الرياض – الناس نيوز :
دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز المجتمع الدولي إلى اتخاذ “موقف حازم” ضد إيران، في وقت تخشى المملكة أن يعيد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إحياء الاتفاق النووي مع خصمها الاقليمي الأكبر.
ويقول محللون إنّ المملكة تشعر بالقلق من أن تسعى إدارة بايدن أيضا إلى تخفيف العقوبات على الجمهورية الاسلامية بعد حملة الضغوط القصوى التي مارستها إدارة الرئيس دونالد ترامب على طهران . وفق فرنس برس .
وجاءت دعوة الملك سلمان غداة إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ طهران تستمر في تكديس اليورانيوم وإن تباطأت وتيرة ذلك بشكل طفيف. فقد تجاوزت كمية اليورانيوم المنخفض التخصيب الآن 12 ضعفاً الحدّ المسموح به وفق الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى في عام 2015.
وقال العاهل السعودي في خطابه السنوي أمام مجلس الشورى عبر تقنية الفيديو “المملكة تؤكد على خطورة مشروع النظام الإيراني الإقليمي وتدخله في الدول ودعمه للإرهاب والتطرف وتأجيج نيران الطائفية من خلال أذرعه المختلفة”.
وأضاف في خطاب بُث صباح الخميس أنّ السعودية “تنادي بضرورة اتخاذ موقف حازم من قبل المجتمع الدولي تجاهه يضمن معالجة جذرية لسعي النظام الإيراني للحصول على أسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجه للصواريخ البالستية وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعايته للإرهاب وتهديده للسلم والأمن الدوليين”.
وتخوض المملكة وإيران صراع نفوذ إقليمي منذ عقود وتختلفان في مقاربتهما حيال الصراعات في المنطقة، من سوريا إلى اليمن.
وكانت المملكة أول دولة أجنبية يزورها ترامب بعيد انتخابه في أيار/مايو 2017، وأقام مع قادتها علاقات وطيدة.
– سباق تسلح –
تتناقض علاقات ترامب هذه مع المملكة ودول الخليج الثرية الأخرى مع العلاقة الفاترة التي ربطت هذه البلدان الغنية بالنفط بسلفه باراك أوباما الذي أثار بإبرامه اتفاقا مع إيران حول ملفها النووي مخاوف السعودية وجيرانها.
ويحذر مراقبون من أن تصرفات إيران يمكن أن تؤدي إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.
وكان ولي العهد السعودي الشاب الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، أكد في العام 2018 أنه إذا طورت إيران قنبلة نووية “فسوف نحذو حذوها في أقرب وقت ممكن”.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في آب/أغسطس أنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية تقيم مساعي المملكة، التي تمتلك احتياطيات ضخمة من خام اليورانيوم، لبناء قدارتها في مجال إنتاج وقود نووي يمكن أن يساعد في تطوير قنبلة نووية.
وفي خطابه، اتهم الملك السعودي إيران مجددا بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن حيث تقود المملكة تحالفا عسكريا دعما لحكومة معترف بها دوليا.
وقال إنّ المملكة “تدين ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، بانتهاكها القوانين الدولية والقواعد العرفية بإطلاق طائرات مفخخة من دون طيار، وصواريخ بالستية باتجاه المدنيين في المملكة، بطريقة متعمدة وممنهجة”.
كما أكّد على استمرار وقوف المملكة “إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”، من دون أن يتطرّق إلى اتفاقات التطبيع الأخيرة بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان.
وتؤكد الرياض أنّها لن تطبع العلاقات مع الدولة العبرية قبل تحقيق تقدم على مسار التفاوض الإسرائيلي الفلسطيني، رغم وجود مؤشرات تقارب بينها وبين إسرائيل.