fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

السويداء إذ تعيد امتلاك سرديتها الثورية

ميديا – الناس نيوز ::

المدن – رنا الأطرش: ليس بعيداً الزمن، بل ربما ما زال راهناً، حينما يُطرح السؤال المخيف، في مَضافة إحدى العائلات التاريخية والقيادية في السويداء، عن صعود صور حافظ وبشار الأسد وبعض أزلامهم إلى الجدار، رفقة سلطان باشا الأطرش ورجالات استقلال حقيقيين وزعامات وطنية لا يحلم أن يرقى إليهم المستجدون يوماً. وتنحصر الإجابة في ارتجافة مباغتة كما بعد لسعة عقرب، ثم رفع الحاجبين وتدوير العينين إشارة إلى وجوب إسكات السؤال من أساسه.

ليس بعيداً في الزمن، بل ربما ما زال راهناً أن يستدرّ دخول النساء إلى مضافة عائلية، ابتسامات استهجان كالتي ترتسم على وجوه جمهور السيرك أو عروض السِّحر والخفّة. حَدَث لا يحصل، إلا إذا أجازَه بعض “الكبار” ممّن لفّوا وداروا في الدنيا واكتسبوا شيئاً من شيَم العالم… وفقط بعد رحيل “الغُربِيّة” إلى منازلهم وقت الغداء أو في آخر الليل، ليبقى أولاد العم اللّزَم.

ليس بعيداً في الزمن، بل ربما ما زال راهناً أن تُظلَم النساء في ميراث آبائهن وأمهاتهن وأجدادهن، لصالح “العَصَب” مُحتقِر بنات العمومة والأخوال لمجرد أنهن “بنات”، فلا يوفر وسيلة ضغط اجتماعي أو ترهيب بـ”فضائح” المَحاكم والنميمة واسعة النطاق، لمقاسمتهن في حقهن الطبيعي، وأحياناً الطعن في وصية المُورّث أو حصاره ثقافياً ليتنكّر لها، رغم أن الوصية لدى الدروز تسود.

ليس بعيداً ذلك الزمن، بل ربما ما زالت راهنة معاناة النساء من العنف المنزلي، من آباء وأزواج وحتى أبناء، وهن لا يجدن نصيراً أو نصيحة إلا “إصبري!” أو “الحق عليكِ.. لا تستفزيه!”. وتُقصى كثيرات ممَن يتزوجن من خارج الطائفة. وامرأة في صالون مضيفيها، تذوب خجلاً وذنباً إن عُرضت عليها صينية “النُّقُل”(الحلوى) قبل زوجها، فتدفعها بقوة صوبه قائلة “أبوفلان قبلي”.

ليس بعيداً الزمن، عندما باءت بالفشل محاولة الحؤول دون انتقال زعامة عائلية تقليدية تاريخية، إلى حزبي “بعثي”، وجرى تطاول علني وغير مسبوق على ماضٍ رفض الانضواء في الحزب ومُخبريه ودفع الثمن غالياً. وذلك رغم أن التقاليد التي تحتكم إليها الحياة السياسية والاجتماعية اليومية في السويداء، تنبذ أحزاب السلطة، على قاعدة أن الحزبي يأتمر بأوامر حزبه، ولو تناقضت مع مصالح مجتمعه وعشيرته اللذين يجب أن تكون لهما أولوية الولاء والانتماء. تقاليد تحتدّ في هذا الموضوع ولا تغفره، ولو بأصوات مكتومة في الصدور، من أيام منصور سلطان الأطرش. وفي الوقت نفسه، تقاليد لا تُعادي الأحزاب والحزبيين، بحُكم الأمر الواقع، ولا حول ولا قوة السوريين جميعاً. وللأمانة، فشل الحؤول دون الزعامة الحزبية، لم يتسبب به أزلام الأجهزة وحدهم، بل أيضاً أبناء العائلة أنفسهم.. صغار المنتفعين من “خدمات” ما عاد الماضي المستقل والمكتفي بذاته ومبادئه قادراً على تقديمها.

ومع ذلك… السويداء تثور الآن. بما أمكنها وما أوتيت من قوى ووسائل وحناجر وقبضات، تحتجّ وتعترض.

كل ما مرّت به ثورة 2011 في شهورها أو سنواتها الأولى، يبدو مُختزناً، بل مُعاشاً في السويداء التي تحرّكت أيضاً، ولو بخفَر وحذر، في تلك البواكير السِّلمية.

ما زالت هنا خفة ظل كفرنبل الثورية. غرافيتي إدلب ودرعا، وإسقاط الصور والتماثيل الأسدية في أصقاع سوريا، وفي السويداء نفسها وقُراها مرات متفرقة خلال الأعوام الماضية. مظلومية الكيماوي والبراميل، الذل والاعتقال والتعذيب والتهجير. ركوب البحار وبيع المصاغ للدفع لمهرّبين يسيرون بقوافل بائسة إلى أمل في اللجوء لمكان صالح للحياة. أبناء السويداء أيضاً خاضوا ذلك كله. النساء اللواتي لا يمكن فصل قضاياهن عن أي ثورة. التنسيقيات والنقاشات والتنظيم، بل والاختلاف في الآراء وإدارته بالأساليب الديموقراطية، كما “باللياقات” الدرزية الشهيرة. حتى قلّة الخبرة في حماية الأنفُس من آذان المُخبرين، ما زالت، كما أولى أيام 2011. السويداء ربما تأخذ قيلولة، تختلي بناسها أو تنأى لبعض الوقت، لكن أهلها مضادّون للسُّبات.

