fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

الشّيخ يوسـف المنيـلاوي والسّبـاق علــى زعامـة الغنـاء فـي القـرن التّاســع عشـر

 

أحمد عزيز الحسين – الناس نيوز

في ظنّي أنّ كثرة عدد المبدعين، في عصر النّهضة، تعود إلى طبيعة العصر الخلّاق نفسه، وإلى مجمل الظُّروف الموضوعيّة التي كانت متوافرة آنئذٍ، وأتاحتْ لهؤلاء المبدعين تقديم أقصى ما لديهم من إمكانات، ثمّ غابت تلك الظّروف، أو غُيِّبتْ بفعلِ فاعلٍ، وحصل تراجعٌ وانتكاسة على أكثر من مستوى أفْضَيَا إلى تغيُّر الوضع السِّياسيِّ، وانعدام الحريّة، وتحوُّل الحكومات الوطنيّة التي تسلّمت سدَّة الحكم بعد رحيل المستعمر وأذنابه إلى حكومات استبداديّة، وقد أفضى ذلك كلُّه إلى كبْح جماح المجتمع النّاهض، وتراجُعِه، وانشغاله بلقمة العيش، وتوفير مستلزمات الحياة الاستهلاكيّة، مع إدارة الظّهرإلى الثّقافة الفنّ والأدب عموماً، ثمّ حدث تحوُّل في الأذواق يتناسب مع التغيُّرات الاجتماعيّة الحاصلة، ويضمن تكييف الجيل الجديد مع مقتضيات الحياة الاستهلاكيّة، وتسْفِيل أذواق النّاس، وإنتاج مثل اجتماعيّة وقيم جماليّة مُستحْدَثة، وخلقِ رموز فنيّة تتناسب مع التّغيُّرات الاجتماعيّة الحاصلة.

وقد نجح صُنّاع الحياة الاستهلاكيّة في إنتاج ما يريدون، واستطاعوا التّأثير في الذّائقتين الأدبيّة والفنّيّة؛ بحيث غدا المثلُ الأعلى للجيل العربيّ الجديد فنّانين لا علاقة لهم بالأصالة، أو الفنّ، أو الأداء السّليم. كما شجّعتْ وسائلُ التّواصُل الحديثة هذا اللُّهاث المحموم وراء التّافه والعفِن في الحياة، وغذّتْ وزاراتُ الثّقافة والإعلام العربيّةُ ذلك كلَّه لكي تضمن وجود جيلٍ خرعٍ هشٍّ لا يهمّه سوى الانشغال بالسّطحيّ والتّافه والوضيع في الحياة؛ ممّا جعل الحياة الفنيّة العربيّة كلّها تتردّى بعد أن أفرزت رموزها الهابطة على أكثر مِن صعيد، وأصبح هؤلاء هم سادةَ السّاحة والمتحكِّمين بها، وانزوى الفنّ الأصيل، وتراجع أصحابُه بعد أن حُكِم عليهم بالإقصاء والتّهميش، أو اعتزلوا الحياة الفنيّة كما فعلت نجاة الصّغيرة منذ عشرين عاماً؛ ثم اضطّرت إلى العودة لأسباب ماديّة بحت في عام 2017، وغنّت أغنية واحدة هي (كلّ الكلام) من تأليف الشّاعر الكبير عبدالرّحمن الأبنودي، وتلحين الموسيقار طلال، وتوزيع يحيى الموجي، ثم عادت إلى الظِّلِّ مرّة أخرى.

وفي ظلّ هذه الظُّروف يخطر للمرء أن يبحث عن الأسباب التي أفضتْ إلى ذلك، ويتساءل: هل كان للفنّ الذي هيمن في عصر النّهضة دورٌ فيما وصلنا إليه ؟؟ وهل اختزن ذلك العصرُ إرهاصاتٍ ترشح بذلك ؟؟ وهل انجلى السّياق النّهضويّ عن تراجع الفنّ والغناء العربيّ الأصيل، وكان مقدِّمة لما حدث في عصرنا الرّاهن من شيوع الفنّ للهابط، وتسيُّد لرموزه ؟؟ ومن هم الّذين كانوا يتسلّمون دفّة الغناء في ذلك العصر؟؟ وماذ جرى بعد رحيل عبده الحامولي (1836- 1901) أيقونة الغناء في القرن التّاسع عشر؟؟ ومن تسلّم زعامةَ الغناء بعده: أهُوَ: الشّيخ يوسف المنيلاويّ (1850-1911) أمْ عبدالحيّ حلمي (1857-1912)، أم الشّيخ سَيِّد الصّفتي (1867-1939)، وقد كان المُغنّون الثّلاثة أحصنةَ رهانٍ ذائعةِ الصِّيتِ في سباق الزّعامة…!!! ومع أنّ الثلاثة أدَّوْا كلَّ الأدوار، والقصائد، والموشَّحات المعروفة التي غنّاها عبده الحامولي، ولحّنها محمّد عثمان (1855-1900) شيخ الملحِّنين في القرن التّاسع عشر، والحامولي نفسه، والشّيخ محمّد عبدالرّحيم المسلوب (1793-1928) وإبراهيم القبّاني (1852-1927)، وحلًقوا في ذلك، إلا أنّ ما هو ثابتٌ تاريخيّاً ًأنّ المنيلاوي تقدَّم على عبدالحيّ حلمي، وسيّد الصّفتي في حلبة السِّباق؛ إذ تمّ اختياره للغناء في حضرة السُّلطان عبدالحميد في عام ( 1888)، عندما طلب السُّلطان من الخديوي إسماعيل (1830- 1895) مطرباً ذا صوتٍ رخيمٍ، وقدرة على الأداء ليغنِّي في مجلسه، وكان عمْرُ يوسف المنيلاوي وقتها أربعين عاماً؛ فاختار دوراً خاصّاً يتلاءم مع هذه المناسبة، وشدا به أمام السّلطان؛ فأعجب به، وأنعم عليه بـ(النّيشان المجيديّ) والهدايا، وعاد ليحظى بالمجد، والجاه، والشّهرة العريضة في وطنه مصر، وقد قدّرت شركة أسطوانات (بيكا) الألمانيّة ما حقّقه المنيلاوي من نجاحٍ باهر، وذيوعٍ، وتسيُّد، وطبعتْ باسمه ماركة خاصّة من الأسطوانات سمّتْها (سمْع الملوك)، وازدهرتْ أحواله الماديّة إثر ذلك؛ فبنى فيلّا خاصّة به، واقتنى عربةً وجياداً مطهَّمة، واستأجر حوذيّاً يغدو به، ويروح لإحياء الحفلات الخاصّة، والأعراس التي كان يُقيمُها أبناءُ الملوك والأمراء وكبارُ الأثرياء والذّوات في مصر آنئذٍ، وكان يشترط إذا غنّى دوره المشهور(البلبل جاني وقلّي)، الذي لحّنه إبراهيم القبّاني أن يتقاضى عشرين جنيهاً من الذّهب لقاء أدائه، وهو مبلغٌ كبيرٌ بالقياس إلى القيمة الاقتصاديّة للجنيه في تلك الأيام، وظلّ المنيلاويّ على عرش الغناء طوال عقد من الزّمن إلى أن رحل عن دنيانا في عام (1911) بعد أن نعِمَ بالحياة المرفّهة، والشّهرة العريضة، والمجد الرّفيع.

