fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

الكذبة مش خطيّة…

ريما بالي – الناس نيوز ::

“كذبك حلو… شو حلو لما كنت شي كذبة بحياتك.”
غنت ميادة بسيليس، وغنى جيلنا كله معها وفي بال كل منا كذبة جميلة عاشها في فترة من حياته.
وقبل ميادة، ناشدت فيروز حبيبها: “تعا ولا تجي، واكذب علي، الكذبة مش خطية”.
أما حبيبة نزار قباني فقد عاتبته قائلة: “قلّي ولو كذباً كلاماً ناعماً، قد كاد يقتلني بك التمثال”.
لماذا كل ذلك التغزل بالكذب؟ ببساطة، لأننا دخلنا نيسان منذ أيام، وهو الشهر الذي نخصص اليوم الأول فيه للمقالب والخدع البريئة، التي نسميها عادة: كذبة نيسان.

هل يعقل فعلًا أن يكون الكذب حلواً، أو مش خطيّة، أو حتى ضرورة ملحة لبث حرارة بشرية تحرّك التمثال الذي فينا أوالذي أمامنا؟ هل من المنطقي أن يحتفي البشر به بتخصيص يوم من العام له؟ ألم نتعلم أن الكذب هو سلوك شائن ومرفوض أخلاقيا ودينياً؟ إذن؟ هل ثمة وجه آخر للكذب؟ وجه برئ، طيب، جميل، ومفيد للإنسان؟ إن كان الكذب المتعارف عليه آفة أو مرضاً خطراً كالسرطان، فهل يكون له مثله أيضاً نوع حميد إضافة إلى الأصلي الخبيث؟ .

حتماً، الإجابة من وجهة نظري هي نعم، بالتأكيد نعم، فلولا ذلك الكذب الحميد، لفقدت الحياة معناها، وتحولت مجرد دورة بيولوجية لكائن حي يعيش ويتغذى ويتكاثر ويهرم ويموت. بدون ذلك الكذب الحميد، لا تختلف حياة البشر عن حياة أية نبتة برية أو سمكة بحرية أو سنجاب يتسلق شجرة.

الكذب الحميد، هو ثمرة العقل البشري، وكل ما أنتجه ذلك العقل البشري من نظريات وإنجازات واختراعات وإبداعات، بدأ بكذبة، كذبة حميدة تحديداً.
ولكن متى يكون الكذب حميداً؟ يكون كذلك عندما يعلن عن نفسه مسقاً بجرأة ونزاهة وشفافية، عندما لا يرتدي ثوب الحقيقة وينكر ذاته، ببساطة، يكون الكذب حميداً عندما يكون صادقاً.

الكاتب الرائع ماريو بارغاس يوسا يعطينا المفتاح والرابط، عندما يقول :” الكذب أفضل دليل على انتصار الخيال”، فهو يعد أن الرواية هي ببساطة فن الكذب، ونستنتج تلقائياً من نظريته تلك، أن الخيال، هو الاسم اللطيف للكذب الحميد، هو ليس شقيقه التوأم، بل هو ذاته، الخيال هو كذب والكذب هو خيال، والاثنان هما شيء واحد. يضيف يوسا مؤكداً: “أن التخيّل أكذوبة تخفي حقيقة عميقة، إنه الحياة التي لم تكن، والتي يتوق إليها المرء من دون أن يحصل عليها، لذا كان عليه اختلاقها عبر المخيلة والكلمات لإخماد الطموحات التي عجزت الحياة الحقيقية عن إشباعها، ولملء فجوات يكتشفها المرء في ما حوله، فيحاول سدها بأشباح يصنعها بنفسه، مبتعداً عن التاريخ والروتين اليومي، وباحثاً عن الحلم.”
الكاتب المصري الكبير إبراهيم عبد المجيد، يقول ساخراً في روايته البلدة الأخرى:
” كل الكتّاب خبثاء، وكل القراء أغبياء، يصدقونهم فيعيشون حياة غير حياتهم، سرقة مع سبق الإصرار للوقت والعمر الجميل ولايشكو أحد”.
من هذا المنظور، نجد أن الفن (الابن العبقري للخيال) بكل أصنافه وسحره مجرد أكذوبة، فالفن هو أن تختلق كذبة جميلة وتجعل الناس يصدقونها، بالرغم من أنك كنت قد أعلنت لهم مسبقاً أنها مجرد كذبة.

