لندن – الناس نيوز
تم اختيار الناشطة والصحفية السورية زينة ارحيّم عضوا في هيئة تحكيم حائزة لورنزو ناتالي الإعلامية.
وقالت المديرية العامة للتعاون الدولي والتنمية إنه في كل عام، تجتمع هيئة المحلفين الكبرى من الشخصيات البارزة في وسائل الإعلام والخبراء المعترف بهم في التنمية والتعاون من جميع أنحاء العالم لاختيار الفائزين بجائزة لورنزو ناتالي الإعلامية.
وتختار هيئة المحلفين الكبرى القصص الأكثر إقناعًا التي تشعر أنها أفضل ما يضيء صفات وأهمية الصحافة من أجل التنمية المستدامة.
وقالت زينة ارحيّم إن اختيارها في لجنة التحكيم كان مفاجأة سعيدة لها.
وأضافت زينة في اتصال هاتفي مع الناس نيوز: “أسعدتني وفاجأتني دعوتي للانضمام للجنة تحكيم مسابقة لورنزو ناتالي الإعلامية بدورتها الـ٢٨ هذا العام، لم أعتد على أن يكون لي صوت حر بعد، فكيف بفكرة أن يكون لي صوت مؤثر يُعطى لصحفيين وصحفيات متمرسين ينافسون على جائزة أوربية مرموقة!”
وتمّ إطلاق حائزة لورنزو ناتالي الإعلامية في عام 1992 من قبل المديرية العامة للتعاون الدولي والتنمية التابعة للمفوضية الأوروبية، تقديرا لجهود الصحفيين الساعية إلى التميز والاحتفاء بهذه الجهود في إعداد التقارير حول قضايا التنمية المستدامة. كما تمنح الجائزة صوتًا لأولئك الذين غالبًا ما يتم تجاهل رسالتهم الحيوية أو تجاهلها.
في كل عام، تجتمع هيئة المحلفين الكبرى من الشخصيات البارزة في وسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم لاختيار الفائزين بجائزة لورنزو ناتالي الإعلامية. وقد قررت المديرية ضمّ الصحفية والناشطة زينة ارحيّم لهيئة المحلفين لاختيار الفائزين في هذا العام.
وأضافت زينة ارحيّم أنها جربت قبل سنتين أن تسلّم جائزة مراسلين بلا حدود للصحافة الشجاعة للصحفية الهندية سواتي شاتورفيدي، وأضافت أن إحساسها بتسليم الجائزة لغيريها كان أحلى من استلامها قبل عدة سنوات.
وأضافت زينة: “لقد شجعتني تجربة تحكيمي في مسابقة جائزة مصطفى الحسيني لأفضل مقال لشاب/ة عربي/ة السنة الماضية للقبول، فقد استمتعت جدا بقراءة المواد رغم المسؤولية والجهد الذي يحتاجه الأمر، وقضايا مسابقة ناتالي تتناول مواضيع تحتل جزءا كبيرا من حياتي ونضالي من حرية التعبير والعدالة الجندرية والتركيز على أصوات المهمشين والتي لا تصل لوسائل الإعلام والمتابعين بسهولة. تقدير جهد الصحفيين والصحفيات في الإضاءة على هذه القضايا بشغف ومهنية واهتمام كان إغراء لا يمكن مقاومته، ومتحمسة جدا لقراءة ومشاهدة المواد والتواصل مع زملائي في اللجنة ووضع اسمي بينهم”.
ومن شركاء المسابقة هي السنة مراسلون بلا حدود ومركز بوليتزر لصحافة النزاع، وشبكة الصحافة الأخلاقية، والمنتدى الدولي لتطوير الإعلام ومعهد الصحافة الدولي وأوكسفام وغيرهم.
