إسطنبول – أروى غسان – الناس نيوز :
في معرض الحديث عن أشهر أسواق إسطنبول وأكثرها غنىً بالبضاعة والتنوع، يحضر اسم “السوق المصري” بلا منازع، هذا المكان الذي سيأخذك بمجرد دخولك إليه إلى زمن جميل بمعروضاته المغرية وأزقته العتيقة وأجوائه النوستاليجية، التي تتعالى فيها أصوات البائعين بكل اللهجات، ففيه تُباع أنواع لا تعد ولا تحصى من التوابل والمكسرات والمجففات والنحاسيات والتحف الشرقية والمشغولات اليدوية والحلويات.
ولعل أكثر ما يجذب السياح وتحديداً العرب منهم إلى السوق المصري هو حفاظه على أجوائه القديمة وكأنّه هارب من حداثة العصر الحالي، ففيه ستشاهد الجدران الحجرية والقبب المزخرفة، والطريق المرصوف بالحجارة السوداء القديمة التي تتميز بأشكال مربعة عشوائية، حيث يعود تاريخه إلى عام 1597م، وقد أعطى السلطان مراد الثالث الأمر لبنائه، وتم افتتاحه رسميا عام 1664، وكان متخصصا في بيع الأعشاب والأدوية الشعبية، بعد الحرب العالمية الثانية عام 1947 خضع السوق لتعديلات بسيطة،وتم توسيع التجارة فيه لتشمل أنواعاً وأصنافاً جديدة.
وعن سر تسمية السوق المصري الذي يقع مقابل ميناء”أمينونو” الشهير، فقد سمي بهذا الاسم لأن البضاعة التي كانت تباع فيه من توابل وقهوة وحبوب كانت تُجلب من مصر، عبر التجار الأتراك، ويعتبر السوق المصري اليوم من أكبر الأسواق في المدينة بعد البازار الكبير، الذي يقع بالقرب منه وعلى بعد أمتار قليلة فقط.
ويتميز السوق المصري بأسعاره الرخيصة إذا ما تمت مقارنته بأسعار المعروضات في البازار الكبير، وخاصة أن الأخير يأخذ طابعاً سياحياً بحتاً يجعل أسعاره مرتفعة نوعا ما، ولكنْ هناك مجال دائماً في كلا السوقين “للمفاصلة والمبازرة” على السعر، حسب مهارة الزبون وخبرته.
لا داعي للقلق أبداً إذا لم تكن تتكلم اللغة التركية، ففي السوق المصري هناك الكثير من الباعة العرب، الذين لايتوانون عن الشرح والإسهاب والتعريف بمواصفات معروضاتهم، لاسيما في ظل المنافسة الشديدة بين أصحاب المحلات التي تفيض بالبضائع.