عندما نذهب إلى السينما أو المسرح لحضور عمل فني ما، نكون على يقين أننا ذاهبون لحضور قصة غير حقيقة، مجموعة من الفنانين سيقدمون لنا عملًا خلقته مخيلة أحدهم، واشترك الآخرون معه بالكذب علينا، نصدقهم لدرجة أن نضحك ونبكي ونصفق كلما أتقنوا كذبتهم، ولا نشتكي كما قال عبد المجيد بل بالعكس، نستاء إن لم يجيدوا الكذب بالقدر الكافي، ونشعر أننا تعرضنا لخديعة.
فقد دفعنا نقوداً وأهدرنا وقتاً ليكذبوا علينا، فإن لم يوفقوا في ذلك، فقد خدعونا وسرقونا.

بيكاسو الفنان التشكيلي الإسباني الشهير كان قد قال: “نعرف جميعاً أن الفن ليس الحقيقة، إنه كذبة تجعلنا ندرك الحقيقة”.
يرسم لنا خطوطاً قد تكون زرقاء وسوداء، ويقول لنا هذه شجرة. نشتري اللوحة بمبلغ ضخم، نشتري الكذبة ونحن سعداء، ونسأل نفسنا ونحن نتأملها: ولكن، أين هي الشجرة؟

هذا النوع المبارك من الكذب يعدّ حميداً ليس لأنه شفافاً وصادقاً فقط، بل لأنه يحرّض فينا أسئلة وشكوكاً، تفتح لنا الطريق الوعرة نحو الحقيقة، ولكن أي حقيقة؟ أليست الحقيقة أيضاً نسبية؟ نعم هي كذلك، وهي أحياناً شخصية، أي أننا في بحثنا عن الشجرة في لوحة بيكاسو، فقد نجد حقلاً من زهور عباد الشمس، فيما يجد غيرنا سرباً من الثيران.

الكذب الحميد ليس وقفاً على الفن فقط، بل هو يلعب أيضاً في ملاعب أخرى، كالطب مثلاً. اللقاحات التي نأخذها هي كذبة نخدع بها أجهزة الدفاع داخل أجسامنا، الأطراف الاصطناعية التي نستعيض بها عن طرف مفقود في الحقيقة، هي كذبة نتحدى بها الفقد. الصمامات الصناعية التي تركب للقلوب المريضة والشبكات التي تزرع في الشرايين التالفة، حتى أقراص المضادات الحيوية، ومسكنات الآلام، كلها أكاذيب، نحتال بها على الحقيقة، لنمتع أجسادنا بصحة بديلة عن الصحة الفطرية، صحة مصنوعة بكذبة حميدة.

التقاليد والعادات والطقوس التي تعودناها وأدمناها هي أكاذيب حميدة، شجرة الميلاد كذبة، فوانيس رمضان كذبة، ليلة رأس السنة كذبة.
مساحيق التجميل ومشدات الصدر وعمليات الترميم والأحذية العالية الكعب والملابس الأنيقة….

كلها كذبات حميدة، نخدع بها الطبيعة، والزمن، وأنفسنا ومن حولنا، من دون أن يشتكي أحد، فنحن نعرف وهم يعرفون، ونحن نعرف أنهم يعرفون، وهم يعرفون أننا نعرف أنهم يعرفون.

هذه الدائرة اللانهائية هي فحوى الكذب الحميد، المفيد والداعم والخلاق، والذي يختلف اختلافاً جذرياً عن ذلك الخبيث، الذي يتقنع بالحقيقة حتى يخلع الزمن عنه القناع ذات لحظة مباغتة، فيقتل ويدمر ويبيد.

طوبى للكذب إن كان حميداً، فناً وخيالاً وإبداعاً وابتكاراً، هذا الكذب، هو فعلاً، حلو، ومش خطية، بل فضيلة.

المنشورات ذات الصلة