القاهرة – ميديا ووكالات – الناس نيوز ::
الشرق الأوسط – راهن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وعي مواطنيه في تجاوز التحديات «الجسيمة» والأعباء الثقيلة.
وقال إن «قوة مصر ليست في سلاحها وحده؛ بل في وعي المصريين، وفي تماسك صفوفهم، وفي رفضهم لكل دعوات الإحباط والفرقة والكراهية».
وأكد السيسي في كلمة، الاثنين، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة «30 يونيو (حزيران)» التي أطاحت بحكم تنظيم «الإخوان» عام 2013، أن «مصر الداعمة دائماً للسلام تؤمن بأن السلام لا يولد بالقصف، ولا يُفرض بالقوة، ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، فالسلام الحق يُبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم».
وأشار إلى أن «استمرار الحرب والاحتلال لن ينتج سلاماً؛ بل يغذي دوامة الكراهية والعنف، ويفتح أبواب الانتقام والمقاومة التي لن تُغلق، فكفى عنفاً وقتلاً وكراهية، وكفى احتلالاً وتهجيراً وتشريداً».
وقال الرئيس المصري إن «السلام وإن بدا صعب المنال، فهو ليس مستحيلاً، فقد كان دوماً خيار الحكماء، لنستلهم من تجربة السلام المصري – الإسرائيلي في السبعينات التي تمت بوساطة أميركية برهاناً على أن السلام ممكن إن خلصت النوايا»، مضيفاً أن «السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
ووجه السيسي حديثه للمصريين، قائلاً: «أخاطبكم (اليوم) والمنطقة بأسرها تئن تحت نيران الحروب من أصوات الضحايا التي تعلو من غزة المنكوبة إلى الصراعات في السودان وليبيا وسوريا واليمن والصومال. لذا من منبر المسؤولية التاريخية أناشد أطراف النزاع والمجتمع الدولي مواصلة اتخاذ كل ما يلزم، والاحتكام لصوت الحكمة والعقل لتجنيب شعوب المنطقة ويلات التخريب والدمار».

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، طمأن الرئيس المصري مواطنيه بشأن قدرة بلاده على تجاوز «الظروف الصعبة»، مؤكداً حينها «أهمية الوعي بالأحداث الإقليمية والدولية».
وتحدث السيسي، الاثنين، عن «30 يونيو»، إذ قال: «ثورة خالدة شكّلت ملحمة وطنية سطّرها أبناء مصر، توحّدت فيها الإرادة، وعلت منها كلمة الشعب، وقررت الجماهير استعادة مصر وهويتها وتاريخها ومصيرها لتقف في وجه الإرهاب والمؤامرات وتكسر موجات الفوضى وتحبط محاولات الابتزاز والاختطاف وتُعيد الدولة إلى مسارها الصحيح».
وأضاف: «لقد كانت الثورة من نقطة الانطلاق نحو الجمهورية الجديدة، ومنذ عام 2013 تسطر مصر تاريخاً جديداً، لا بالأقوال بل بالأفعال، ولا بالشعارات بل بالمشروعات، لم يكن الطريق سهلاً، بل واجهنا الإرهاب بدماء الشهداء وبسالة الرجال، حتى تم دحره بإذن الله، وتصدينا للتحديات الداخلية والخارجية… ومضينا في طريق التنمية الشاملة وبناء مصر الحديثة بسواعد أبنائها الشرفاء، أسَّسنا بنية تحتية معتبرة، وها نحن (اليوم) نشيّد ونعمّر ونُحدِّث ونطوِّر ونقيم على أرض هذا الوطن صروحاً من الإنجازات، تبعث على الأمل وتتمسك بالفرصة في حياة أفضل».
وبشأن الأوضاع الداخلية في البلاد، أكد السيسي أن «تخفيف الأعباء عن كاهل المصريين أولوية قصوى للدولة، خاصة في ظل هذه الأوضاع الملتهبة المحيطة بنا».
وتتكرر رسائل السيسي لطمأنة المصريين بين الحين والآخر، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية أو التحديات الإقليمية. وأعلنت الحكومة المصرية، في 26 فبراير (شباط) الماضي، حزمة حماية اجتماعية جديدة «تتضمن تدابير ومنحاً مالية لدعم الفئات الأكثر احتياجاً، إلى جانب رفع الحد الأدنى للأجور، ومنح مالية مختلفة للعاملين بالمؤسسات الحكومية».


