رند حداد – الناس نيوز ::
من دار الأوبرا السورية في العاصمة دمشق، وبين الجمهور السوري المشتاق له، عرض الفنان والمخرج السوري غطفان غنوم فيلمه “الابن السيّئ”، ليحصل غطفان على جائزة جديدة تضاف لسجل الجوائز التي حازها الفيلم في المهرجانات السينمائية الدولية، بعرض عمله في الصرح الثقافي الذي كان ممنوعاً حتى من الدخول له في ظل حكم عائلة “الأسد” الفار، التي كانت تنسب اسم الدار لها، ليكون ” الابن السيئ” الفيلم الأول الذي يعرض في دار الأوبرا بعد سقوط نظام الأسد الأب والابن.
الفيلم سلط الضوء على معاناة السوريين مع نظام استبدادي قمعهم على مدار عقود من السنين، من حكم الأب الظالم إلى الابن الهارب، وسرد أحداث الثورة السورية انطلاقاً من معاناته الشخصية مع النظام الديكتاتوري ، حتى يكاد كل سوري أو سورية يعتقدون أن الفيلم يجسد حياة كل منهما.

“الابن السيئ” مر على العديد من المحطات المهمة، بدءاً من استبداد النظام البائد منذ انقلاب حزب البعث عام 1963، ومن ثم تولي الأسد الأب السلطة عبر انقلاب على رفاقه البعثيين والبطش بهم تحت مسمى “الحركة التصحيحية” عام 1970، مروراً بأهم محطات بطشه بحق السوريين عبر مجزرة مدينة حماة عام 1982، وما قام به في لبنان تحت مسميات عديدة، وصولاً إلى تبنيه فكرة توريث الحكم لابنه باسل ومن ثم بشار ومجازره ضد السوريين ، فضلا عن ربطه بكل الانظمة القمعية منذ بداية ثورة الخميني في إيران ونظام الديكتاتور تشاوتشيسكو وغيرهم من الأنظمة الاستبدادية.

غطفان ، الذي أدى دور ماهر الأسد في مسلسل أبتسم أيها الجنرال لكاتبه سامر رضوان ، استطاع في فيلمه ” the Bad Son ” أن يلخص معاناة السوريين على مدار السنوات، فانهمرت تارة دموع الحاضرين على مشاهد المجازر التي ارتكبتها العائلة الأسدية، وعَلَت القهقهات تارة أخرى على التصريحات الأسدية التي أقل ما يمكن وصفها بـ”الفكاهية”.

ولمدة ثلاث ساعات تقريباً، كان غطفان يجلس في المقاعد الخلفية للصالة يراقب بحزن ما يمر على الشاشة الكبيرة، وعند سؤاله عن سبب عدم شعوره بالانتصار والفرح لعرض منجزه في سوريا أجاب: “الفيلم مأساوي، وكنت قلقاً من الجو البارد على الحاضرين فالصالة ليست دافئة، وكيف لي أن أكون سعيداً وما يزال الكثيرون في الخيم بهذا البرد القارس، نحن لسنا سعداء”.
لم تكن هذه الإجابة إلا تأكيداً للهمّ الذي يحمله غطفان الذي لم يصعد إلى المسرح لإلقاء خطاب نصر عقب انتهاء الفيلم، ليكتفي بالقول لجمهور العرض: “كانت أياماً صعبة علينا جميعاً في سوريا، ولاتزال هناك معاناة مستمرة يتوجب الالتفات إليها بشكل سريع، وهي معاناة أهلنا في المخيمات، فهم يعانون البرد والجوع، ويتوجب أن تتوجه الجهود الآن لإنقاذ كل سوري لا يزال يعاني”.
رغم ذلك أكد غطفان أنه ممتن لكل من ضحى لنصل لسوريا الحرة، مشيراً إلى أن عرض فيلمه في الدار كان بمثابة أمنية وحلم له، وتحقق ذلك .
يذكر أن عرض الفيلم في دمشق يأتي بعد أن حصد العمل العديد من الجوائز السينمائية العالمية المرموقة خلال عام 2024، نذكر منها: جائزة أفضل فيلم صادم وثائقي في مهرجان “قلب أوروبا السينمائي” بمدينة كوشيسته السلوفاكية، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان “بيرساموندا الدولي للأفلام”، وجائزة أفضل فيلم وثائقي أيضاً في “مهرجان الفيلم السويدي الدولي”.
وقدم الاحتفالية بعرض الفيلم الصحفي النشيط أحمد عبد الكريم حاج بكري .
