ملبورن – الناس نيوز ::
غزت القهوة القارات السبع، عابرة البحار منذ عام 850 م، حيث أصبحت سلعة استهلاكية لأول مرة، لتصل بعد ذلك إلى الفضاء الخارجي.
وفي هذا الشأن، قال أستاذ التاريخ الحديث في جامعة هيرتفوردشاير جوناثان موريس، لشبكة “أي بي سي” الإخبارية إنه “عندما أرسل أول طاقم إيطالي إلى محطة الفضاء الدولية، كان من بين الأشياء التي أخذوها معهم آلة إسبريسو مصممة خصيصا لهذه المهمة”.
تاريخياً، لا يوجد دليل مكتوب على المرة الأولى التي اكتشف فيها شخص ما إمكانية تناول حبوب البن، لكن الحكايات الشعبية تشير إلى أنها بدأت مع راعي ماعز يدعى كالدي في إثيوبيا في القرن التاسع.
ووفقاً لهذا الفولكلور، كما يشرح د. موريس، لاحظ كالدي أن ماعزاته تنفعل وتقفز لأعلى ولأسفل بعد تناول ما يشبه التوت الأحمر من الأدغال، لذلك قرر أن يجرب بعضاً لنفسه، ليتأثر بها بعد ذلك.
ويعتقد أن كالدي عرض حبات القهوة على شخصيات دينية محلية لتجربتها، لكنهم وجدوا مذاقها غير مستساغ، لذلك قاموا ببصقها في النار المجاورة.
لكن شيئاً ما غير رأيهم عندما بدأن الحبوب تتحمص لتبعث منها رائحة جميلة.
ويُعتقد أنهم استعادوا الحبوب المتفحمة وسكبوا الماء المغلي عليها وصنعوا القهوة.
ويستطرد موريس مؤلف كتاب “القهوة: تاريخ عالمي “أخشى أنه ليس لدينا أي دليل على الإطلاق على وجود كالدي”.
ويضيف أن أول دليل مكتوب على استهلاك القهوة يعود إلى القرن الخامس عشر في اليمن.
كما أوضح أنه “في ذلك الوقت تقريباً، كانت هناك بداية لتجارة القهوة من القرن الأفريقي إلى اليمن لتلبية هذا الطلب من الشخصيات الدينية”.
وفي حوالي الخمسينيات من القرن الخامس عشر الميلادي، كان الصوفيون يستهلكون القهوة كجزء من احتفالاتهم الدينية، وهو ما كان مفيداً لأنهم كانوا يقيمون في الليل.
أما في أوروبا، فقد وصلت القهوة إلى أوروبا عبر التجارة الهندية بحسب موريس، الذي أكد على اكتشاف الهولنديين الواقع بعض القهوة في مالابار في الهند والتي يعتقد أن بعض الحجاج المسلمين قد هربها.
وفي وقت مبكر من سبعينيات القرن السادس عشر، كان الأوروبيون يستخدمون القهوة للأغراض الطبية في الصيدليات، في جرعات موصوفة لاضطرابات الجهاز الهضمي، كما يوضح موريس.
ولم يبدأ الأوروبيون في شرب القهوة اجتماعياً حتى خمسينيات القرن السادس عشر.
أما حول كيفية وصول القهوة إلى أستراليا، فقد وصلت بعد فترة وجيزة من انتشار مزارع البن في منطقة البحر الكاريبي لتنقل بعد ذلك بذور البن والنباتات أيضاً إلى أستراليا مع وصول الأسطول الأول في عام 1788.
هذا المحتوى نقلته جريدة “الناس نيوز” الأسترالية الإكترونية عن شبكة أخبار “أي بي سي