كانبيرا – القاهرة – الناس نيوز::
من مصر إلى أستراليا.. صنعت عبلة قادوس اسمها بسيرتها الحسنة ودورها المؤثر في المجتمع الأسترالي، فحرصت مع مجموعة من النساء على إنشاء جمعية للسيدات المُسلمات العربيات وغير العربيات، للحفاظ على حقوقهن الدينية الإسلامية وتقديم الدعم لكل امرأة بمختلف أعمارهن، فربت أجيال وأصبحت هي الأم والصاحبة والصديقة لهن، وكان الإسلام هو مجمعهم وقبلتهم الأولى والأخيرة.
موقع “القاهرة 24” المصري، حاور السيدة عبلة قادوس، للحديث معها عن نشأتها في الصغر ببورسعيد، واللقب الذي حصلت عليه وتكريمها من رئيس الوزراء الأسترالي بالشخصية الأسترالية لعام 2022، وأيضًا عن دور جمعية المرأة المُسلمة بأستراليا التي أنشأتها وأدارتها على مدار 22 عامًا، وما لها من تأثير كبير على نفوس النساء المُسلمات الناطقات العربية وغير العربية.. فـ إلى نص الحوار:
أولا حدثيني عن المرأة التي كرمها رئيس الوزراء الأسترالي؟
اسمى عبلة رأفت تهامي، لقبوني بـ عبلة قادوس لأن بلاد المهجر المرأة تحصل على لقب زوجها، طفولتي كانت في بورفؤاد بمحافظة بورسعيد داخل أسرة متوسطة الحال، درسنا في مدارس فرنسية، ووالدي كان يعمل في هيئة قناة السويس وأنشأ فريق تجديف وصلنا من خلاله لبطولة الجمهورية عام 1965.
متى انتقلتِ للإقامة في أستراليا.. وكيف تأقلمتِ مع المجتمع؟
في عام 1968 قرر والدي أن نسافر إلى إحدى الدول إما كندا أو أستراليا لأسباب خاصة، وفي النهاية كتب لنا القدر أن نهاجر إلى أستراليا، فكانت نشأتنا في قناة السويس جعلتنا نتعايش مع العديد من الجنسيات المختلفة القادمة من مختلف البلاد، وهو ما ساعدنا على التأقلم مع المجتمع الأسترالي، فكان الاندماج سهلًا وتعلمنا اللغة الإنجليزية.
ما جمعية المرأة المُسلمة بأستراليا التي تديرين عملها منذ 22 عامًا؟
هي جمعية قائمة على أكثر من 2000 متطوعة من مختلف الجنسيات، وهن نساء مُسلمات، أُديرها من 22 عامًا، فبعدما سافرت تزوجت ورزقني الله بأطفال، جاءت فكرة تأسيسها بعد سفري مع زوجي رحمة الله إلى السعودية لمدة سنتين، تعلمنا فيها الدين واللغة العربية، ومن ثم عودتي مرة أخرى إلى أستراليا بالحجاب، فحينها شعرت بالرغبة في نشر كل ما تعلمته لكل النساء المسلمات بأستراليا، ومع العديد من الجلسات مع النساء المُسلمات غير الناطقات باللغة العربية، والتي تحدثنا فيها حول احتياجات المرأة المُسلمة وما تعانيه في المجتمع الأسترالي من تمييز وحقها في ممارسة شعائرها الدينية المختلفة، بدأنا بمركز يسمى مركز المرأة ليكون هو بذرة للجمعية.
كيف بدأت الجمعية بمتطوعين.. وما الأنشطة التي تحرص على تقديمها للمرأة المُسلمة؟
جمعية المرأة المسلمة بأستراليا بدأت عام 2000 بمكان جمعنا نقوده من خلال بيع الطعام، ونقدم من خلالها كل ما تحتاجه المرأة العربية وغير العربية المُسلمة في المجتمع الأسترالي، فمنها التوعية بالعنف ضد المرأة، الإيمان بحرية ممارسة العقيدة، نشاطات لكبار السن، جلسات مع الأمهات الجدد والطالبات الجامعيين، توعية للمراهقات والمشاكل التي يواجهونها بالمدارس، ومحاضرات تثقيفية، واحتفالات في الأعياد، وأعمال يدوية وفنية، وطبخ ودروس لتربية الأولاد، لكي تفهم الأم حقوقها وواجباتها كمواطنة وأم وزوجة.
كما أن الجمعية لها أنشطة عدة في الكوارث مثل تقديم الدعم للمتضررين من الفيضانات والحرائق، وأيضًا اللاجئين، من خلال تقديم المواد الغذائية أو المساعدات الإنسانية، فنؤكد أن المجتمع المسلم معطاء.
ولنا أنشطة أيضًا في المناسبات الدينية المختلفة، ففي رمضان نجتمع على الدروس الدينية وقراءة القرآن، والإفطار الجماعي، وإقامة شعائر الصلاة والأناشيد الإسلامية، ونُزين المكان، وكل واحد فينا يرتدي زيه المميز الخاص ببلده، فتتكون بهجة رمضان ونمرر التقاليد للأجيال الصغيرة الناشئة.
كيف جمعت الجمعية بين النساء المسلمات بأستراليا؟
ما يجمعنا هو الإسلام، فبالرغم من اختلافاتهم الفردية بين بعض الجنسيات في دول معينة، إلا أننا في الجمعية كل واحدة منا تخلع عباءتها ونجتمع على الإنسانية والدين الإسلامي، ومع كل إجازة نجمع بعضنا بأكلاتنا المختلفة من مختلف البلاد حول العالم، كل شخص داعي لخلقه واحترامه للغير، والدولة تعطي لنا فرصة لممارسة ديننا، فلابد أن نكون مواطنين صالحين، وكل واحدة فينا هي سفيرة لبلدها وتدعو النساء من جنسيتها وتعرفها علينا.
من وجهة نظرك ما الذي يميز جمعية المرأة المُسلمة بأستراليا؟
لدينا دومًا أمل النجاح لأننا نفعلها لله، لا نبخل بوقت أو مال، والمساهمات لم تأتي من المرأة بل أيضًا من عائلتها جميعًا، عملنا خالص لوجه الله، وهذا الذي جعلنا نمضي قدمًا وننجح برغم كل الصعوبات، نعمل بإخلاص ووعد ربنا لنا هو أن يرزقنا من حيث لا نحتسب، فنحن نمرر ظرف علينا كأعضاء ومتطوعين ويكون معنا بركة الله، المكان جميل ويثني عليه أيضا الأستراليين.
حدثيني عن تكريمك من رئيس الوزراء الأسترالي؟
كان تكريم لي على معظم أعمالي في المجتمع الأسترالي ككل، فحصلت على جائزة أفضل مواطنة أسترالية لعام 2021-2022 عن فئة كبار السن لدعم السيدات على مدار سنوات، فهم عاملوني مثل الأستراليين وأنا مسلمة ومحجبة وليس لدي أصول أسترالية.
ما أبرز النصائح التي تقدمها عبلة قادوس لمن حولها؟
أولًا أحمد ربنا كثيرًا على أن من حولي يثق فيا، بكون سعيدة أنني حصلت على ثقة الغير، وأهم نصيحة أعطيها للأمهات أن يحاولن الوزن في حياتهن، وأنهن يجب أن يتفتحن ويتعلمن ليس فقط في الدين بل في كل شيء بالحياة للتعلم، كل امرأة تحسن من نفسها وتعطي وقت لنفسها.