بيروت ميديا – الناس نيوز ::
كتب الكاتب والإعلامي اللبناني البارز حازم صاغية على حسابه عبر “فايسبوك”: “لماذا يقاوم المرء دمع عينيه وهو يشاهد الصور السوريّة؟البكاء، في هذا الحدث الكبير، يحضر كما لم يحضر في حدث سابق”.
اضاف، “ذاك أنّنا، في تجربة سوريّا، نجدنا أمام حالات مؤسِّسة للمشاعر الكبرى الأولى: مصائر غامضة وبحث عن أحياء بين الأنقاض، تشريد جماعيّ من صنف توراتيّ وفصل للبشر عن البشر وسلخٌ لهم عن الأرض، نساءٌ يلدن أبناءهنّ وبناتهنّ في السجون، قوّة محض للوحش المحض في عالم من القتل المفتوح، ومواجهة يأس الاستحالة التي تبدّى أنّها لم تكن استحالة.
هكذا بدا الأمر كأنّه نجاح للبشر، بعد طول انتظار وكثير من اليأس، في مغادرة الغابة”.
وتابع، “قبل هذا كلّه وبعده، هناك الدفاع عن الصدق الذي أراد الكذب أن يمنعه ويُسكته. لقد طُلب من السوريّ، سنة بعد سنة، أن يعتذر عمّا نزل به، أو أن يخجل بجرحه، أو أن يتنصّل من أحبّائه المغيّبين.
وأريد للسوريّ أن يستمع، وهو باسمٌ ممتنٌّ، لصرخات تمجّد نظاماً يعرفه جيّداً، يعرفه بأسنانه، بأظافره، بخُصل شَعره، وبالدهاليز والزنازين والكرابيج”…
وقال: “لقد بكي السوريّون، وبكينا معهم، لأنّنا شعرنا بأنّ “سوريّا الأسد” تُرينا ما نراه في الأفلام وكتب التاريخ، ولأنّنا أحسسنا بأنّ إنسانيّتنا لم تؤخَذ منّا كما حدث هناك، لكنّ فرصةً لاحت أخيراً للردّ على تلك الإهانة الكبرى، ولردّ الاعتبار لكلّ ما هو حقّ وحقيقة”.