fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

الفنان السوري منير الشعراني للناس نيوز : الخط فن تجريدي حل معادلة الشكل والمضمون

حوار هدى سليم – الناس نيوز ::

يترك الفنان التشكيلي السوري المبدع منير الشعراني بصمة مميزة في عالم اللون والخط والفكرة ، وهي بصمة تشكل هويته البصرية والمحسوسة والجمالية دون نهايات ، وكأن المرء يغوص في بحر المعاني والجماليات التي تكاد تنطق ، فهي ليست لوحة صامتة إنما إبداع وابتكار بحرفية فنية غاية في الأناقة والابهار .

هنا حوار لجريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية عن منير ، ومع منير الفنان المرهف كنسمة ، الحد كمشرط جراح ، لا يساوم على قناعته ، الحريص على تقديم الافضل ، لان الانسان يعرف قيمة النوع ويفاضل بين المتاح .

يقول الشعراني ، أستاذ فن الخط العربي ، المعلم البارز في هذه المدرسة التشكيلية ، ما كانت تلفت نظري الخطوط على الكتب واللافتات، واستغليت فرصة، لألتقي بـبدوي الديراني ، في عمر عشر سنوات، لاحظت مديرة المدرسة التي كنت فيها شغفي بالخط، وتقليدي للخطوط التي أراها بقلم الرصاص، فقد كانت تلفتني الخطوط على الكتب وعلى لافتات المحلات في دمشق في سوق الحميدية.

حيث تطوعت لإيصال رسالة من خالٍ لي للديراني، كان عمري عشر سنوات، وهناك في مكتبه، ذُهلتُ وأنا أقف أمام لوحاته وإبداعه، قبل أن أدخل وأسلمه الرسالة.

طلبتُ منه أن يعلمني، فطلب مني أن أكتب ، فاخترت أن أكتب اسمه، ما جعله يبتسم وقال لي جيد، فبدأت أتعلم بشكلٍ منهجي، على يديه، وكنت في الصف السادس الابتدائي.

الخط، هو فن تجريدي، بل هو ربما تجريد التجريد، وهو قد حل معادلة الشكل والمضمون ؟ .
كما في كل اللغات بدأت الحروف والكتابات هيروغليفية “مصورة”، ثم انتقلت إلى المرحلة المقطعية أو الرمزية، كالكتابة الصينية أو اليابانية التي نراها اليوم، أو المسمارية من الكتابات القديمة،

ثم غلب عليها التجريد, ووصلت إلى طور الحرف. وأول أبجدية متكاملة شكلت منطلقاً للكتابة الأبجدية, كانت في الساحل السوري, في رأس شمرا.

واستمر التقلص في صيغة الرسم، والاتساع في التجريد، حتى وصلت الكتابة إلى طور الحرف.

الرمزية، تخلصت من أشكال كثيرة وأخذت جوهر الشكل، حيث انتقلت إلى الحرف.

فالباء مثلاً، هو بالأصل “بيتا” فكان يرسم بيت على أنه حرف الباء، بأخذ حرفه الأول، وكذلك بالنسبة للحروف الأخرى، أُخذت من كلماتٍ محددة كانت تُكتب بدايتها بهذا الحرف.

ويضيف الأستاذ الشعراني الذي لاقى معرضه الأخير في القاهرة الاقبال الكبير ، نوعاً وكماً ، أما الحروف الصوتية فلم تكن موجودة وأُضيفت فيما بعد، فأصبح الحرف تجريداً للصور التي كان يُكتب بها في البداية.

وبينما سارت الفنون في تجردها من الواقعية أو التقليدية تماماً إلى التجريدية الخاصة بها، والتي تختلف عن تجريد الخط، وأيضاً لغرضٍ مختلف، فهي تجرد بمعزل، ولكلِ فنانٍ طريقته في التجريد.