عَلَم الثورة لهم، منذ الاستقلال، وأعادوا امتلاكه. العلَم “النظامي” أيضاً لهم، إذ أعطوه معنى جديداً في احتجاجاتهم، بل أثبتوا أن لا رمزية لعلَم في شوارع الناس ومع الناس، إلا للناس. الكرامة، مع -وربما قبل- الأحوال المعيشية المتردية وأسعار المحروقات والرواتب فاقدة قيمتها والخدمات التي انسحبت منها “الدولة”. وعلَم التوحيد، بَيرق “الخمس حدود” الملوّن، رمزية جامعة، لا فئوية. راية هوية، لا تقوقع. تقول: هذا نحن، الدروز، لا لُبس في مَن نكون، ونطالب بإسقاط النظام الذي لا يحمي إلا نفسه.

وذات تظاهرة، حضرت راية “ريال مدريد”، ونشرت صفحة “السويداء 24” الصورة مع تعليق: “طبعاً مشان حرية التعبير والروح الرياضية نشرنا الصورة، علماً أن مسؤول التحرير في السويداء 24 مشجع لبرشلونة”. طوبى لثورة لا تفقد الفكاهة والكاريكاتور، ورسائل في اللافتات لوسائل إعلام معروفة بخطاب مُعارض مَوتور وفئوي تحريضي أن “تخرج من بين البصلة وقشرتها”، ثم التوجه بيافطة لحلفاء الأسد “كل واحد يخلي بالو من لغاليغو”.

اللافتات النسوية تغزو معظم الصور المتدفقة من السويداء: “طالعات سوريات ع الحراك، لأننا نولد مناضلات من أمهات ناجيات.. طالعات نسقط نظام.. طالعات نوقف بالساحات”. و”طالعات سوريات”، بحسب صفحتهن الفايسبوكية، “حراك نسوي في الداخل السوري هدفه صنع التغيير الديموقراطي والسياسي في سوريا”. وفي السويداء، يرفعن لافتات تحاكي نساء دير الزور والحسكة والرقة، تطالب بإطلاق المعتقلين، مثلما تطرح أجندة التهميش الجندري واللامساواة وتنشد الشراكة، فيما بيان المجموعة يطلب تضامناً نسوياً كاملاً في جنوب سوريا ومعه. معروف أن “الاتحاد النسائي”، المُسيطَر عليه بالكامل من قبل النظام رغم أن الاتحاد أعتق من “البعث” وأعرَق، كان الكيان النسوي المنمّط السائد أو المُسيَّد منذ عقود. ومنذ 2011، خرجت النسوية السورية المُحرَّرة، بما لها وما عليها، من القمقم. مطّت عضلاتها ورفعت صوتها وخاضت تجاربها، الغثّ منها والسمين. والسويداء ليست استثناء…ها هي تقول للجميع أنها الخصوصية، لا الاستثناء. ناظمة إيقاعها وزمنها، وليست الصامتة في دواخلها، ولا “أبَد” يمكنه أن يتأبّد بين حجارتها البركانية السوداء، مهما طال.


صورة سلطان الأطرش، مع راية “الحدود الخمسة”، مع لافتات النسويات…. مرفوعة كلها في تظاهرة واحدة. لا أبوية ولا بطريركية تُرى هنا. هذا لا يعني أن الأبوية والبطريركية اختفت، بل لعل شخوصها، الزمنيين والروحيين، سيدافعون في ما بعد عن مواقعهم ومكتسباتهم. لكن الساحات الآن مختبر، منبر كل شيء، كل صوت، كما يليق بثورة. وهنا أيضاً تحرير السردية، إعادة صياغتها. حيازة التناقضات وتطويعها وتضمينها في الخطاب الجديد، لتمسي مرويات الجبل الثورية، الموثقة في كتب التاريخ، هي أيضاً جديدة… بسنواتها المقتربة من المئة، وهكذا تداول النشطاء أسماء شهيدات الثورة السورية الكبرى، أسماء كانت مطموسة ومنسية.

السردية المتوارثة يُعاد تصديرها فخراً واعتزازاً بما كان، وتصميماً على ما يكون ولحظته الآنيّة، وأملاً في ما يُراد له أن يكون. ماضي الجبل وثورة 1925، التي لطالما حاول النظام الاستحواذ عليها والتعتيم على ذاكرتها، ما استطاع، تستعيدها السويداء بنكهة الراهن، راهنها، وبـ”الجوفيات”-الأهازيج المحلية، ليقول هتّاف في المحتشدين: “نحن الذين رفعنا اسم سوريا عالياً، نحن أحفاد سلطان الأطرش، ولن نقبل إذلالنا.. يقولون ثورة جياع، والجوع ليس عيباً، لكننا ثورة الكرامة، وقفة العز”.

المنشورات ذات الصلة