ملبورن – الناس نيوز :
يواجه الآباء والأمهات غير المتزوجين خلال أيام الإغلاق، حالة من الإرهاق والعزلة وانعدام الأمن المالي الناجم عن التعطل عن العمل، لكن لا خيار أمامهم سوى “الاستمرار” كما وصفت صحيفة “الغارديان”، في تقريرها المطول عن الحالة الاجتماعية خلال فترات الإغلاق في مدينة ملبورن ، عاصمة ولاية فيكتوريا الأسترالية .
ونقلت الصحيفة معاناة مواطنة أسمها “جولي”، حيث أن هناك أيام تستيقظ فيها جولي ويبدأ قلبها بالخفقان على الفور، “أنا لست مستيقظة بشكل كافٍ حتى أعرف ما هو سبب القلق”. ثم تتذكر أن ما يقلق الأم العازبة في ملبورن هو “الأمن المالي”.
جولي لديها ابنة أكملت السنة العاشرة، وابن في الصف الأول. ترعاه مع والد ابنها، لكن والد ابنتها لا يساعدها، بدأت جولي، تعمل كمستشارة تجارية، أعمالها الخاصة قبل إصابة كوفيد مباشرة، ومنذ ذلك الحين، كان دخلها غير مستقر.
إنها حالياً تبحث عن عمل حيث انسحب عملاؤها مرة أخرى، بعد الإغلاقات المتكررة في ملبورن. إنها الآن تعيش من مدخراتها.
تتعرض العائلات الخاضعة للحجز لضغوط على جميع الجبهات، ولكن بالنسبة للآباء الوحيدين، فإن الخسائر تكون أكبر دون وجود شريك لتوفير الدعم المالي والعاطفي، أو حتى مجرد وجود مادي آخر في المنزل لمنحهم دقائق ثمينة بمفردهم.
والوضع في باقي المقاطعات ليس أفضل من فيكتوريا، حيث حذرت ثالث أكبر ولاية في أستراليا ( كوينزلاند) ، السبت، من أنها قد تأمر بإغلاق مفاجئ بعد مجموعة من حالات الإصابة بفيروس كورونا، حيث سجلت البلاد ارتفاعاً قياسياً في عدد الإصابات اليومية ليوم واحد.
وقالت السلطات في ولاية كوينزلاند، التي يعيش فيها أكثر من 5 ملايين شخص، إنها اكتشفت خمس إصابات جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية بعد أن ثبتت إصابة أسرة كاملة بـ فيروس كورونا.
وأوضحت سلطات الولاية أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لمعرفة ما إذا كان هناك ما يبرر الإغلاق.
وقالت رئيسة وزراء الولاية أناستاسيا بلاشايك : “إذا بدأنا في رؤية أي تصنيف، فقد يتعين علينا اتخاذ إجراء سريع للغاية”.
وتخضع ولاية نيو ساوث ويلز، وخاصة عاصمتها مدينة سيدني للإغلاق، وهي الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أستراليا، وكذلك الإغلاق يطاول مدينتا ملبورن ، والعاصمة الفيدرالية كانبيرا.
وسيكون إغلاق ولاية كوينزلاند بمثابة ضربة أخرى للاقتصاد الأسترالي الذي تبلغ قيمته 2 تريليون دولار أسترالي (1.5 تريليون دولار أمريكي)، والذي قد ينزلق إلى ركود ثانٍ في غضون عدة سنوات.
وقد سجلت أستراليا اليوم السبت 2077 إصابة، متجاوزة الرقم القياسي في اليوم السابق البالغ 1903.
من جهته قال وزير الصحة في نيو ساوث ويلز براد هازارد: “إن الشرطة ستفحص ما إذا كان الناس على بعد 5 كيلومترات (3 أميال) من منازلهم، كما هو مسموح به بموجب قواعد الطوارئ”.
ويقوم أفراد الشرطة والجيش منذ أسابيع بدوريات في شوارع سيدني، ويفرضون غرامات على المخالفين للأوامر الصحية، مثل ارتداء الأقنعة.
ومن بين الأشخاص الذين تم تغريمهم رئيس الوزراء السابق توني أبوت، الذي أكد يوم السبت أنه قد أُمر بدفع 500 دولار أسترالي بعد أن تم تصويره وهو لا يرتدي قناعاً.
وقال أبوت للصحفيين في سيدني: “أعتقد أنني كنت ملتزماً بالقانون، ومفسراً بشكل معقول. لكنني لن أطعن في الغرامة لأنني لا أريد أن أضيع وقت الشرطة أكثر من ذلك”.
يشار إلى أن أستراليا سجلت إلى الآن ما يقرب من 73000 حالة إصابة بفيروس كورونا، بنسبة وفيات بلغت 1084.