سار الخط باتجاهٍ آخر، وبعمليةٍ متسلسلة، متكاملة وتطور من صيغٍ شكلية واضحة (صور) إلى تجريد، وأمعن بهذا التجريد وتطويره. فبجانب رسالة التوصيل، أصبح يُعاد بناء الشكل بشكلٍ تجريدي مرةً أخرى ليصبح له جماليات بصرية.

ويقول الفنان السوري أنا أرى أن الخط هو تجريد يحل لنا معادلة الشكل والمحتوى أو الشكل والمضمون التي اختلف عليها الكثيرون، العبارة هي المضمون والشكل هو الصيغة الجمالية التي يشكلها الفنان بها من خلال معالجته البصرية

الخط غيَر تشخيص ورسم العناصر التي نراها، لتتحوِل علاقة الحروف بالكتلة والفراغ، إلى شيء بصري جميل، ويحمل معنىً في نفس الوقت.

الحرف وعلاقته بالحرف الآخر وفي موقعه في الجملة، هي المسألة التي تمنحه جمالية. الاستخدام الخاطئ في موقع معين هو الذي يجعل منه سيئاً، وحُسن استخدامه في آخر يجعله جميلاً.

الحروف تتكامل فأنا لا أكتب حرفاً بمفرده، أنا أكتب عبارة، وبالتالي يجب أن أجد الصيغة الملائمة للحرف ضمن هذه العبارة ، بحيث لا تجعله نافراً ولا شاذاً ولا سيئاً بالنسبة للحروف الأخرى، بل منسجماً معها.

فحرف مع حرف يكوّن كلمة وكلمة مع كلمة تتكوّن جملة، علاقاتها جميعاً مع بعضها يجب أن تكون منسجمة.

علاقة الكتلة بالفراغ، ثخانة الحرف مع الفراغ الذي بجانبه، إلى أي مدى الكتلة متماسكة ومستقرة وكيف يتم تموضعها على السطح، وكم يوجد علاقة نسبية بصرية جمالية بين الكتلة التي يشغلها الخط والفراغ الذي حولها، كل هذا في الفراغات البينية والفراغات العامة، هو عمل متكامل لا أستطيع أن أفصل جزئية منه وأعتبرها شيء، يجب أن تكون موظفة بطريقة جميلة ضمن كل هذه التركيبة.

هل اعتاد الجمهور على الكسل الذهني، ليقرؤوا العبارات بمخيلتهم، دون قراءة ما هو مكتوب ؟ .


مدى ثقافة المتلقي اللغوية خاصة، وفهمه للغته يؤثر على مدى فهم العبارة أو إيحائها.

واللغة العربية لها سياقات لغوية وسياقات منطقية، فبعض العبارات لا يصح أن تُرَكب بطريقةٍ أخرى. حتى لو تم تفكيك الجملة إلى كلماتٍ كلٌ على حِدى، فلا بد أن أُعيد تجميعها بناءً على صيغةٍ عربيةٍ سليمة.

إلاَ أنَ الناس تعودوا على الكسل الذهني، وعلى الجمل الجاهزة المحفوظة، لذلك عندما أبحث عن عبارة فأنا أبحث عن عبارة تضيف بالمعنى الذهني وبالمعنى الفكري، بحيث يكون لها أبعاد أخرى غير أنها عبارة محفوظة.

أختار العبارات التي تهم حياة الإنسان وقيمه، ولا أهتم بالميتافيزيقيا
،أنا أختار عبارات ليس فقط لأخطها، أنا أختار عبارة لأنها أعجبتني، فأنا أريد أن أضيف ليس على الشكل فقط بل على الموضوع. فأختار عبارة مكثفة وجميلة وتفيد المعنى الذي أرغب بإيصاله، وأنا أجمع العبارات منذ طفولتي، وأنا قارئٌ نهم ولدي مخزونٌ كبير، العبارة من الممكن أن أجدها في ديوان شعر،أو في ديوان شعر, أو في نصٍ صوفي, أو حتى في كتاب اقتصاد، المهم، أن يكون فيها فائدة, أن تتناول شيئاً له علاقة بالإنسان والقيم الجميلة في حياته.

