fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

الكمنجات تفعل.. والنايات لا

أنور عمران – الناس نيوز ::

لا ريح تحمل الحزن، ولا هواء يُحوِّم في ردهاته كما تفعل الكمنجات، كما لا ظلّ يربّي الوجع كما تجتهد الكمنجات، فهي ترفع الليل إلى رتبة الوضوح والصفاء، فيمشي معها كصغيرٍ يتعلق بثوبه أمه، مُطمئناً وراضياً ومُطيعاً، أما عندما نتحدث عن النايات، فكأن الأمر برمته تدريبٌ على الحزن، ومحاولةٌ حثيثة لتقفية الدمع، أو لوضعه في سياقه المُعَدَّ سلفاً، مع النايات يأتي الحزن رتيباً ومنتظماً كتلميذٍ كسول، لا إبداع ولا خروج عن السياق، فحتى الحزن يحتاج أحياناً كي نحبه إلى أن يأتي بصيغٍ جديدة تذهلنا وتدعونا للكتابة أو للغناء، والحزن مع النايات بسيطٌ ومُملٌّ، وكأن الأمر جرحٌ ناعمٌ بمشرط جراحٍ خبير، يزول من دون أن يترك ندبةً أو أثر.

لا صوت يُعرِّفُ الخيبةَ مثلما تفعل الكمنجات، فهي تتركك مُعلقاً بين النهاية والبداية بين الفحيح والصراخ، أما في النايات، وعندما ننفخ، فإننا نتنهد ملء الحزن الذي نحمله، نطلق بكاءنا المسموم عبر الثقوب، فنتخلص بذلك من الهواء المر الذي يجثم فوق قلوبنا، وبذلك تتضح الرؤيا ويزول الغم، ولربما نحتاج بعد القليل من مزيج من التفكير والعاطفة، إلى مراجعة فهمنا لعلاقة الصوفية بالنايات، فهي لم تأتِ ولا مرّةً سبباً أو راوياً للحزن، وإنما كانت دائماً علاجاً منه، كانت كشفاً أكثر مما كانت تيهاً، ومعنىً أكثر مما كانت صورة، وهذا بالضبط ما عناه جلال الدين الرومي حين قال: “الناي صديقٌ لكل من افترق عن أليفه، ولقد مزقتْ أنغامه الحجب عنا”.

النايات تزفر والكمنجات تحز، وثمة فرقٌ ضئيلٌ بين الكر والفر، والنايات تُرخي والكمنجاتُ تشد، وثمة دربٌ طويلٌ بين الامتلاء والنقصان، والنايات ضيقةٌ والكمنجات واسعة، حتى يتراءى للباكي أن بغيتها أن تصل إلى الروح، وبذلك تصبغ النفس بصباغها، ويستقر نواحها بهدوء قرب القلب، وكلما مال حاله إلى النسيان، تُذكّره بأسباب اللوعة، ولذلك اختارها محمود درويش دوناً عن سائر الأوتار والنفخيات والطبول كي يقول الدمع الدائم: “الكمنجات تبكي على زمنٍ ضائعٍ لا يعود”.

النايات ثقوب والكمنجات أوتار، النايات سكون والكمنجات حُبور، النايات داخلها أسود والكمنجات ملون، لا أحد يرقص على صوت الناي، لكننا نفعل مع الكمنجات، والرقص يكون أحياناً منتهى الألم.

الفرق بين الكمنجات والناي كالفرق بين العاشق وزير النساء، يُخيَّل للغشيم أنهما من طينةٍ واحدة، لكن الأول مادته النار والثاني الماء، الأول يزداد لهيباً والآخر يشربه ترابه، والأول باب الدفء والأنس والثاني درب البلل والبلوى والطوفان، والكمنجات تمتص الحزن أما النايات فتطلقه، والكمنجات لغة عالمية أما الناي فهي لغة محلية.

نحتفي في مراهقتنا بالنايات لأننا دائماً نبحث عن دليل من جنس الأثر، فبكاء المراهقة يزول، وضحك المراهقة يزول، وحب وجنون وفتنة المراهقة إلى زوال، لكننا عندما نصل إلى الرجولة نفهم الكمنجات أكثر، نعرف أنها الحقيقة الثابتة للتأمل، وندرك أنها جوهر الموسيقا.