بكين – الناس نيوز ::
اعتبر الرئيس الصيني شي جين بينج، أن العلاقات المستقرة بين بلاده وأستراليا تخدم مصالح كلا البلدين، لافتاً إلى أن على الجانبين توسيع أُطر التعاون بينهما، في إشارة إلى استعداد بكين لتجاوز التوترات الأخيرة، فيما دعا رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الرئيس الصيني لزيارة كانبيرا بعد “زيارة ناجحة جداً”، وفق شبكة abc news الأسترالية.
وقال شي لألبانيزي، وهو أول زعيم أسترالي يزور بكين منذ عام 2016، إنه يتعين على الصين وأستراليا تعزيز الشراكة الاستراتيجية، فيما تعملان على بناء التفاهم المتبادل والثقة.
وبين الصين وأستراليا علاقات تجارية منذ عقود، فبكين أكبر شريك تجاري لكانبيرا في شراء المواد الغذائية والموارد الطبيعية الأسترالية، لكن العلاقات توترت بعد اتهام أستراليا للصين عام 2017 بالتدخل في سياساتها.
وفي نوفمبر، سعى ألبانيزي لتحقيق استقرار في علاقات البلدين، بعد أن أصبح رئيساً للوزراء في مايو من العام الماضي، إذ التقى بالرئيس الصيني على هامش قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا.
وبدأت بكين في خفض الحواجز التجارية مع كانبيرا من خلال السماح بواردات الفحم في يناير، وإلغاء الرسوم الجمركية على الشعير في أغسطس. وفي الشهر الماضي، وافقت الصين على مراجعة الرسوم المفروضة بنسبة 218% على النبيذ الأسترالي.
“تعاون بناء”
بدوره، تعهد رئيس وزراء أستراليا بـ”العمل بشكل بناء” مع الصين، وذلك في وقت تسعى الدولتان إلى إذابة الجليد في علاقاتهما الثنائية.
وفي تصريحات الأحد، خلال حضوره افتتاح معرض الصين الدولي للواردات في شنغهاي، قال ألبانيز إن “المشاركة الاقتصادية البناءة بين الدول تساعد على بناء العلاقات.. لهذا السبب ستواصل الحكومة التي أقودها العمل بشكل بناء مع الصين”.
وفي تغريدة عبر منصة “X” بعد وصوله للصين، أعرب ألبانيز عن سعادته بزيارة شنغهاي في أول زيارة للصين يجريها رئيس وزراء أسترالي منذ 2016، متطلعاً إلى “مواصلة الحوار بين بلدينا”.
وتعد الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا، إذ تمثل أكثر من ربع التجارة البينية، ويعني التوازن الدبلوماسي الدقيق لكانبيرا بين مصالحها الاقتصادية في الصين وتحالفها الأمني المستمر منذ سبعة عقود مع الولايات المتحدة، أن زيارة ألبانيز وما سيأتي بعدها سيحظى بمراقبة وثيقة من جميع الأطراف.
وتوترت العلاقات بين الجانبين، حين طالبت أستراليا بتحقيق دولي في منشأ فيروس كورونا، الذي رصد أول مرة في الصين بنهاية 2019، وردت الصين بفرض رسوم جمركية مرتفعة عام 2020 على صادرات أسترالية أساسية مثل اللحوم والنبيذ، وسط خلاف دبلوماسي حاد مع الحكومة المحافظة آنذاك في كانبيرا، غير أن كثيراً من هذه الحواجز رفعت تدريجياً بعد عودة العماليين إلى السلطة في مايو 2022.
وينسب إلى حكومة أنتوني ألبانيز الفضل في استقرار العلاقات مع الصين منذ توليها السلطة العام الماضي. ورفعت بكين معظم القيود التجارية التي فرضتها جراء نزاع دبلوماسي عام 2020، وكلّفت صادرات السلع والأغذية الأسترالية 20 مليار دولار أسترالي.
وفي إحدى أهم العلامات على تحسن العلاقات، أُطْلِق سراح الصحفي الأسترالي تشينج لي من الحجز في الصين أكتوبر الماضي، وسمح له بالعودة إلى وطنه.
ومع ذلك، لا يزال الكاتب والمواطن الأسترالي يانج هنج جون رهن الاحتجاز، بعد أن اعتقلته السلطات الصينية منذ أكثر من أربع سنوات، وقد تعهد ألبانيز بإثارة قضيته على أعلى المستويات خلال الزيارة.
Australia and China have come a long way in the 50 years since Gough Whitlam made his historic visit.
This is a relationship that matters to Australia and to the stability of our region. pic.twitter.com/Ff0pJKIkvw
— Anthony Albanese (@AlboMP) November 7, 2023