هدى سليم – الناس نيوز ::
الفنان عبد الله حماس
أحد أشهر الفنانين التشكيليين السعوديين، ورمز من رموز بدايات الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية، إنه الفنان، عبد الله حماس.
ولد الفنان حماس في مدينة أبها، في العام 1952، تخرج من معهد التربية الفنية في العام 1972، وأقام أول معرضٍ له عام 1974، في العاصمة السعودية، الرياض، تتالت المعارض التي أقامها، حتى وصلت إلى ثمانية وثلاثين معرضاً داخل وخارج المملكة، متوزعة حول العالم.
افتتح مرسمه الأول في جدة، ثم تلاه مرسم في أبها، وهذا حديث لجريدة الناس نيوز الأسترالية مع الفنان حماس على خلفية افتتاح مرسمه الثالث في الرياض والمعرض الذي أقامه، خلال شهر مارس/آذار الجاري.
يعد الفنان حماس أحد أهم وأبرز أسماء الجيل الثاني في الفن التشكيلي السعودي، وتعتبر أعماله الأكثر انتشاراً من بين الفنانين السعوديين، حيث أقيم معرض في العام 2014، تحت عنوان “الطليعة: بدايات الفن التشكيلي السعودي”، في جدة، ضم ثمانية فنانين تشكيليين، “قدامى كبار في السن والعطاء”، بحسب وصف حماس، كان واحداً منهم.
رسم لوحةً جداريةً بطول مئة متر وارتفاع مترين، عرضت في دبي، أبها والرياض.
اختص الفنان حماس بالمدرسة التجريدية الرمزية، وتعتبر الرمزية من المدارس الحديثة في الفن، نشأت في أواخر القرن التاسع عشر، من أجل الرد على الحركات التي ظهرت في العالم بالشكل الواقعي كالطبيعية، والواقعية، والانطباعية. بدأت هذه المدرسة بالاعتماد على استخدام الرموز والتخلي عن الاستنساخ في الطبيعة خلال الرسم، حيث تكون الرموز شديدة الوضوح وذلك من خلال أنواع الرسم والألوان. ومن الممكن للرموز أن تأخذ أشياء قد لا توصف كالأحلام والرؤيا، ما يؤدي إلى إعطائها أشكالاً جديدة، ومن الجدير بالذكر أن رؤية الفنان تتعلق بخياله ومدى تميزه.
يرى حماس أن الهوية التشكيلية لدى الفنان هي انعكاس لبيئته فالفنان يتأثر بما حوله، ويشعر أنه كان محظوظاً بتنقله بين بيئاتٍ مختلفة (من بيئة عسير، لبيئة تبوك ثم الرياض، والآن في جدة) أثرت على أعماله، إلا أن المخزون البصري لديه، لازال مرتبطاً ببيئة عسير، ذات الأجواء الباردة والمطر والزراعة والغابات والأودية والمياه الجارية والسحب، وكل ما من حولك من زخرفة المنازل والملابس المطرزة، فانعكست على أعماله من خلال الألوان أو الأزياء التي رسمها.
يقول حماس: إن فنان الوقت الحالي متوفر له كل شيء من فرشٍ وألوان، بالإضافة إلى الاطلاع على فنون العالم من خلال الإنترنت.
يتحدث لنا الفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان، والذي ترأس مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، بين عامي 2007-2012، وحاصل على جائزة بينالي الشارقة الدولي عن فن عبد الله حماس بقوله: “رسخ حماس مفهوم الفن وعمق القاعدة التي رسم ملامحها الجيل الأول، ومبكراً كان الفنان مختلفاً في اتكائه على الموروث المحلي، وهو ينفتح على فضاءات مدينته(أبها) من حيث الجغرافية والتضاريس، ومن حيث المظاهر الاجتماعية التي فرضتها طبيعة الأرض والمكان، حيث نرى في أعمال عبدالله حماس مشاهد الزراعة والأراضي المفتوحة وحركة الفلاحين بألبستهم التقليدية، متنقلاً إلى المدينة ومبانيها، مستلهماً جمالياتها وحس أهلها الفطري في تشكيل زخارفهم، وهم يلونون منازلهم وأدواتهم أو يحيكون أو يختارون ألبستهم، صورة نراها صادقة في أعمال الفنان بتفاعله وارتباطه وحسه الفني الخاص الذي أهله ليكون أحد الأسماء المتميزة والمؤثرة في حركة الفن التشكيلي السعودي.
يقول الفنان حماس: “إن الفن التشكيلي السعودي كأي فنٍ في بدايته، بدأ من خلال المدارس ودروس التربية الفنية، حتى افتتح معهد التربية الفنية في الرياض عام 1985، وانضم إليه عدد كبير من الفنانين من محبي الفن التشكيلي حيث تخرج منه فنانون كبار، وقبل المعهد كان هناك الفنان الدكتور عبد الحليم رضوي، والفنان الكبير محمد السليم، حيث أنهم إلى جانب عبد الله الشيخ وعبد الجبار اليحيى يعتبرون من الجيل الأول. وبعد ذلك افتتحت الجامعات وأقسام الفنون فيها، وهكذا إلى اليوم نجد العشرات من الرسامين والرسامات.
عبد الحليم رضوي: (مكة 1939 -جدة 2006)، كان أول فنانٍ يبتعث للدراسة في الخارج، كما أنه أول فنانٍ سعودي يقيم معرضاً فنياً في تاريخ المملكة، أقامه في جدة عام 1965، تلاه بافتتاح مركز الفنون الجميلة في جدة 1968، وهو مركز خاص للفن، انعكس على الفنانين السعوديين.
محمد موسى السليم: (مرات 1939-إيطاليا 1997)، أول من أسس داراً سعوديةً للفنون تعنى بالفنانين والرسامين وتلبي احتياجاتهم.
عبد الجبار اليحيى: (العراق 1931 -الرياض 2014)، أحد المؤثرين في حركة الفن التكعيبي والرمزي، وأول محرر تشكيلي في الصحافة السعودية.
عبد الله الشيخ:(العراق 1936)، رائد في الفن السعودي التشكيلي.
يشير الفنان إلى أن هناك طفرة من انفتاح المرأة على كل شيء ولدينا العديد منهن رسامات ويتمتعن بأسلوبهن الجميل، وعندنا من الفنانات القديمات من ستينات القرن الماضي صفية بن زقر ومنيرة موصلي.
صفية بن زقر: (جدة، 1940)، تعتبر من أوائل مؤسسي الحركة التشكيلية في المملكة السعودية، ومن أوائل الفنانين الذين أقاموا معرضاً في المملكة، عام 1968.
منيرة موصلي: (مكة 1954- جدة 2019)، أسست مهرجان الفن في مدينة الخبر عام 2007، كانت أول من طرح فنياً مفهوم التصوير الإسلامي الذي يرافق المخطوطات، واشتركت مع صفية بن زقر في معرض عام 1968.
ومن الملفت أن ابنة الفنان حماس، مزون، لديها هواية الرسم، وقد شاركت أباها معرضه الأخير في القاهرة، الذي أقيم في صالة ضي، عام 2019، برسم لوحتين بالقلم الأسود لأم كلثوم ونجيب محفوظ، كما يخبرنا الفنان حماس.