كانبيرا – الناس نيوز ::
تبدو الطاقة الشمسية الحرارية المركّزة “لبنة حاسمة” في بناء عصر الطاقة المتجددة في أستراليا؛ إذ يمكنها أن تصبح شريان الحياة الاقتصادي لمناطق الفحم والغاز من خلال توليد كهرباء نظيفة وحرارة موثوقة.
وكانت محطات الكهرباء التي تعمل بالتوربينات البخارية -تاريخيًا- العمود الفقري للنظام الكهربائي؛ نظرًا لقدراتها التقنية التي تدعم الشبكة.
وبحسب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تَعِد تقنية الطاقة الشمسية الحرارية المركزة بالفوائد نفسها التي توفرها محطات الكهرباء التي تعمل بالتوربينات، ولكنها متجددة بنسبة 100%؛ ما يساعد على إزالة الكربون من الصناعة والحفاظ على الوظائف التي تتطلب مهارات عالية في قطاع الطاقة.
ويُمكن أن تُسبّب هذه التقنية طفرة بالوظائف في منطقة أستراليا الإقليمية؛ ما يوفر انتقالًا حقيقيًا لعمال الوقود الأحفوري للعمل بأدوار مماثلة في صناعة الطاقة المتجددة.
فوائد الطاقة الشمسية الحرارية
تأتي الطاقة الشمسية الحرارية -المعروفة أيضًا باسم الطاقة الشمسية المركّزة- لتُكمل الطاقة الشمسية الكهروضوئية الأكثر استعمالًا في أستراليا.
وبينما تقوم الطاقة الشمسية الكهروضوئية بتحويل الفوتونات إلى إلكترونات، فإن الطاقة الشمسية الحرارية تلتقط حرارة الشمس.
وتقوم هذه المحطات بتركيز أشعة الشمس بوساطة مرايا لتسخين السائل وتخزين الحرارة -عادةً- في خزانات الملح المنصهر، وتُستعمل الحرارة لإنتاج البخار وتشغيل التوربينات البخارية لتوليد الكهرباء، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في منصة “رينيو إيكونومي” (Renew Economy).
ونظرًا لأنه يُمكن تخزين الحرارة، فيمكنها توليد كهرباء قابلة للتوزيع على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع حسب الطلب، مع الزيادة أو الانخفاض، وفقًا للسوق أو توفير الكهرباء طوال الليل.
ويُمكن استعمال البخار والحرارة المتولدة في العمليات الصناعية، وتوفر هذه التقنية كهرباء نظيفة قابلة للتوزيع، إلى جانب فوائد قوة النظام للكهرباء المولدة من توربينات تعمل بالبخار.
وهناك نحو 100 محطة شمسية حرارية على نطاق واسع تعمل على مستوى العالم؛ إذ تبني الصين 28 من هذه المحطات، في حين تمتلك محطات الطاقة الشمسية الحرارية في إسبانيا قدرة مركبة تزيد على 2300 ميغاواط.
كما شغّلت إمارة دبي مشروعًا للطاقة الشمسية الحرارية بقدرة 700 ميغاواط، مع تخزين لمدة 15 ساعة.
توفير فرص عمل
على الرغم من المعدلات العالية للإشعاع الشمسي في أستراليا وتوافر الأراضي، فإن البلاد لا تمتلك محطات للطاقة الشمسية المركزة قيد التشغيل على نطاق واسع.
وهذه فرصة ضائعة بالنسبة للمناطق التي تعمل فيها محطات توليد الكهرباء بالفحم والغاز حاليًا، وحيث ستقام محطات الطاقة الشمسية المركزة.
وتوظف محطات الفحم ما بين 200 و300 شخص، وتدعم البلدات والمدن الإقليمية بوظائف عالية الأجر، وتتطلب مهارات عالية.
ونظرًا لتقاعد محطات الفحم والغاز، يُمكن أن تشهد منطقة أستراليا الإقليمية الاحتفاظ بالعديد من وظائف الطاقة المتخصصة هذه من خلال بناء محطات الطاقة الشمسية المركزة.
وعلى العكس من ذلك، تُعدّ هذه الوظائف والمهارات غير مطلوبة في مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية التي ستحتفظ بعدد لا يُذكر من الوظائف المحلية؛ لأن تشغيلها يجري من مراكز التحكم المركزية في المدن الكبرى.
وتستعمل جمعية صناعة الطاقة الشمسية الحرارية الأسترالية (AUSTELA) مشروعًا قياسيًا بقدرة 100 ميغاواط للطاقة الشمسية المركزة، لإظهار فرص العمل المتوقعة من محطة تُبنى في منطقة أستراليا الإقليمية.
وفي مرحلة البناء التي تستغرق 42 شهرًا، تُوَظَّف قاعدة مكونة من 800 عامل، وخلال وقت الذروة لمدة البناء التي تبلغ 12 شهرًا، يُوَظَّف 1700 عامل عادةً، وتوظّف مرحلة التشغيل والصيانة المستمرة نحو 200 عامل.
وأفادت جمعية الطاقات المتجددة الإسبانية (APPA) بأن أنشطة التشغيل والصيانة في محطات الطاقة الشمسية المركزة تمثّل نحو 1.4 وظيفة مباشرة لكل ميغاواط.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، يمكن أن تتمتع منطقة أستراليا الإقليمية بطفرة في الوظائف، حيث تُبنى محطات الطاقة الشمسية المركزة بوصفها بدائل خالية من الانبعاثات للفحم.
وتقدّر خريطة طريق تخزين الطاقة المتجددة الصادرة عن هيئة البحوث الأسترالية (CSIRO) أنه في عام 2050، ستحتاج شبكات الكهرباء الأسترالية إلى 150 غيغاواط/ساعة من تخزين الطاقة الشمسية الحرارية، أو سعة 10 غيغاواط، على افتراض متوسط 15 ساعة من التخزين، وهو ما يترجم إلى 20 ألف وظيفة مستمرة محتملة.