فيينا – الناس نيوز :
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل ماريانو غروسي: “إن اتفاقية أوكوس الأمنية الثلاثية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، والتي ستساعد كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في تطوير ونشر غواصات تعمل بالطاقة النووية، تتماشى مع سياسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وأضاف غروسي خلال استقباله وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين، في مقر الوكالة في العاصمة النمساوية فيينا: “كان إشراك الوكالة من بداية محادثات AUKUS أمراً حيوياً لضمان الامتثال لتطبيق سياسة عدم الانتشار، ونقطة اتصال بشأن السلامة النووية في المحيط الهادئ والتنمية المستدامة”.
وقال رافاييل ماريانو غروسي: “إن الطاقة النووية جزء من حل ظاهرة الاحترار المناخي، وليس هناك طريقة لتجنبها”. فالطاقة النووية تمثل ربع الطاقة “النظيفة” في كل أنحاء العالم.
ومن أجل الحصول على فرصة لحصر الاحترار العالمي بـ 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، يجب خفض انبعاثات الدفيئة العالمية بمقدار النصف تقريباً في غضون عقد، وفقاً للعلماء.
لكن الأمور مازالت تتحرك في الاتجاه الخاطئ، فقد أظهر تقرير أن الانبعاثات في عام 2021 تقترب من مستويات قياسية بينما حذرت الوكالة الدولية للطاقة من أن الانبعاثات قد تصل إلى آفاق جديدة بحلول العام 2023.
ومن شأن هذا الأمر المساعدة على إعادة تركيز الانتباه على الطاقة النووية، وقال كالوم توماس رئيس شركة توظيف في قطاع الطاقة النووية الذي شارك في “كوب 26” وارتدى قميصاً كتب عليه “لنتحدث عن الطاقة النووية” إنه “في مؤتمر الأطراف الذي عقد عام 2015 في باريس، لم تكن الطاقة النووية موضع ترحيب”.
وأضاف “كان هناك اعتقاد سائد بأنه ليست هناك حاجة إليها. لكن الآن، تبحث العديد من الدول في فوائدها خصوصاً مع ارتفاع أسعار الغاز”.
ومنذ توليه رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل نحو عامين، كان الديبلوماسي الأرجنتيني غروسي، مدافعاً شرساً عن هذا القطاع.
وفي مؤتمره الأول في مدريد قال “إن الطاقة النووية لن تكون موضع ترحيب” ، لكن في غلاسكو كان الوضع مختلفاً تماماً، وقال غروسي “لم تكن الطاقة النووية موضع ترحيب فحسب، بل أثارت أيضاً الكثير من الاهتمام”.
ويقول غروسي إن هذه التكنولوجيا لا يمكنها تسريع عملية الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري فحسب، بل أيضاً تعزيز البحوث بشأن التقنيات اللازمة للتكيف مع تأثيرات المناخ، من إيجاد محاصيل مقاومة للجفاف إلى القضاء على البعوض، مقراً بأن الطاقة النووية تنطوي على أخطار كبيرة.
فقد أدى تدمير ثلاثة مفاعلات في محطة فوكوشيما اليابانية للطاقة في عام 2011 عقب زلزال وتسونامي إلى زعزعة الثقة في الطاقة النووية بشدة.
كذلك، لم تجد الصناعة بعد طريقة للتخلص من النفايات النووية التي تبقى عالية النشاط الإشعاعي لآلاف السنين.
لكن غروسي أوضح أن هذه المسائل لا ينبغي أن تؤدي إلى استبعاد خيار استخدام الطاقة النووية، قائلاً: إنه بالاستناد إلى الإحصاءات، هذه التكنولوجيا لديها تداعيات أقل من العديد من أشكال الطاقة الأخرى.
وأضاف أن “الطاقة النووية تستمر وتتواصل طوال العام ولا تتوقف مطلقاً”.
لكن، نظراً إلى الفترات الطويلة التي يحتاج إليها إنشاء محطات نووية، يقول كثر إن الأوان قد فات لبناء قدرة نووية كافية للانضمام إلى الجهود المبذولة لمكافحة الاحترار المناخي، إلا أن غروسي قال إنه يعتقد أن جزءاً من الإجابة يكمن في الحفاظ على المفاعلات الحالية قيد التشغيل.
ولفت غروسي إلى أن العديد من محطات الطاقة المصممة للعمل 40 عاماً حصلت على ترخيص لتبقى قيد الخدمة لمدة 60 عاماً بموجب معايير أمان وطنية صارمة تشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.