fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

“الشهيد” جول جمّال وخطيبته … تلاقي القومية والصوفية وابتلاع الفرديات

[jnews_post_author]

لم يعرض خبر وفاة خطيبة “الشهيد” جول جمّال، عندما فارقت الحياة، أي تفاصيل خاصة عن حياتها، سوى تلك المنسوبة له، فجاكلين بيطار التي توفيت قبل نحو عام، نذرت نفسها، تبعاً للخبر المنشور، لذكرى “البطل” ورفضت الارتباط من بعد رحيله، “في قصة نادرة من الوفاء والبطولة الوطنية”، أي أن حياة كاملة قضتها بوصفها “خطيبة الشهيد”، موزعة حياتها في مدينة اللاذقية، ما بين العمل الخيري والكنسي. وتجنب التفاصيل الخاصة في خبر موت بيطار يوحي بابتلاع السيرة، وتبديدها هباءً، في سبيل قيمة متوهمة صنعتها الدعاية الناصرية، كذباً وتدليساً وسعياً للتعبئة.

فبيطار، لم تعكف عن ارتداء اللون الأسود، حداداً على خطيبها “الشهيد” سوى في السنوات الأخيرة من حياتها، حيث حفرت الأخاديد وجهها وبدت متعبة ومنهكة، بعد تجاوزها الستين. وهي في هذا السن، بقي جول جمّال في وعيها، شاباً في منتصف العشرينات، وصورة ورمزاً ونموذجاً، وجب تخصيص الحياة بكاملها بما يضاهي شهادته، ويعيد إنتاجها بما يعادلها، وربما ينافسها ويتفوق عليها.

و”تضحية” جمّال مسرودة بلغة الوعي القومي “البطولي” الذي يجمع عادة، السحر والخرافة والبطولة، لينتج رموزه. معظم الكتابات تجمع على سيرة واحدة لـ”الشهيد”، مصاغة لتناسب دعاية الناصريين، عن انتصارات متوهمة، فهو غادر سوريا للالتحاق بتدريب عسكري في مصر، وهناك نفذ عملية ضد بارجة فرنسية ما تسبب بإغراقها وقتل ما كان على متنها وهم 88 ضابطاً، و2055 جندياً بحاراً. والرواية الصحفية تقول “اختفى جول بزورقه ومعه على متنه ضابط مصري، وآخر سوري يدعى نخلة سكاف. اعتقد الجميع أنه انسحب من المعركة، ولكنه ظهر فجأة وهو يقود زورقه بأقصى سرعة، وقفز هو وطاقم الزورق في البحر، ليصطدم الزورق بالجزء الضعيف من البارجة، في مقدمتها. ولم تستطيع مدافع البارجة الدفاع عن هذا الجزء من قرب، فنجحت محاولة جول وانفجرت المقدمة. وتعطلت البارجة وغرقت في مياه البحر المتوسط، لكن نيران الجنود الفرنسيين طالت جول، فاستشهد”. ورغم تفنيد التضخيم الناصري للرواية، عبر تقارير صحافية غربية، والكشف أن البارجة المستهدفة لم تغرق وعادت إلى فرنسا لتخرج من الخدمة بداية السبعينات، وعدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا في حرب السويس لا يتجاوز الثلاثين جندياً، لكن الأسطرة تلبست سيرة جوّل جمّال، فغدا “شهيداً” و”بطلاً”، وأُنتج في مصر فيلم “عمالقة البحار” توثيقاً لشهادته، وسمّيت شوارع ومدارس باسمه في سوريا ومصر، بينها واحدة تخرّج منها حافظ الأسد.