أبحث عن شيء له علاقة بحياتنا اليومية, بتفاصيل نعيشها، بالحق بالخير والجمال، بجميع المسائل الإنسانية الأساسية التي تعنينا.

أنا أختار عبارات ليس فقط لأخطها، أنا أختار عبارة لأنها أعجبتني، فأنا أريد أن أضيف ليس على الشكل فقط بل على الموضوع.

فأختار عبارة تكون مكثفة وجميلة وتفيد المعنى الذي من الممكن أن أستخدمه، وأنا أجمع العبارات منذ طفولتي، فهي حكاية زمن، وأنا قارئٌ نهم ولدي مخزونٌ كبير، هذه العبارة من الممكن أن أجدها في ديوان شعر، ومع تطور ثقافتي، من الممكن أن أجدها في كتاب اقتصاد، المهم، أن يكون فيها فائدة تتناول شيئاً له علاقة بالإنسان والقيم الجميلة في حياته.

أبحث عن شيء يهمنا في حياتنا اليومية، في تفاصيل نعيشها، في الحق في الخير في الجمال، جميع المسائل الإنسانية الأساسية التي يمكن أن تكون هي التي تعنينا.

الخط العربي لن يصل إلى الذروة أبداً، فهو فن متطور
تناولت بعض العبارات بأشكال جديدة ومختلفة، ظنَ البعض أنه لا يمكن إضافة شيء جديد عليها، مثل الآية “لا إله إلاَ الله” أو “بسم الله الرحمن الرحيم” وغيرهما.

فمن يقولون إن الخط العربي وصل للذروة، لا، أنا أقول لهم إن الخط هو فن متطور، ودللت على هذا التطور بإنتاج أشكالٍ جديدة لهذه العبارات.

فأنا مؤمنٌ بهذا نظرياً وأدلل عليه بشكل عملي، من خلال لوحاتي.

أحياناً يكون هناك غرض بأن أقوم بعملٍ لدعم فكرةٍ أكبر، وبالمحصلة هذه الأعمال تدعم أحد الجانبين اللذين أهتم بهما، أنَ الخط العربي فن متطور.

الفن تطور مع تطور الحضارة، وليس مع تطور الدين .

من الشائع أن الخط مقدس وأن الدين هو الذي طور الخط . لكن الحقيقة تقول إن الخط العربي بدأ يتطورلأغراض وظيفية قبل أن يصبح فناً، وطالما أنَ وظيفة الكتابة هي التوصيل، فهذه الوظيفة كانت تفرض تطوراتٍ مع تقدم الحضارة واحتياجات الدولة والمجتمع,

الفن تطور مع تطور الحضارة، وليس مع تطور الدين، وأتحفَظ على مصطلح “الفنون العربية الإسلامية”.

شاع أن الخط مقدس وأن الدين هو الذي طور الخط . والحقيقة تقول إن الخط العربي بدأ يتطور قبل أن يصبح فناً، بدأ يتطور لوظائف.

وطالما أنَ وظيفة الكتابة هي التوصيل، فهذه الوظيفة التي بدأت فيها جميع الكتابات بما فيها الكتابة العربية، أصبحت مع وجود الدولة بحاجة لأشياء جديدة في الوظائف. فمثلاً عند تعريب الدواوين في زمن عبد الملك بن مروان اُشتقت أقلام مختلفة للتفاصيل المطلوبة أو التي تحتاجها حياة مصالح الدواوين.

هذا كان بداية إرهاصات التطور الفني الذي تم بعد ذلك، إذاً هذا مع تطور الحضارة وليس مع تطور الدين.

