د . محمد حبش – الناس نيوز ::
أربعة زائد واحد – هذه هي باختصار المعادلة التي طرحتها للحل من خلال شاشة تلفزيون سوريا ( تمويله من قطر ويبث من إسطنبول )… ولو قرأت الثلاثة آلاف رد التي قدمها القراء خلال ساعات وبثوا فيها آراءهم وانفعالهم وغضبهم وزمجرتهم ووعيدهم فلن تجد حرفاً في شرح المعادلة!!
قلت لهم:
المعادلة كالتالي 4+1 هناك أربعة دويلات في سوريا قائمة منذ عشر سنوات: شرق الفرات وإدلب وشمال حلب والسويداء….. لكل منها حكومتها وجيشها وقيادتها وموازنتها وحلفاؤها الخارجيون.. وهي تعيش منفصلة مختلفة ولا تزال في نظر المجتمع الدولي قوى مارقة لا يعول عليها في شيء…
تكون البداية عندما ننجح في عقد اجتماع لأربعة أشخاص يمثلون هذه الدويلات الأربعة، لننتج منها فريقاً محاوراً.. يتولى التفاوض نحو الطرف الخامس وهو النظام ….
الغاية يجب أن تكون 4 +1 وليس 4 -1 فالمطلوب ضم النظام إلى هذه الأربعة وليس تدميره وسحقه، والمطلوب من النظام بالطبع هو 1 زائد 4 وهو التكامل مع قوى الأمر الواقع في أجزاء الوطن المنكوب وليس 1 ناقص 4 نحو سحق الجميع بدعوى الخيانة والعمالة ومقاومة النظام الاشتراكي.!!!! .
4+1 معادلة تهدف إلى بناء شكل جديد من إدارة البلاد وتحقيق العدالة وتوفير المجلس التأسيسي الذي سيقرر إنهاء الحرب وقيام الجمهورية الجديدة…
لا زال هذا الحلم وهو سهل بسيط مشروعأً خيالياً، ولم نستطع أن نحقق خطوة إلى الأمام على مستوى الأربعة، فالتخوين في أعلى درجات الهياج والغضب، ولدى كل فريق من الأربعة سردية حاسمة صارمة نهائية تثبت أن اثنين على الأقل من الأربعة خونة خطرون أو إرهابيون مجرمون!!!! أما الخامس فهو يرى الجميع خونة عملاء، ويراه الأربعة بدون تحفظ الكلي الشر …. المجمع على إسقاطه وإبادته!!
المذيع معاذ محارب نفسه قال لي: قسد؟؟؟؟ إنهم أصدقاء النظام!!! مستحيل…
أيها المذيع العزيز أنت هنا تلعب بقاعدة 3 ناقص 2 وهي نتيجة خاسرة بكل تأكيد، ولن نجني لمستقبل سوريا إلا مزيداً من العذاب … .
لم يستطع السوريون حتى الآن أن يجمعوا أربعة ولا ثلاثة ولا حتى اثنان، وما زلنا ( بحسب المثل الشامي ) في حارة كل من إيدو إلو ولا أمل راهناً ….
ولكن تحقيق هدف الأربعة يجب أن يكون ممكناً ومنطقياً وهو مصلحة يربح فيها الجميع ولا يخسر أحد…
والخطوة التالية على الفور هي 4+1 فالمطلوب عندما يكتمل الفريق الذي يمثل الدويلات الأربعة أن يكون توجهنا نحو الدويلة الخامسة التي يحكمها النظام لنتحاور من واقع المأساة والخسارة الرهيبة والحطام الذي تبقى من الوطن المنكوب.
وأنا على يقين أن أهم الدول العربية بل والدول الكبرى ستكون مستعدة لاستضافة 4+1 ودعمها بكل الوسائل حتى ترى النور….
يجب الاعتراف أن كل المحاولات التي قامت على أساس إسقاط الآخر وإبادته قد فشلت…وتم معها تدمير كل جميل وهذه الكيانات الخمسة القائمة اليوم هي كيانات حقيقية وهي نتيجة لانقسام السورييين وتشرذمهم وليست نتيجة للتدخل الخارجي… الخارج يركب منصته على شكل الانقسام الداخلي .. وهو نتيجة وليس سبباً….
لا يوجد في العذاب السوري أحد كلي الخير، ولا يوجد أحد كلي الشر، كلنا ضحايا وكلنا جلادون، والسردية التي تبدو لك يقيناً لا تناقش ، تبدو للطرف الآخر وهماً وزوراً وتلفيقاً أسود لا يصح احترامه في شيء.
كل الحلول ممكنة حين يظهر من يمثل السوريين، ولكن في عالم الكيانات الوهمية والآمال الرغائبية وإعجاب كل ذي رأي برأيه لا يوجد أي أمل أو تفاؤل بأي قيام ، بأب نهوض .