( أربيل العراق ) – بغداد – طهران – الناس نيوز ::
استنكر مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الشيعي العراقي تلك الهجمات التي تنتهك السيادة العراقية.
وقال في بيان نشره على حسابه الرسمي في تويتر، بعيد تبني الحرس الثوري للهجمات، “كما ندين كل الأعمال التي تستهدف دول الجوار من العراق، فإننا ندين أيضا أي تدخل خارجي أو قصف للأراضي العراقية”.
كما شدد على عدم وجوب استعمال أراضي البلاد كساحة للصراعات السياسية والأمنية والعسكرية.
دعا الجهات الرسمية المختصة إلى رفع مذكرة احتجاج إلى الأمم المتحدة، والسفير الإيراني في البلاد، مع طلب ضمانات بعدم تكرارها.
كذلك شدد على أن زج البلد وأرضه وسمائه في صراعات خارجية، سابقة خطيرة لا يجوز السكوت عنها.
بدوره، دان مجلس وزراء إقليم كردستان، الهجوم الصاروخي، واصفا إياه بالجبان، مؤكدا أن التذرع بوجود قاعدة إسرائيلية بالقرب من القنصلية الأميركية عار من الصحة.
ادعاءات كاذبة
كما أكد في بيان أن “الموقع المستهدف مدني، معتبرا أن التبرير الذي سيق لقصفه يهدف إلى إخفاء دوافع تلك الجريمة الشنيعة، وأن مزاعم مقترفي الهجوم أبعد ما تكون عن الحقيقة”.
إلى ذلك، أضاف أن إيران كررت مثل تلك الهجمات مرات عديدة، معتبرا أن صمت المجتمع الدولي إزاءها سيمهد الطريق لمواصلتها.
كذلك، دعا الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والحكومة الاتحادية والبرلمان العراقي إلى التحقيق العاجل في هذا القصف، والكشف عن الحقائق إلى الرأي العام، واتخاذ موقف حازم وقوي من تلك الهجمات.
وكتبت أمينة إسماعيل من رويترز تقول ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الحرس الثوري الإيراني أعلن مسؤوليته عن إطلاق 12 صاروخا باليستيا على أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد وقالت إن الهجوم استهدف “مراكز استراتيجية” إسرائيلية في المدينة.
ويأتي الهجوم في وقت تواجه فيه المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015 احتمال انهيارها بعد أن قدمت روسيا مطلبا في وقت حرج أجبر القوى العالمية على وقف المفاوضات لفترة غير محددة رغم وجود نص شبه مكتمل للاتفاق.
وقالت وزارة الداخلية في إقليم كردستان إن 12 صاروخا باليستيا سقطت على أربيل في الساعة الواحدة من صباح الأحد مستهدفة المبنى الجديد للقنصلية الأمريكية والمنطقة السكنية المجاورة لها لكنها لم تتسبب سوى في خسائر مادية وإن مدنيا واحدا أصيب بجروح.
وقال الحرس الثوري في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية إن “أي تكرار لاعتداءات إسرائيل سيقابل برد قاس وحاسم ومدمر”.
وكان مسؤول أمريكي قد وجه إصبع الاتهام إلى إيران في وقت سابق لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
وقال متحدث كردي باسم سلطات الإقليم إن الهجوم لم يستهدف سوى مناطق سكنية مدنية وليس قاعدة أجنبية ودعا المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق.
ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الواقعة بأنها “هجوم شائن” لكنه قال إنه لم يصب أي أمريكي بأذى ولم تلحق أضرار بالمنشآت التابعة للحكومة الأمريكية في أربيل.
وتعرضت القوات الأمريكية المتمركزة في مجمع مطار أربيل الدولي في السابق لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ألقى مسؤولون أمريكيون بالمسؤولية فيها على فصائل مسلحة متحالفة مع إيران، لكن لم تقع مثل هذه الهجمات منذ عدة أشهر.
وردا على سؤال عن الهجوم قال الجيش الإسرائيلي إنه لا يعلق على التقارير المنشورة في الصحافة الأجنبية كما امتنع مكتب رئيس الوزراء عن التعليق.
وفي علامة أخرى على تزايد التوتر الإقليمي قررت إيران يوم الأحد تعليق جولة خامسة من المحادثات مع السعودية كان من المقرر أن تبدأ يوم الأربعاء في بغداد.
وكانت آخر مرة تعرضت فيها القوات الأمريكية لهجمات بصواريخ باليستية في يناير كانون الثاني 2020 وذلك في رد إيراني على قيام الولايات المتحدة بقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد في وقت سابق من ذلك الشهر.
ولم يسقط أي عسكري أمريكي قتيل في هجوم 2020 لكن كثيرين عانوا من إصابات في الرأس.
ومن حين لآخر يشهد العراق وسوريا أعمال عنف بين الولايات المتحدة وإيران. فقد هاجمت فصائل شيعية تدعمها طهران القوات الأمريكية في البلدين كما ردت واشنطن في بعض الأحيان بهجمات جوية.
ويوم الاثنين أسفرت غارة جوية إسرائيلية في سوريا عن مقتل اثنين من أفراد الحرس الثوري الإيراني حسب ما ذكرته وسائل إعلام رسمية إيرانية هذا الأسبوع وتعهد الحرس الثوري بالرد.
وقال متحدث باسم السلطات الإقليمية إنه لم يحدث توقف في الرحلات الجوية في مطار أربيل.
ونشر سكان أربيل مقاطع مصورة على الإنترنت لعدة انفجارات كبيرة وقال البعض إن الانفجارات هزت منازلهم. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من هذه المقاطع.
ويشهد العراق حالة من عدم الاستقرار المزمن منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017 على يد تحالف فضفاض من القوات العراقية وقوات تقودها واشنطن وأخرى مدعومة من إيران.
ويقول مسؤولون أمريكيون وعراقيون إن فصائل متحالفة مع إيران دأبت منذ ذلك الحين على مهاجمة مواقع عسكرية ودبلوماسية أمريكية في العراق. وتنفي إيران تورطها في تلك الهجمات.
قالت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الأحد إن الهجوم بصواريخ باليستية على أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق يهدد جهود إنهاء المحادثات النووية مع إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان إن الضربة التي أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عنها تهدد أيضا الاستقرار في العراق والمنطقة ككل وأكد أن هناك ضرورة ملحة لإنهاء المفاوضات النووية مع إيران.
وأفاد مراسل التلفزيون الإيراني في العراق يوم الأحد إن الهجمات الصاروخية على أربيل عاصمة إقليم كردستان بشمال العراق استهدفت “قواعد اسرائيلية سرية”.
وقال مسؤولون أكراد إن عشرات الصواريخ الباليستية التي أطلقت من خارج العراق استهدفت أربيل في وقت سابق يوم الأحد وأضافوا أنه لم تقع إصابات.