مع تطور الحضارة الذي تم بعد إنشاء الدولة وتوسعها وبداية العمران انطلقت فنون خاصة “تحت مظلة هذه الحضارة”، هنا بدأ الخط يتطور إلى فن باستخداماتٍ مختلفة لم نعرفها من قبل في فنونٍ أخرى، إذ بدأ يدخل إلى العمارة، وإلى كافة التفاصيل حتى وصل في العصر العباسي أن يكونَ قاسماً مشتركاً لجميع الفنون العربية التي يطلقون عليها “العربية الإسلامية”، وهو مصطلح استشراقي، أتحفظ عليه.

في العصر العباسي تم تقنين الخط العربي وتم التنظير له جمالياً كفنٍ مستقل، استخدم في المخطوطات كما استخدم في المصاحف.

وهو لم يتطور ليتم كتابة المصاحف به ، بل تطور كفن شمل المخطوطات ومنها المصاحف. لكن الآثار التي بقيت لنا عبر العصور كانت مصاحف أكثر من المخطوطات والكتب. فكل بيت وكل قصر كان فيها مصحف بينما ليس بالضرورة أن توجد كتبٌ أخرى.

كذلك لحق الخط التدمير الذي طال المكتبات الكبرى والكتب الفكرية وغيرها ولم يطل المصاحف، مثل مكتبات بغداد التي رماها هولاكو في دجلة واصطبغت فيها مياهه إلى مكتبات الفاطميين التي أحرقها صلاح الدين وغيرها.

تم فصل الفن العربي عن تاريخ الفن العام، والعثمانيون كان لهم دور سيئ تجاه بعض الخطوط ، هناك آثار وأشياءٌ أخرى موجودةٌ في أوروبا في المتاحف، أُغمضت العين عنها، لأن هناك غرض لدى الاستشراقي من ربط الخط بالدين، وكذلك لدى الأتراك “العهد العثماني”، فذلك أعطاهم الإحساس أنهم قاموا بدورٍ ما، شيء ما حافظوا عليه، بينما في الحقيقة، هم كان لهم دور سيئ تجاه بعض الخطوط “الخط الكوفي بالتحديد”.

والأوروبيون كي يربطوا فن الخط بالحضارة الإسلامية، فالحضارات لم تكن تُسمى على اسم الدين، بمعنى أنه لم يكن هناك حضارة مسيحية مع أن المسيحية أسبق، وليس هناك شيء اسمه الفن المسيحي، بينما ابتدعوا مصطلح “الفن الإسلامي”، وهذه التسميات جميعها لها أغراض وليست بريئة، حيث تم فصل الفن العربي عن تاريخ الفن العام، كانوا يقولون فن روماني وفن يوناني لماذا عندما وصل إلينا ارتبط بالدين وأصبح اسمه “فن إسلامي”، ولم يعد له علاقة بالناس الذين أبدعوا.

تم وصم الكثير من الأشياء وربطها بمفاهيم هي مفاهيم استشراقية، لأنهم هم من كتبوا التاريخ، نحن كنا ننحدر، وهم يسجلون التاريخ كما يريدون.
العثمانيون عملوا جانب مصلحتهم، وهو تبرير لسيطرتهم على هذه الدولة المترامية الأطراف، فهم خلافة باسم الإسلام وبالتالي هذا فن إسلامي وكل ما كان سابقاً عنه يريدون توارثه والسيطرة عليه، لأن الخلافة كانت لدى العرب وليس للأتراك أو غيرهم دخلُ بها.

الفن برأيي يجب أن يكون طليعياً، سابقاً للواقع، وليس انعكاس للواقع.
الفن بصيغة عامة ربما يتنافر مع معنى أنَ “الفن هو مرآة المجتمع”، ويمكن أن يكون في أحوالٍ معينة ضد الواقع، بمعنى أنه لا ينقل صورته، بل ينقل صورة بديلة، هي الصورة التي يرى أنها يجب أن تكون.

