كانبيرا – الناس نيوز:
قال المخطط الاقتصادي للدولة إن الصين علّقت الخميس جميع أنشطتها “إلى أجل غير مسمى” في إطار الحوار الاقتصادي الاستراتيجي بين الصين وأستراليا، في أحدث انتكاسة للعلاقات المتوترة بين البلدين.
ونقلت رويترز عن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، قولها في بيان مقتضب: “في الآونة الأخيرة، أطلق بعض مسؤولي الحكومة الفيدرالية الأسترالية سلسلة من الإجراءات لتعطيل التبادلات والتعاون الطبيعي بين الصين وأستراليا، بسبب عقلية الحرب الباردة والتمييز الإيديولوجي”.
ولم تذكر اللجنة في البيان ما هي الإجراءات المحددة التي دفعت إلى التحرك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، في مؤتمره الصحفي اليومي، إن التعليق كان رداً “ضرورياً ومشروعاً” على “إساءة استخدام” أستراليا لمفهوم الأمن القومي للضغط على التعاون مع الصين. وأضاف: “يجب أن تتحمل أستراليا المسؤولية كاملة”.
وانخفض الدولار الأسترالي بشكل حاد بعد هذه التطورات، حيث وصل إلى 0.7701 للدولار الأمريكي من 0.7747 يوم الأربعاء.
وقال وزير التجارة الأسترالي دان تيهان، إن قرار اللجنة كان مخيباً للآمال، لأن الحوار الاقتصادي كان “منتدى مهماً لأستراليا والصين للعمل من خلاله على القضايا ذات الصلة بشراكتنا الاقتصادية”. وأضاف في بيان: “نظل منفتحين على الحوار والانخراط على المستوى الوزاري”.
وتعليقاً على هذه التطورات، قال المحلل جيفري ويلسون من مركز “بيرث يو إس إيه آسيا” إن قرار بكين تعليق الحوار كان “عملاً رمزياً خالصاً بدون تأثير جوهري”. وأضاف أن هذه الخطوة قد تشير أيضاً إلى “نفاذ الذخيرة الصينية لاستهداف أستراليا”. وتابع قائلاً: “لقد فرضت الصين عملياً عقوبات على جميع الصادرات الأسترالية الرئيسية، وانهار الاستثمار الثنائي، وانعدمت المحادثات الثنائية”.
من جهته، قلل أستاذ الاقتصاد بجامعة موناش، هيلينغ شي، من أهمية التأثير الاقتصادي لهذه الخطوة على أستراليا. وقال: “أعتقد أن الصين لا تزال بحاجة إلى الحديد الأسترالي. اقتصاد الصين يتعافى، ولا يزال اقتصادها معتمداً على خام الحديد الأسترالي إلى حد كبير، لذلك لن تتوقف الأنشطة الاقتصادية”.
وتوترت العلاقات الثنائية بين البلدين في عام 2018، عندما أصبحت أستراليا أول دولة تحظر علناً عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي من شبكة الجيل الخامس.
وساءت العلاقات العام الماضي عندما دعت أستراليا إلى إجراء تحقيق مستقل في أصل فيروس كورونا الجديد، ما أدى إلى انتقام تجاري صيني.
وفي إبريل/نيسان، ألغت كانبيرا اتفاقيتين للتعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، أبرمتهما ولاية فيكتوريا، مما دفع السفارة الصينية إلى التحذير من أن العلاقات ستزداد سوءاً.
ولم يتمكّن وزراء التجارة الأستراليون المتعاقبون من تأمين مكالمة هاتفية مع نظرائهم الصينيين منذ تفاقم التوترات الدبلوماسية في عام 2020.