زينة ارحيّم
وصلت زينة ارحيّم إلى بريطانيا كلاجئة في عام 2018، وهي صحافية حائزة على جوائز ومديرة اتصالات بمعهد صحافة الحرب والسلام. تم اختيار زينة كأفضل صحفية العام من قبل مراسلون بلا حدود في عام 2015، واعتبرت واحدة من أقوى 100 امرأة عربية وفقًا لدورية أرابيان بزنس. وقامت بتدريب أكثر من 100 ناشط إعلامي على الصحافة في سوريا، وساهمت في ثلاثة كتب عن الصحافة والنساء في الشرق الأوسط. قبل معهد صحافة الحرب والسلام ،عملت زينة في هيئة الإذاعة البريطانية وكتبت لمجموعة متنوعة من المنافذ بما في ذلك الغارديان، الإيكونوميست، ميدل إيست آي، الحياة، والقدس العربي. وتعمل حاليا على حرية التعبير ومواضيع العدالة الجندرية والاجتماعية والمساواة في العراق وسوريا.
وفي 2019، قدمت زينة في “فايسبوك” و”يوتيوب” برنامج “لا تفتي”، ركزت فيه على الحد الفاصل بين البروباغندا الفجة ومعايير الإعلام المستقل، كجدل يبرز في القرن الحادي والعشرين بفعل قوة التكنولوجيا التي حولت كل شخص إلى مراسل صحافي في لحظة ما. التركيز على الحالة السورية، كنموذج للصحافة في مناطق النزاعات، تأخذ الجدل إلى سياق مختلف تماماً، إنسانياً وإعلامياً.
وقدمت زينة في كل حلقة نماذج للتجاوزات المهنية والأخلاقية في مناطق النزاعات، لا من طرف ناشطين فحسب، بل من طرف إعلاميين ومراسلين لوسائل إعلام ومؤسسات مختلفة، بعضها مستمد من حوادث حقيقية. ويتبعها إجراء حوار مع شخصيات كارتونية تمثل مقدمي البروباغندا، ثم لقاءات مع إعلاميين يلتزمون بمعايير مهنة الإعلام المتعارف عليها، لتلخيص ما يصح وما لا يصح عند التغطيات الإعلامية وتقديم المعلومات للجمهور.
وتتشارك زينة ارحيّم في لجنة التحكيم مع كل من جيليان جوزيف من بي بي سي؛ كينغسلي أوكيه، مدير تحريرمجلة القيادة الإفريقية؛ وماريا لاتيلا، من إيطاليا؛ ومارتيز فيتوغ من الفليبين.
وزينة هي أول سورية تحكّم في ذه المسابقة المسابقة، وهي بالتأكيد – كما تقول – “أول لاجئة بدولة خرجت من الاتحاد الأوربي تقرر بجوائز المسابقة الأوربية.”
من هو لورنزو ناتالي؟
تمنح جائزة لورنزو ناتالي الإعلامية، التي أسستها المفوضية الأوروبية منذ 28 عامًا، تخليدًا لذكرى لورينزو ناتالي، المفوض السابق للتنمية والمدافع القوي عن حرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية، الذي خدم ثلاث فترات كواحد من المفوضين الأوروبيين. وهو محام وصحفي وسياسي إيطالي، توفي في 29 أغسطس 1989.
لعب ناتالي دورًا مهمًا في عملية انضمام اليونان وإسبانيا والبرتغال إلى الاتحاد الأوروبي. كما ساعد في سن تدابير رئيسية لمكافحة التلوث وتحسين الظروف المعيشية في جميع أنحاء أوروبا. في فترته الأخيرة لمدة أربع سنوات كمفوض، من عام 1985 حتى عام 1989، تم تسليمه مسؤولية التعاون وسياسة التنمية في اللجنة. وبهذه الصفة، أقام شبكة واسعة من العلاقات مع حكومات وقادة دول أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ (ACP).
الموضوع الرئيسي لجائزة لورنزو ناتالي الإعلامية هو الصحافة من أجل التنمية المستدامة. وتتناول الموضوعات المشاركة لنيل الجائزة في مسابقة هذا العام بقضايا الشراكة الدولية مثلمكافحة الفقر والتفاوتات وحقوق الإنسان والديمقراطية والشباب والمساواة بين الجنسين والبيئة وتغير المناخ والصحة والتكنولوجيا والرقمية وما إلى ذلك.