هو بنية فوقية مثله مثل كل الأشياء التي تطور وتساهم في تطور المجتمع يجب أن تكون سابقة للمجتمع وليس انعكاساً أو لاحقاً له، مع الحفاظ على الارتباط به، فالفنان لا بد أن يكون مرتبطاً بهموم مجتمعه وقضاياه، وإلاَ كان فنه مجانياً بدون غرض.

المثقف والفنان طليعيون، وتاريخ الفنون سابق لمجتمعاتها، فحتى في ظل هذه الفترة البائسة التي نعيشها، هناك أشياء جميلة ومُبَشِرة، إن كان على مستوى السينما أو على مستوى التشكيل، فالفنون طليعية متجاوزة لحالة المجتمع وتفضحها وتدعو لتغييرها.

المعاني لا تموت، قد تتشكل بصيغة أخرى، فهناك عبارات من العصر الجاهلي مازالت متجددة وتحمل معنىً ومازلنا بحاجةٍ إليها.

المعنى الذي يحتويه الخط ممكن أن تحتويه لوحة رسم، فهو جزء يسهم في وعي الناس بصرياً.. وأنا لا أحب أن أعمل تشكيلات جميلة ولا تحمل معنى، برأيي أي عمل فني يجب أن يكون على صلة بالناس بهمومهم بأفراحهم وأتراحهم في جانب من الجوانب التي تخص الناس دون مباشرة، فأنا لست مع المباشرة، ولكن الفنان هو من الناس ومن المجتمع يرتبط به، وبالتالي قضاياه تهمه وتنعكس بصيغة راقية لديه وطليعية في عمله..

لطالما انعكس الوضع في سوريا على أعمالي، قبل العام 2011 وبعده.
الانعكاس كان على عملي الفني، وكذلك في مساهماتي بأشياء تحمل موقفاً عني، وتعبر عن رأيي وفكري، بشكل ملصقات.

لوحة كلمة سوريا .

جسم هذه اللوحة مُشكَل من أسماء النسيج الاجتماعي (المذهبي، الديني، القومي)، مجتمعة تشكل كلمة سوريا، بحيث إذا حذفت أي كلمة منها، فلن تُقرَأ “سوريا” بعدها ككلمة، أي لن يعود هناك سوريا.

الجمهور الغربي، استقبل فن الخط استقبالاً رائعاً، فهم معجبون بهذا الفن، الذي يرونَه بالمعنى البصري، يرونَه تجريداً. فعندما أقمت معرضاً في برلين، عام 2018، تم تمديد فترة العرض شهراً إضافياً بعد أن كانت ثلاثة أشهر، فالجمهور الذي تعود أن يذهب منذ صغره (في رحلات المدرسة) إلى المتاحف ويرى الفن، أصبح لديه ذائقة فنية، فهناك اهتمام واعتراف كبير بهذا الفن من قبل الأوساط الفنية، إذا كان فيه مخاطبة للعين، أما إذا كان تقليداً يعتبروه فناً تقليدياً مكانه متاحف الفنون التطبيقية.

مشروعي: أن يعود الخط قاسماً مشتركاً لكل الفنون العربية، كما كان في العصر العباسي لم أطور أو أمشي في مشروعي سوى في خطوةٍ واحدة منه، فهو لا يتضمن خط اللوحات فقط، أرغب أن أُعيد للخط مكانته، عندما كان قاسماً مشتركاً لكل الفنون العربية فترة العصر العباسي.

أريد أن أشتغل على الخزف، ولكن أن يكون تصميم الخزف وتصميم الخط متعاصرَين مع بعضهما مثلما كانا في حينها. أن أشتغل على النسيج، على الخشب، أن أصنع مجسمات نحتية من الخط، الحُلي، كلُ ذلك ولكن بتصميمٍ جديدٍ مختلف مع الخط المطور الذي أعمل عليه، للأسف لم تسمح الظروف إلى الآن.

خرجت من سوريا مُكرهاً ومُلاحقاً، ولوحقت لأنني أريد لهذا البلد أن يكون أفضل.