ومن يستمع إلى دور” البلبل جاني وقلي“، الذي أدّاه المنيلاوي ولحّنه القبّاني، منذ مئة عامٍ ونيّف يلمس أنّ الدّور لايزال ناضحاً بالشّباب والحيويّة حتّى الآن بعد أن كستْهُ مؤسَّسة البحث والتّوثيق في الموسيقى العربيّة ببيروت حلّةً قشيبةً، وجعلتْهُ قطعةً فنيةً تشبه الألماس في صفاء الصّوت، وسطوع النّضارة. وقد قيِّض لي أن أستمع إلى هذا الدّور غير مرّة، وفِي كلّ مرّة أطربُ له كأنّني أسمعه أوّلَ مرّة، ولا أبالغ إنْ قلتُ: إنّه يأسر لُبّي؛ وذلك يعود إلى أنّ المنيلاوي لم يؤدِّه بصوته وحسب، بل غنّاه بقلبه وروحه، وجعل كلّ جوارحه تتضافر معه في ذلك، وما من مرّةٍ رجّع، وأعاد في لياليه إلّا بدا لي كأنّه لا يريد أن ينتهي منها، كأنّه يريد أن يبقى مشدوداً إلى اللّيل طوال عمره. إنّه يعرف أنّ الليل حيّزٌ للاعتكاف والبوح والنّجوى، وهو لايَنِي يطلب منه في كلّ مرّة أن يحمل له شغفه ونجواه، ويطير بها لتحلّق في فضاء المحبّة والعشق الخالص الذي لا ينطفئ وهْجُه، ولا يخبو ألَقُه. وما جعل هذا الدّورَ قطعةً بديعةً من الفنّ الخالص أنّ التّخت الموسيقيّ الذي رافق المنيلاوي في أدائه كان مكوَّناً من خيرة العازفين في القرن التّاسع عشر: إبراهيم سهلون على الكمان، ومحمّد العقّاد الكبير على القانون، وعلي الرّشيدي على العود، وعلي عبده صالح على النّاي، ومحمود رحمي على الرّقّ، وقد أحسّ كلٌّ منهم بما كان يعتمل في نفس صاحبهم المنيلاوي من رغبةٍ عارمة في البوح والمناجاة، ورغب في أن يوازيه، ويجعل آلته لا تكتفي بمرافقته كما يحدث في العادة، بل تعبِّرُ عما كان يحسّ به من لوعة، وفراق، وشوق، وتوق، وشغف؛ ولذا حدث نوعٌ من الاتّساق والتّماهي بينه وبين أفراد تخْته، وأمسى الجميعُ يشكِّلون فريقاً واحداً جعل همَّهُ الوصول إلى حالة من التّناسق الهارمونيّ الذي يضمن التّعبير عن الكلمات المجنَّحة في الدَّور، وحمْلِ ما يختلج في نفس صاحبها المُرهَفة من رغبة في التّعبير عن حالتي الشّوق والتّوق.

إنّه، يا أصدقائي، الفنُّ البديعُ الخالدُ الذي خُلِق ليبقى، والذي صاغه أناسٌ عُجِنوا من جماليّات الشّعر واللّحن والصّوت، ونذروا أنفسهم لصناعة آثارٍ فنيّةٍ بديعةٍ ستبقى ما بقيَ للإنسان روحٌ مرهَفةٌ، وطموحٌ إلى حياة روحيّة ووجدانيّة بازغة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ناقـد سـوريّ

المنشورات ذات الصلة