بكين – الناس نيوز ::
تعرف شو يافا، وهي متقاعدة تبلغ من العمر 64 عاماً وتعيش في قرية صغيرة على مشارف شنغهاي، على وجه الدقة سبب احتياجها لجرعة تنشيطية رابعة من لقاح الوقاية من كوفيد-19، وقالت لـ”رويترز”: “لأنني خائفة”.
وفي قرية تشونغمين، الأربعاء، كانت شو من بين مجموعة صغيرة من المسنين الذين تحدوا الطقس البارد للحصول على اللقاح، في إطار حملة حكومية تهدف إلى ضمان وصول لقاحات كوفيد-19 إلى الأشخاص الأكثر احتياجاً لها.
وبحسب “رويترز” تعهّدت السلطات الصحية في الصين في أواخر الشهر الماضي، ببذل جهود ملموسة لتكثيف حملات التطعيم بين من تزيد أعمارهم على الستين، ووعدت بنشر مركبات متخصصة في ذلك وإقامة عيادات مؤقتة في القرى والمجتمعات، بهدف زيادة معدلات تلقي الجرعات، بعدما تباطأت بين كبار السن.
ومع تخفيف سياسة “صفر كوفيد”، أصبح تطعيم الفئات الأكثر عرضة لخطر العدوى أكثر إلحاحاً، مع مواجهة البلاد زيادة في حالات الإصابة، ما وضع الخدمات الصحية فيها بالفعل تحت ضغوط هائلة.
وشددت طبيبة مشاركة في برنامج تطعيم القرية على أهمية الذهاب مباشرة إلى القرى لتسهيل الأمر على السكان والمسنين.
ومع قلق العديد من المسنين من أن جرعات التطعيم قد تزيد من مشكلاتهم الصحية، تعهدت السلطات الصحية في الصين بتدشين حملة توعية عامة بهدف نشر رسالة مفادها أن جرعات التطعيم ليست فقط ضرورية للوقاية من كورونا، بل أيضاً آمنة.
وقالت مسؤولة محلية في الحزب الشيوعي الحاكم، إن القرية لم تشهد إلا عدداً قليلاً من حالات الإصابة بالمرض، لكن يوجد قلق من أن أبناء القرية العائدين لزيارة ذويهم في احتفالات العام الصيني الجديد في يناير/ كانون الثاني قد يعرضون المسنين لخطر الإصابة بالعدوى.
وأعلنت الصين، الأربعاء، تسجيل 3049 إصابة جديدة محلية بلا أي وفيات بكوفيد-19، بعدما غيرت طريقة احتساب الوفيات بالفيروس، فيما تواجه البلاد تجدداً في انتشار الوباء.
ضغوط كبيرة على المستشفيات
وترزح المستشفيات تحت وطأة ضغوط كبيرة جراء طفرة الإصابات، وتواجه الصيدليات نقصاً في الأدوية بعد قرار السلطات الصينية الصادر الشهر الماضي والقاضي برفع غالبية تدابير الإغلاق والحجر ووقف الفحوص المكثفة، وهي إجراءات بقيت مطبّقة ثلاثة أعوام تقريباً.
وأكد عمال في محارق الجثث من شمال شرق الصين إلى جنوبها الغربي أن هذه المنشآت تواجه صعوبات في التعامل مع طفرة في الوفيات.
لكن السلطات مصممة على المضيّ بإعادة فتح البلاد، حيث انضمت مدينة تشيان بوسط البلاد الثلاثاء إلى عدة مدن كبرى أخرى، في دعوة الأشخاص المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض إلى العمل بشكل طبيعي.
أقرت بكين الأسبوع الماضي بأن نطاق الانتشار جعل من “المستحيل” تتبع الحالات بعد رفع قرار إلزامية الفحوصات الجماعية.
وحذر مسؤول صحي صيني كبير، الثلاثاء، من أن العاصمة ستواجه ارتفاعاً كبيراً في الحالات في الأسبوعين المقبلين، وسيستمر حتى نهاية يناير/ كانون الثاني.
وقال وانغ غوانغفا، الخبير في الجهاز التنفسي في مستشفى جامعة بكين الأول لصحيفة غلوبال تايمز الصينية: “يجب أن نتحرك بسرعة وأن نجهز عيادات وموارد علاج طارئة”.