تهمتي كانت الانتماء لرابطة العمل الشيوعي، وعندما غادرت كنت ضابطاً مجنداً أؤدي الخدمة الإلزامية، إلاَ أنني اضطررت لترك الجيش أولاً ثم لمغادرة سوريا، لأنني علمتُ بقدوم الأمن لاعتقالي، قبل ساعاتٍ فقط من وصولهم إلي.

دائماً كنت أريد العودة، فهذا البلد الذي لوحقتُ لأنني أريده أن يكون أفضل، لن أتخلى عنه، وكل يوم كنت أفكر كيف يمكنني أن أعود، لكي أكمل، بأن نجعل الوضع مختلفاً.

اضطررت للبقاء خارج سوريا منذ العام 1979، تسللت مرة في العام 1981، كنت ماأزال في لبنان، وبقيتُ في الخارج بشكلٍ متواصل حتى عدتُ في العام 2004، ولكن عندما عدتُ لم تكن سوريا التي أعرفها، فالتي أعرفها كان لديها روح تختلف عن الروح التي نراها اليوم.

فسوريا التي عرفتها، عرفتها بصيغةٍ أجمل بكثير، فمدينتي “السلمية” عرفتها أجمل، حمص كانت أجمل ودمشق كانت أجمل، وأنا الذي أحفظُ تفاصيل دمشق وتاريخها ومبانيها القديمة، إلاَ أنها جميعها قد تغيرت وتم التعدي عليها.

المفترض أنَ المدن تتطور ولا تشيخ، الآن أشعر أن دمشق عجوز وشمطاء، خلال خمسين سنة تحولت إلى عجوز. فدمشق تدمرت حتى بتاريخها عبر مشروع “إيكوشار” والشام القديمة، فبدلاً من الحفاظ على الأبنية القديمة والتفاخر بها، تم تدمير معظمها خلال الخمسين أو الستين سنة الماضية.

بعد الاستقلال سوريا كانت تتجه إلى لأعلى وتتطور
صناعياً، بدأت في سوريا صناعات جيدة خاصةً صناعة النسيج، وأيضاً زراعياً، حيث تنظمت الزراعة وأصبح هناك صناعات للفائض الزراعي، كشركة الكونسروة، ومياه عين الفيجة، كان هناك مَيلٌ لإنجاز كل ذلك وطنياً. فتاريخ دمشق قائم على العلاقة بالغوطتين، فحتى بردى، النهر الصغير، لكنه كان فعالاً مع هذه المدينة الكبيرة. إلاَ أن التعدي الأساسي كان عليهما بالتحديد، جاروا على هذه المناطق، فكان من المفترض أن يتم البناء في المناطق القاحلة، لكن سوء التخطيط ووجود المصالح الضيقة التي كانت تريد أن تنهب بسرعة، جعلهم يأتون على هذه المناطق فتحولت من مناطق زراعية إلى إسمنت، كمنطقة العدوي مثلاً، هذه مصائب، وبعضها لا يمكن إعادة إصلاحها.

بدءاً من السبعينات أصبح هناك سياسة مختلفة حتى عند البعثيين، بوجود الاختلاف بين من كانوا قبل حافظ الأسد، وبين من جاؤوا معه، حيث كان هناك اختلاف بالرؤية، ثم حصلت حرب 1973، ثم أحداث سبتمبر/أيلول الأسود، والمجازر التي حدثت بحق الفلسطينيين، جعل القضايا تتضح، وظهرت الحاجة لأن تظهر تشكيلات سياسية جديدة تطرح شيئاً مختلفاً.
كان هناك حاجة لإحداث حراكٍ تراكمي يغير شيئاً، لكن أصبح القمع يزيد، ورغبة الناس بالمشاركة السياسية تتناقص، حيث أصبحت أغلى ثمناً، فمدة السجن التي كانت أشهراً أصبحت سنيناً، فضلاً عن التعذيب، فانفضَت الناس عن الحياة السياسية، بعد أن كان معظم الناس لهم رأي قبل ذلك. عدا عن الوعود التي انطلت على بعض الناس، فهذه الأنظمة تُجيد الوعود، دون أن تحقق منها شيئاً.

