ميديا – الناس نيوز :
الصورة تمثل شعار الحزب السوري القومي الاجتماعي …
كمال ذبيان آيكون نيوز – يحيي القوميون الاجتماعي غداً في اول آذار الذكرى 17 بعد المئة لولادة انطون سعاده، مؤسس حزبهم، ومطلق نهضة الامة، ويتوجهون للاحتفال بالمناسبة، وهم منشقون على بعضهم، ومنقسمون الى احزاب، ومشرذمون الى فئات، وسيقفون بخجل امام من ضحى بدمه، وقال يا خجل هذه الليلة من التاريخ وهو على خشبة الاعدام تطلق السلطة اللبنانية رصاصها عليه، دون محاكمة، التي وُصفت بالصورية، ولم تدم سوى اقل من 24 ساعة، لمن قام بثورة مسلحة على النظام السياسي الطائفي، وطبقته الحاكمة في 4 تموز 1949، ولم ينجح. وهو ما يحاوله «الحراك الشعبي» متأخراً 71 عاماً.
سيواجه القوميون الاجتماعيون زعيمهم الذي سيقول لهم، يا للعار، لا اريدكم ان تأتوا إليّ مشتتين، وأنا من اتيت ابشر بوحدة الامة والمجتمع، وعملت لبناء الانسان الجديد، الانسان المجتمع، على ثلاثية القيم الحق والخير والجمال، فاذا لم تكونوا الانسان الجديد، فلا تأتوا إليّ، ولا تحيوا ذكرى مولدي، او استشهادي، فانا قلت بوجه رصاص السلطة المجرمة، «ان موتي شرط لانتصار قضيتي»، فاذا لم تنتصروا للمبادىء القومية الاجتماعية، ولنهضة الامة، افضل ان ابقى وحيداً، ولا يذكرني احد من الانشقاقيين.
فبهذه العناوين، يتحضر القوميون الاجتماعيون، للاحتفال بالذكرى، اذ فيهم الالاف، الذين يرفضون، ما لم يرض عنه زعيمهم، وهم لهذه الغاية، يسعون الى وحدتهم في مؤتمر قومي عام، ينعقد في 29 و30 و31 ايار المقبل، وتجري الانتخابات في اول حزيران، وهو الموعد الدستوري له وليس كما حصل في 13 ايلول الماضي، عندما عقد المجلس القومي اجتماعاً له، دون ان يسبقه انعقاد للمؤتمر وفق المادة 17 من الدستور، وفق مصادر قومية متابعة لوضع الحزب، التي ترى ان المجلس القومي الذي انعقد كهيئة ناخبة، بنصاب يوجد خلاف حوله، وبغياب اكثر من نصف اعضاء المؤتمر العام، اتت نتائج الانتخابات لانقسام الحزب الى جناحين، اذ لم يُعرف على ماذا حصل الخلاف، ضمن الفريق الواحد، الذي دعا للانتخابات التي لم يعترف رئىس المجلس الاعلى اسعد حردان بنتائجها وهو فاز وحيداً في لائحته، كما ان الفريق الفائز، ربح السلطة، وانشق الحزب، لخلاف حول الشرعية الدستورية، فحردان خسر السلطة، ومن فازوا عليه لم يربحوا الحزب.
فأمام هذا الانقسام، الذي لم تنفع الوساطات، بمنعه، او اعادة لم الشمل، فإن الفرصة متاحة، امام رئىس المؤتمر حنا الناشف الذي شغل منصب رئىس الحزب لفترة، ان يعمل على عقد مؤتمر واحد، وان لا يغيب عنه احد، من الاحزاب الثلاثة، وكل من هو خارجها، فيقول لـ «الديار»، انه اجرى لقاءات مع كل من وائل الحسنية وحردان، الاول كرئىس للحزب والثاني بصفته رئيساً للمجلس الاعلى، في التنظيم الذي يمثلانه، ودعاهما الى حضور المؤتمر، فتمت الموافقة، الا ان جواب الحزب الذي يرأسه ربيع بنات، كان متحفظاً في البداية، وربط حضور المؤتمر دون اجراء انتخابات، ثم ليّن موقفه بأن تصدر توصية عن المؤتمر بحصولها، فيمتثل لها، لكن في جوابه كان ثمة تردد.
