارز والشاي واخيرا الحصول على الرواتب الشهرية عبر عدد قليل من الصرافات يتجمع العشرات حولها على أقل تقدير..!!