دورة التاريخ تحصل، لكن ربما تتعسر، لكن لن تتوقف، حتى لو شعرنا بإحباط، لكن التاريخ لا يتوقف “مادامت لحدا”، التاريخ يمكن أن يتأخر حدث فيه، لكن لم يستطع أحد أن يُخلِد وجوده. نحن محبطون، انقضت عشر سنوات ونحن في وضعٍ بائس ولا يوجد أية كوّة نور قريبة.

احتلال للبلد متعدد الاشكال والمصالح، من دول عظمى ودول صغرى إقليمية، وحتى من مليشيات كميليشيا حزب الله ، والمواطن السوري وضعه بائس، ونصف السوريين خارج البلاد، وإذا كانوا قادرين على العطاء، فهم يعطون في الخارج، كان من الممكن أن يعطوا في البلد. لا أستطيع التقدير أو التكهن بكيف سينتهي، هناك حالة استعصاء لكن لن تدوم مدى العمر.

ويستمر الفنان منير الشعراني في هذا البوح الجميل ويقول : أنا ضد تقسيم الفنّ ضمن مرحلة معينة، والألم الإنساني دائماً ما يكون موجوداً
الفن مرتبط بوجود الإنسان في جملة ظروف، كيف يتفاعل معها، كل واحد يتفاعل بطريقة، تقسيم فن الثورة وقبل الثورة وما بعد الثورة لا أراه أنه يفيد بشيء، أو أن له مبرر موضوعي للكلام عنه.

عادةً الفن ليس انعكاساً مباشراً، هو طليعي وله رؤية متجددة، وبالتالي ليس انعكاساً للحدث بحد ذاته، هو تفاعل عميق مع الحدث إذا أردنا أن يكون العمل الفني حقيقياً. لذلك قلت إنني لا أعتبر الملصقات عملاً فنياً لي، لأنها مرتبطة بالحدث، ولكن اللوحة هي عمل فني لي، وهي بالتأكيد “بداخلي” لها علاقة بالحدث، ولكن كيف يتلقاها الناس، هذا هو المهم، وكل شخص من الممكن أن يقوم بإسقاط مختلف عن الآخر.

ربما نرى ذلك أكثر في الأشياء المرتبطة التي يمكن أن يكون لها علاقة بالتسجيل، بالتوثيق، بالتأريخ، أما الفن فلا يمكن أن نقول ما هو انعكاس هذا عليه إلاَ بعد انقضاء المرحلة، يمكننا أن نرى كيف أثرت، وأنا برأيي، إرهاصات ذلك ليس كبيرة بشكلٍ مباشر.

الألم الإنساني دائماً ما يكون موجوداً، وإشكالات البشر موجودة. والفنان يتفاعل مع كل ذلك، فربما رسم فنانٌ ما شيئاً بوحي من أحداثٍ حصلت في فيتنام منذ أيام الوجود الأمريكي فيها أو من العراق، يكون له علاقة بالحدث اليوم لذلك الفن أوسع من هذه الجدولة بفترة زمنية.

عبارات كفرنبل كان فيها وعي وشيء جميل ضمن الحدث، حيث كان فيها وعي كبير، وكانت مناسبة للحدث، وفيها ابتعاد عن الطائفية، والطائفية شيء مقيت، كذلك كان فيها قراءة، فبعض الرسوم كانت عن التحولات التي حصلت خلال العشر سنوات، كيف بدأت الثورة وكيف أكلها الإسلاميون.
الكثير من الأشياء التي رسمت أو كُتبت، كانت جداً موقفة.

المنشورات ذات الصلة