كانبيرا – الناس نيوز ::
توقع وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز تحول الكوارث الطبيعية إلى أحد العوامل الرئيسية التي تخيم على اقتصاد بلاده في 2023.
ووفقا لمصادر أنباء محلية فقد تكبد الاقتصاد بسبب الفيضانات التي شهدتها البلاد خسائر تجاوزت 5 مليارات دولار أسترالي (3.5 مليار دولار أميركي)، بما يعادل ربع نقطة من معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2021-22، كما تفاقمت مستويات التضخم.
وأصدر تشالمرز تحليل الحكومة الأخير قبل زيارته إلى ولاية نيو ساوث ويلز لتفقد جهود إعادة الإعمار عقب الفيضانات المدمرة التي اجتاحت المنطقة في 2022. وأشار وزير الخزانة إلى أن ميزانية مايو ستركز جزئياً على تجهيز أستراليا استعداداً لمواجهة الكوارث، محذراً من أن اقتصاد البلاد لم يمر بعد بالآثار الكاملة لفيضانات العام السابق.
وأضاف تشالمرز: “لطالما أدركنا قدرة الكوارث الطبيعية على إبعادنا عن مسار النمو في أستراليا، ونتوقع أن تكون حالة عدم اليقين هذه أحد العوامل الرئيسية التي تُلقي بظلالها على اقتصادنا في 2023”.
وقالت إيرين بارك، مراسلة قناة “إيه بي سي نيوز”، في تغريدة على موقع “تويتر”: “انحسرت المياه وتبين مدى الأضرار التي لحقت بجسر فيتزروي. هذا هو (الطريق السريع 1) الذي جرى إغلاقه ويُعدّ الرابط الوحيد بين منطقة كيمبرلي الشاسعة. كما قطعت الفيضانات الطرق إلى بلدتي بروم وديربي. ستمر بضعة أيام قبل أن نعرف يقيناً ما إذا كانت الجسور الأخرى قد انهارت مع تدفق المياه غرباً”.
Waters receding and extent of Fitzroy bridge damage revealed. This is Highway 1, and only sealed road connecting vast Kimberley region. Towns of Broome, Derby also cut off by flooding. Won’t know for couple days if other bridges have collapsed as waters surge west. @abcnews pic.twitter.com/kSIu36xyQ2
— Erin Parke (@ErinParke2) January 8, 2023
وتسببت الفيضانات في ارتفاع أسعار الفاكهة والخضراوات بأكثر من 16% خلال العام حتى سبتمبر، وفقاً لما أظهره تحليل وزارة الخزانة، ومن المتوقع استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية الطازجة خلال الأشهر المقبلة.
كما أظهرت بيانات صادرة عن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ في أستراليا أن 68% من المواطنين يعيشون في مناطق تأثرت بكارثة طبيعية خلال 2022.
الفيضانات التي حفزها إعصار استوائي، واجتاحت منطقة كيمبرلي النائية الواقعة شمال غرب أستراليا، عزلت الكثير من المجتمعات النائية خلال الأسبوع الماضي، كما ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية والمنازل.
ظاهرة النينا
تمر أستراليا للصيف الثالث على التوالي بـ”النينا”، وهي ظاهرة مناخية تتسبب بهطول أمطار غزيرة في بعض بلدان نصف الكرة الجنوبي، مع وقوع موجات جفاف في مناطق أخرى بأميركا الشمالية والجنوبية.
أشار مكتب الأرصاد الجوية في أستراليا إلى تباطؤ ظاهرة “النينا”، مع توقعات بهبوب طقس “النينو” في 2023. عادةً ما تتسبب ظاهرة “النينو” بارتفاع كبير في درجات الحرارة وموجات جفاف، فضلاً عن احتمال نشوب حرائق الغابات.
في هذا الإطار، حذّر المكتب من أن فائدة التنبؤات المناخية منذ أشهر الصيف في أستراليا قد تكون محدودة.
قال ديفيد كينغ، مدير مركز دراسات الكوارث في جامعة جيمس كوك: “توقف الأمطار الغزيرة والفيضانات لا يعني انتهاء الطقس القاسي في البلاد، وإنما ننتقل من تهديد إلى آخر”.