أحمد محمد كامل – الناس نيوز ::
ليلة سقوط نظام الأسد في سوريا لم ينام السوريون في أربيل عاصمة إقليم كوردستان، بل لم يكتفوا بالسهر، نزلوا إلى الساحات رافعين علم الثورة السورية وعلم إقليم كوردستان العراق، فرحين بسقوط النظام في سوريا وسط احتفالات وأغاني ثورية شملت ساحة أربيل التاريخية وسط حالة من الذهول حول سقوطه خلال أيام من إنطلاق عملية “ردع العدوان”.
منذ عام 2013 وأربيل مقصد السوريين في نزوحهم ولجوئهم من نيران الأسد ومدافعه وسجونه ، حيث وشكل الشباب السوري النسبة الأكبر في أربيل ، معظمهم أضطر للفرار من الخدمة العسكرية في جيش النظام ، فالجميع اقتنع إن هذا الجيش تم زجه في حرب هدفها حماية كرسي حكم النظام وليس سوريا كوطن للجميع .
وبحسب أخر إصدار لهيئة إحصاء إقليم كوردستان فقد بلغ عدد السوريين المسجلين كلاجئين نحو 20 ألف أسرة في المخيمات ، فيما يعيش خارج المخيمات نحو 180 ألف كلاجئين. وفي حصيلة أخيرة لمفوضية شؤون اللاجئين ، مطلع العام الجاري 2025 جاء العدد نحو 266 ألف لاجئ سوري. فضلاً عن الآلاف من الذين يعملون بموجب قانون الإقامة والعمل.
عانى الشباب السوري أشد المعاناة في أربيل لا سيما خلال البحث عن فرص العمل، لقد كان سوق العمل فخاً لكل القادمين من سوريا إلى أربيل، فالأجور المتدنية جعلت الشباب السوري يستسلم لطواحين العمل، لتأمين الحد الادنى من الحياة المعيشية ، بمدخول شهري لا يتجاوز 400 دولار أميركي.
ووسط هذا الحال المأساوي ، اضطر الكثير من السوريين للقبول بما يتوفر لهم من فرص نظراً لضيق الأفق والخيارات المتاحة .
تحت هذه الضغوط التي ترهق كل كبير وصغير ، كل عائلة ، وكل مجموعة مجتمعية ، توفي العشرات من السوريين ، نتيجة ما يتعرضون له ، أو في حوادث عامة أو صدامات على خلافات متنوعة.
الاكتئاب مرض معالجته تحتاج تغيير مسبباته وشروط الحياة
اجتاحت موجة اكتئاب معظم اللاجئين السوريين في أربيل مما، شوّهت أرواحهم ، بسبب البطالة ، التي بدت للبعض وكأنها الموت السريري ،انتحر العشرات وأختل توازن المئات منهم وكل يوم كانت الحالات في ازدياد .
الشباب السوري في أربيل ، قلق دائم وحياة متعثرة .
تتغير تكاليف الإقامة السنوية للسوريين في أربيل كل عام ، حيث كانت قبل نحو عامين 550 دولار أمريكي ، وقبل سقوط النظام في سوريا بأيام فقط ارتفع سعر تجديد الإقامة لتصبح تكلفتها 700 دولار أمريكي ، تشمل التسجيل في الضمان الإجتماعي والتأمين الصحي.
ووسط كل هذه الحالة ، يعصف الحنين بالكثير من السوريين إلى وطنهم الذي اضطروا للهجرة القسرية منه تحت وابل حمم نيران الحرب الظالمة ، لكن حالة الفقر التي يعيشونها تحبط حلم العودة ، تكاليف الرحيل تثقل كاهلهم وهي فرصة ان نطالب حكومة بلدنا سورية ان تنقل مواطنيها الفقراء اللذين لا قدرة لهم لدفع تكاليف الطيران .
في الأسابيع الأولى على سقوط النظام البائد في سوريا
أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ان 948 لاجئاً سورياً عادوا من إقليم كوردستان إلى سوريا في الاسابيع الثلاثة الماضية، مضيفة ان 115 ألف سوري في الدول المجاورة عادوا الى بلادهم بعد الاطاحة بنظام الاسد ، بينما تشير الاحصاءات اليوم إلى عودة نحو مليون سوري من مختلف بلدان اللجوء القريبة والبعيدة .
ورغم الفرح الكبير الذي سكن الصدور بسقوط النظام ، يسيطر قلق مستمر على وجوه الناس فيما يتعلق بالشأن الإقتصادي والأمني في سوريا، فالعودة إلى الوطن بالنسبة للسوريين أمر حتمي وقادم، لكن الظروف المادية والتحديات الكبيرة في إيجاد خدمات جيدة تؤهلهم إلى البدء من الصفر أمر ليس بالسهل ، على من لا يعرف في حياته سوى الأمل والبدء من الصفر دائماً.



الأكثر شعبية

السوريون في كردستان بين حلم العودة والفقر المثقل…

نحو إعلام سوري أهلي ليبرالي…

المخابرات السورية وتلافي فخ الدولة الأمنية
