fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

أنور عمران – الناس نيوز ::

لا ينتمي الفندق لأحد، ولا أحد ينتمي للفندق، هو مساحة خالية تماماً من العواطف والمبالاة، ويكاد يكون فكرةً أكثر من كونه مكاناً، فكرة الحالمين والكسالى والغرباء واللصوص والعشاق، ولا أحد بعد مغادرته يستطيع أن يتذكر ملامحه تماماً كما نفعل مع بيوتنا وشوارعنا ومقاهينا وحدائقنا، فهو لا يُشتَّق من هذه العائلة من المفردات ولا يميل لها.

في الفندق نشعر بالراحة الحقيقية، تلك الراحة التي لا يشوبها الخوف أو المسؤولية، فالخوف والمسؤولية هم في النهاية من أبناء الانتماء، والفندق هم الهروب الكامل من الانتماء، حيث يمكن ان تترك السرير فوضوياً، والأكواب متسخة، وتُبَقِّعَ الشراشف بالحب أو بالشراب، وحيث يمكنك أن تكتب حتى يسيل الحبر وتمتلئ الأرض بالغناء.

والفندق في شكله أقرب إلى أن يكون مكاناً عادياً: سرير، لمبادير، طاولة وكرسي، ستارة، غلاية كهربائية، شاي، نسكافيه… لكنه في جوهره مكانٌ وهمي، تُحدِّده الخرائط مثلما تحدد كل الأشياء الأخرى التي لا تعني أحد، وإذا ما حاولنا أن نبحث عن قريبٍ له، فلن يكون هناك أفضل من المحطة في نوسانها بين المجيء وبين الرحيل، وقد تكون أخته من غير أب، فهما يتفقان في حياديتهما لكنهما يختلفان في الغايات، الفندق يحضنك والمحطة تدفعك.

ويشبه الفندق أيضاً المرأة التي تعبر في حياتك مرةً واحدةً وخاطفة، كلاهما يقدم السكن العجول والصافي من الزخرفة، وكلاهما يحضنك كأنه يعرفك أكثر مما تعرف نفسك، بينما هو في الحقيقة لا يعرفك أبداً.

في الفندق تشعر بغربتك كاملةً، كما هي في الحقيقة أو كما تحبها أن تكون، وهو المعادل المستطيل للخيمة بكامل مجازاتها وثقوبها وفضاءاتها، الخيمة أيضاً محاولةٌ قليلةٌ وفاشلة لبيتٍ سيأتي… وكما في الخيمة، لا فرق بين النوافذ المغلقة والمفتوحة في الفنادق، كلها تجلب الأعاصير، وكلها لا يمكن أن يدخلها الهواء، ولذلك لا شيء يستطيع أن يعرف اللاجئ من طريقة تنفسه سوى الفنادق والخيام، وطبعاً المعرفة شيء والانتماء أشياء أخرى.

من سوء حظي أو ربما من حسن حظي أن غالبية أصدقائي من سجناء الرأي، وما يذهلني في كتاباتهم عن السجن أن يعاملونه أحياناً ومن دون قصد بوصفه مكاناً مقدساً، ويحتفون به أكثر مما يحتفون ببيوتهم الحقيقة، وقد يبرر ذلك المدة الطويلة والصداقات التي نشأت هناك، والذاكرة التي تستطيع أن تنخل الوجع، ولكنني، أنا الذي عشت على مقربة منه ولكن أنقذني حظي من جدرانه، حين أقرأ ما يكتبون، أتخيل أنه فندق، فندق فقط، لا أكثر ولا أقل، فهو لا يصنع علاقةً واضحةً مع زائريه، لا يبادلهم الأمان ولا يتركهم في العراء، لكنه فندقٌ مُرٌّ، مرّ إلى الدرجة التي الدرجة التي يستطيع فيها أن يخالف كل عادات الفنادق ويلتصق بالذاكرة.

أما الشعراء الذين يخافون من الفنادق ويشتمون الفنادق، فيجمعهم ميزة أنهم في خضم قضاياهم الكبيرة التي يدافعون عنها، سَخَّروا كل ما يملكونه لصالح هذه القضايا، وبالطبع خسروا الشعر، فالشعر والفندقُ لا ينتميان لأحد خارج بنيتهما الأولى وهذا ما يجمعهما وما يفرقهما.

وقد بلغ الوهم بالفندق أنه يتلبس نقيضه، فنقيض الفندق هو البيت، حيث المسؤولية والأمان والانتماء، لكنهم يسمون الفندق بيت الغرباء، وهو وهمٌ قد ينتقل بالعدوى إلى الغرباء فعلاً، فهم يشعرون بالطمأنينة إذا دخلوا إلى مدينةٍ ووجدوا فيها فندقاً، لكن سرعان ما يكتشفوا أن الفضاء الذي هم فيه، لا يشفي من الغربة، بل يُكثِّفُ ويُقطِّر.

المؤتمرات والمؤامرات وحفلات التكريم، وورشات العمل والتخطيط معظمها تكون في الفنادق لأنها من نفس الزبد، والحب السريع من نفس الزبد، والغربة والاغتراب، وربما يجد الفندق بذلك عائلته.

المنشورات ذات الصلة