بكين – الناس نيوز ::
نددت الصين بمنطق “قطّاع الطرق” الأميركي الخميس بعدما أقر مجلس النواب مشروع قانون يحظر تيك توك ما لم ينفصل عن الشركة الصينية المالكة له، فيما كشف وزير الخزانة الأميركي السابق ستيفن منوتشين عن خطة لتشكيل مجموعة من المستثمرين بغرض الاستحواذ على التطبيق.
ازدادت شعبية تطبيق مشاركة المقاطع القصيرة المصوّرة حول العالم لكن امتلاك مجموعة التكنولوجيا الصينية العملاقة “بايت دانس” له وخضوعها المفترض للحزب الشيوعي في بكين أثار قلق العواصم الغربية.
وأقرّ مجلس النواب الأميركي بغالبية ساحقة الأربعاء مشروع قانون يرغم تيك توك على الانفصال عن الشركة الصينية الأم تحت طائلة حظره في الولايات المتحدة.
وما زال يتعيّن إقرار مشروع القانون في مجلس الشيوخ حيث سيخضع لاختبار أكثر صرامة قبل أن يصبح قانونا.
وقال الناطق باسم وزارة التجارة الصينية هي يادونغ في مؤتمر صحافي إن “على الولايات المتحدة احترام مبادئ اقتصاد السوق والمنافسة العادلة بشكل صادق والتوقف عن قمع الشركات الأجنبية بشكل غير منصف”.
وأضاف أن على واشنطن أيضا “توفير بيئة منفتحة وعادلة ومنصفة وغير تمييزية للشركات الأجنبية للاستثمار والعمل في الولايات المتحدة”.
وأضاف أن “الصين ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة بشكل حازم”.
“يتوجّب بيعه”
وفي إيجاز صحافي منفصل، قال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ ونبين إن التصويت الأميركي “يتعارض مع مبادئ المنافسة العادلة والقواعد الاقتصادية والتجارية الدولية”.
وأضاف أنه “إذا كان يمكن استخدام ما يسمى بمبررات الأمن القومي لقمع شركات ممتازة من بلدان أخرى تعسفا، فلا وجود للإنصاف والعدالة إطلاقا”.
وتابع “حين يرى شخص ما شيئا جيدا لدى شخص آخر ويحاول أن يأخذه لنفسه، فهذا منطق قطّاع طرق تماما”.
من جانبه، أعلن منوتشين الخميس أنه سيشكّل مجموعة من المستثمرين للاستحواذ على تيك توك من الشركة الصينية المالكة فور إقرار مشروع القانون.
وقال منوتشين الذي شغل منصب وزير الخزانة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب لمحطة “سي إن بي سي” التلفزيونية، “أعتقد أنه يتعيّن إقرار التشريع وأعتقد بأنه يتوجّب بيع” تيك توك.
وأضاف أن تيك توك “مشروع تجاري عظيم وسأشكّل مجموعة لشراء” التطبيق.
وتابع “يجب أن يكون مملوكا لأعمال تجارية أميركية. ما كان للصينيين بأن يقبلوا إطلاقا بأن يتركوا شركة أميركية تملك شيئا كهذا في الصين”.\
حظرت الصين منصات غربية على غرار فيسبوك وإكس على مدى سنوات في شبكة الإنترنت لديها الخاضعة لرقابة مشددة.
وصوّت 352 نائبا لصالح القانون المقترح و65 ضدّه، في لحظة توافق نادرة بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي في واشنطن.
وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيس جو بايدن سيوقّع على مشروع القانون الذي يُطلق عليه رسميا “حماية الأميركيين من التطبيقات الخاضعة لسيطرة خصم أجنبي” ليصبح قانونا لدى وصوله إلى طاولته.
لكنه يواجه مسارا شائكا أكثر في مجلس الشيوخ حيث يتوجّس البعض من فكرة اتّخاذ إجراءات كبيرة ضد تطبيق يحظى بـ170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة.
ونفى القائمون على تيك توك مرارا بأن يكون التطبيق خاضعا لسلطة الحزب الشيوعي الصيني.
وحضّ الرئيس التنفيذي لتيك توك شو زي شيو المستخدمين على الاحتجاج على التصويت، فيما عبّر عدد من صانعي المحتوى في التطبيق أجرت فرانس برس مقابلات معهم عن معارضتهم لمقترح الحظر.
يعد التطبيق في صلب التوتر القائم منذ مدة طويلة بين الولايات المتحدة والصين اللتين اختلفتا في السنوات الأخيرة على مجموعة من القضايا بينها التكنولوجيا والتجارة وحقوق الإنسان.
وحدّت واشنطن من أنشطة بعض الشركات الصينية في الولايات المتحدة، مبررة الأمر بمخاوف متعلّقة بالأمن القومي، إضافة إلى تصدير تكنولوجيا معيّنة إلى الصين تعد حساسة.