والحال فإن، سيرة استشهاد جمّال المسيحي، تطابق تلك التي ترويها الأدبيات اللاهوتية عن القديسين، حيث القدرة الخارقة على مواجهة من يضطهدهم، بالأعاجيب والتدخل الغيبي، فـ”الاختفاء والقفز من الزوق وتركه يصطدم بالبارجة” جميعها عناصر قابلة للإسقاط على سير قديسي المسيحية. وكأن جوّل، هو القديس جاورجيوس، خصوصا وأن الأخير، يظهر في أيقونة شهيرة، بلباسه القتالي يمتطي حصاناً ويواجه التنين بحربة. وإذا كانت الرواية الدينية تتلاقى مع القومية في العناصر المكونة بحيث أن الحصان بات الزورق، والحربة أسلحة حديثة، والتنين بارجة، فإن انكشاف الخرافة لا يحتاج سوى لتبيان أن التنين حيوان خرافي، والبارجة عادت لفرنسا ولم تغرق. بمعنى أن البارجة التنينية والتنيني البارجي يتبادلان الأدوار، في مزيج من وعيين، قومي وديني، يتشاركان في صناعة سيرة “الشهيد”. الوعي الأول علني وواضح، والآخر مستبطن وتحتي.

والعلنية القومية، أغفلت بطبيعة الحال، المستبطن الديني، وعمدت إلى صناعة صورة “البطل”، عبر الماكينة الناصرية، وهو ما كان تقليداً في تلك الحقبة، حيث ابتلاع الفرديات، بأسطرتها، واختلاق أمجاد متوهمة لها. لكن، بالنتيجة، الشاب العشريني، وإن كانت “شهادته” مرتبطة بقلق كياني في وطنه، فهي أيضاً على صلة، بوعي عابر للحدود، يجري تصريفه، شرعية ودعاية، عند نظام عسكري، استولى على مقاليد الحكم في مصر، وتكثف بشخص عبد الناصر. بمعنى أن جمّال مات في سبيل استبداد جمال، وكان جزءاً من دعايته المبنية على الأوهام التي تبددت لاحقاً سيما في هزيمة حزيران الشهيرة. أي أن الناصرية ابتلعت الشاب المتحمس، واستثمرت فيه رمزياً.

وجاكلين “خطيبة الشهيد” تلاقت مع جول، في التضحية، حيث أوقفت حياتها عند لحظة موته، مستأنفة مساراً من الصوفية المسيحية، يخلو من الزواج والحب واللذة والعلاقات، وجعلت ارتباطها بالمجتمع ارتباطا خدميا تبشيريا، وكأنها اخترعت بارجتها الخاصة لتصطدم بها، فتنافس خطيبها على فعل “الاستشهاد”، عبر سيرة مسيحية تقشفية منزهة عن الماديات، مستكملة أو موقظة، البعد الديني الخفي، في سيرة “الشهيد”، لكن عندها التنين يتفوق أكثر على البارجة، في واقعة “الشهادة”، التي تحدث عند جاكلين في الحياة نفسها، وبشكل يومي، ليس في عملية “استشهادية”.

وبين، جول الذي وقع أسير الدعاية الناصرية حيث شحن العواطف والانفعالات، والموت من أجل وهم، وجاكلين التي وقعت أسيرة الصوفية المسيحية محاكية شهادة خطيبها في التقشف ونبذ الحياة، يتكشف التلاقي بين الوعي القومي والصوفية المسيحية، في ابتلاع الفرديات ومحوها، وفي حين أن الأول يبني آلياته على أوهام قومية عروبية، تنحو الثانية إلى أوهام ميتافيزيقية. وعليه، يعود المردود إلى الناصرية، في حالة “الشهيد”، وإلى الأسدية، في حاله “خطيبته”، حيث الخرافة تتنقل بين زمنين، متأرجحة بين البارجة والتنين، وكلاهما، أدوات لصناعة دعاية للدكتاتور، الأولى تجعله محصناً بـ”انتصار” وهمي دائم، والثانية تجعله محصناً، عبر ترفع الناس عن السياسة، والعيش في تقشف وخدمة وعطاء.

إيلي عبدو

المنشورات ذات الصلة