لوس انجلوس وكالات – الناس نيوز :
قد يكون تجسيد الكوبية آنا دي أرماس شخصية مارلين مونرو، “دور العمر” في مسيرتها، وتريد الممثلة المحبوبة في هوليوود أن يكون فيلم سيرة النجمة الشقراء الشهيرة المُدرج ضمن برنامج مهرجان البندقية محطة أساسية تستكمل بها حلمها الأميركي.
لم يكن أي شيء يحمل على الاعتقاد بأن آنا المولودة في كوبا فيدل كاسترو الشيوعية عام 1988، عشية انتهاء حقبة الحرب الباردة، قد تتولى يوماً أدواراً في أفلام أميركية تحقق إقبالاً شعبياً كبيراً، وتجسّد فيها شخصيات نساء قويات وغاويات.
إلاّ أن هذه الممثلة الشابة ذات الابتسامة الساحرة التي لم تكن تتقن الإنكليزية قبل انتقالها إلى الولايات المتحدة، هي التي اختارها المخرج أندرو دومينيك لهذا الدور الذهبي.وفق فرانس برس .
وأمضت السمراء ذات العينين العسليتين طفولتها ومراهقتها في كوبا، في زمن لم تكن فيه بعد لا ألعاب إلكترونية ولا أجهزة “دي في دي”. وكانت الفتاة الصغيرة تهوى تمثيل أدوار عندما تلعب مع أصدقائها، في الشوارع أو على الشواطئ.
واكتشفت آنا السينما الأميركية عبر شاشة التلفزيون، والتحقت عندما بلغت الرابعة عشرة بمعهد للمسرح بتشجيع من والديها. وما هي إلا عامان حتى مثلّت للمرة الأولى في فيلم.
لكنّها سرعان ما تبيّن لها أن بلدها المتمسك بالشيوعية يضيق بطموحاتها، فقررت في الثامنة عشرة الانتقال إلى مدريد، حيث انضمت إلى جدّيها. وما لبثت أن حصلت على دور في مسلسل “إل إنترنادو” (El internado) وأصبحت وجهاً مألوفاً للمشاهدين.
كانت الولايات المتحدة لا تزال بعيدة يومها، لكنّ آنا دي أرماس لا تتردد في البدء من الصفر مجدداً إذا لزم الأمر.
ففي العام 2006 انتقلت إلى هوليوود… مع أنها لم تكن تفقه من الإنكليزية شيئاً! ولم يثنها ذلك عن السعي وراء تحقيق طموحها، فأكبّت على تعلّم اللغة في أربعة أشهر من خلال دروس مكثفة. وقالت للتلفزيون الاسباني إن قرار الرحيل “لم يكن سهلاً” لأنها كوّنت في اسبانيا “أسرة جديدة”.
وراحت الشابة الكوبية تتقدم بسرعة في المشهد السينمائي الأميركي، وبرز أداؤها عام 2017 في فيلم “بليد رانر 2049″، تتمة فيلم ريدلي سكوت الشهير، وجسدت فيه شخصية الهولوغرام جوي التي ترافق شخصية راين غوسلينغ.
لكنّ تعاونها مع دانيال كريغ هو الذي كرّس حضورها الهوليوودي، أولاً في فيلم “نايفز آوت” (Knives Out)، حيث يؤدي دور مفتش فيما تتولى دور ممرضة في خدمة عائلة ثرية استحقت عنه ترشيحاً لجائزة “غولدن غلوب”، ثم في أحداث أفلام سلسلة جيمس بوند “نو تايم تو داي”.
وأتاح لها هذا الفيلم أن تدخل نادي “فتيات جيمس بوند”، ولكن بنسخة حديثة، بعيدة كل البعد عن طبيعة هذه الشخصية في بعض الأجزاء السابقة من السلسلة، حين كانت مجرّد عنصر مكمّل لا يسرق الأضواء من العميل 007، بل يُبرزه. ففي مشهد مدته عشر دقائق تدور أحداثه في كوبا، تكون آنا دي أرماس عميلة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) تتغلب بالتنورة والكعب العالي على أعدائها.
كذلك شاركت في فيلم “كيوبان نتوورك” لأوليفييه أساياس، واستخدمت قدرتها على الإغواء أمام شريك حياتها السابق بن أفليك في “ديب ووتر” لأدريان لاين على “أمازون برايم”.
ولكن لا شك في أن توليها بطولة فيلم “بلوند” عن سيرة مارلين مونرو، سيأخذ حياتها المهنية نهائياً إلى بُعد آخر. وتشرح أنها استعدت لهذا الدور بعشرات الساعات من القراءة.
وبدا من المشاهد الأولى التي توافرت من الفيلم أن التشابه مذهل بينها وبين مونرو، بفضل عدد كبير من جلسات الماكياج.
وتقول آنا دي أرماس “أردت أن التقط جوهرها ، روحها ، وأن أفهم سبب تحدثها بهذه الطريقة بدلاً من أن أقلّدها”. وكان على آنا أن تعمل بشكل خاص على الصوت، هي التي لا تزال لكنتها الكوبية ظاهرة قليلاً عندما تتحدث بالإنكليزية، فعلى عكس أدوارها السابقة، مارلين مونرو هي “شخص حقيقي، وأيقونة ذات صوت خاص جداً”.