ويكشف الناشف، انه وسع حركة اتصالاته ولقاءاته لتشمل من كانوا في «حزب ـ الامانة العامة» في سوريا وكان يرأسه لفترة عصام المحايري، وحلته قبل حوالى اكثر من عامين، السلطة السورية بقرار قضائي، وتواصل الناشف مع الحزب الذي يرأسه علي حيدر، الذي قام بوساطة وحدوية، قبل شهرين، بين التنظيمين المنشقين، للخروج من الانقسام، ودعاه لحضور المؤتمر الموحد، وبأنه سيضم من يمثله الى اللجنة التحضيرية، فأتاه الجواب بالايجاب، كما التقى ايضاً ممثلين «لحركة النهضة السورية القومية الاجتماعية» ونسق معهم لحضور المؤتمر، فكان ردهم ايجابياً، وسموا من يمثلهم في اللجنة التحضيرية والتنفيذية، اضافة الى انه تواصل مع عدد لا بأس به من قياديين بارزين، واصحاب فكر واختصاص ليشاركوا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر ووافقوا بغالبيتهم، وقد اعلن الناشف انه شكلها وتضم العشرات من الطاقات القومية الاجتماعية.
وبدأ العمل التحضيري للمؤتمر الذي اتخذ مكتباً له في الحازمية وعين له ادارة لوجستية، اذ سيذيع الناشف الاسبوع المقبل او بعده، ما توصل اليه، من خلال لقاءاته واتصالاته، وسيعلن عن اسماء اللجنة التحضيرية، واللجنة التنفيذية التي ستضم عدداً قليلاً من القوميين التي عليها متابعة اعمال التحضير، والتنسيق مع اللجان التي ستتوزع على اصحاب الاختصاص، وفق المحاور التي سيناقشها المؤتمر، يقول الناشف، الذي يبدو متفائلاً بأن يكون المؤتمر مساحة للنقاش والمصارحة، والبحث في اسباب الازمات التي ادت الى حصول الانشقاقات.
فالمؤتمر العام، هو محطة يتطلع اليها القوميون الاجتماعيون، لإنقاذ وحدتهم، على ان لا يكون لعرض الدراسات العقائدية والدستورية والسياسية فقط على اهميتها، بل طرح اسئلة نقدية، ومنها على سبيل المثال، ما الذي جلب على حزب هذا الويل، تمثلاً بقول سعاده «ما الذي جلب على شعبي هذا الويل»، فلا خلاف عقائدي بين صفوف القوميين، ولا وجود لخلاف سياسي، بل اسئلة حول دور الحزب وفاعليته في المجتمع، كما في السياسة التي هي فن لخدمة اغراض قومية، فهل هذا ما مارسته قياداته الحزب، على مر عقود من تاريخه، وهو اقترب من الشيخوخة، من عمر تأسيسه التسعين اذ السؤال المركزي، هو عن البرنامج الذي تضعه اي قيادة لتطبيق المبادىء الاساسية والاصلاحية، ولماذا فشل في ان يحقق اهدافه، ولم يقصّر زعيمه في اطلاق «منظمة الزوبعة» لمقاومة العدو الصهيوني قبل اغتصاب فلسطين، وبعدها ثار ضد النظام السياسي في لبنان، وشارك في تظاهرات، ونظم مهرجانات شعبية تدعم القضية التي اسس لها.
فانعقاد المؤتمر دون اهداف واضحة له، وهي كيف ينتصر القوميون في قضيتهم التي تساوي وجودهم، اذ ثمة اقتراح، بأن لا يترشح للانتخابات الحزبية، كل من تولى مسؤولية مركزية منذ العام 1998، تاريخ وحدة الحزب الثانية، وبذلك يحقق المؤتمر ما يصبو اليه وهو وحدة القوميين، لا الوصول الى السلطة والصراع عليها.
كمال ذبيان