ترجمة وإعداد مختار ابراهيم – الناس نيوز :
خلص تحقيق إلى أن الكوالا ستنقرض قبل 2050 في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، ما لم يكن هناك تدخل حكومي عاجل لمنع فقدان البيئة الطبيعية لعيش هذا النوع من الدببة.
وتوصل التحقيق الذي امتد لعام كامل، وأجرته لجنة برلمانية في نيوساوث ويلز ونشرته صحيفة ” الغارديان الأسترالية ، أن تقديرات حكومية بأن “الولاية تضم نحو 36 ألف كوالا” هي تقديرات غير موثوقة وعفا عليها الزمن، في إشارة إلى تراجع العدد المذكور.
كما وجد التقرير، الذي قدمته لجنة من أحزاب متعددة، الثلاثاء، أن فقدان البيئة الطبيعية لعيش الكوالا يعتبر أكبر تهديد لاستمرار عيش الكائنات الحية في ولاية نيو ساوث ويلز، وذلك مع ذلك استمرار تسجيل القطع الجائر للأشجار.
وقالت اللجنة: “إن حرائق الغابات في عامي 2019-2020، ضاعفت من خسارة البيئة الحاضنة لعيش الكوالا بنحو 24٪ من الأراضي العامة المحترقة، ووصلت في بعض المناطق إلى 81٪ من الأشجار الخاصة لعيش هذا الحيوان”.
وخلص التقرير إلى أن عوامل أخرى كتغير المناخ والجفاف والحرائق تفاقم من حدة التهديدات التي تتعرض لها الكائنات الحية.
وشدد التقرير على أنه “بالنظر إلى حجم الخسارة نتيجة الحرائق التي لحقت بالعديد من أنواع الكائنات الحية الموجودة في البيئة ذاتها، ترى اللجنة أن دببة الكوالا ستنقرض في نيو ساوث ويلز قبل 2050 بوقت طويل، وأن التدخل الحكومي العاجل مطلوب لحماية بيئة عيشهم ووقف جميع التهديدات الأخرى المستمرة”.
كما أعربت اللجنة عن عميق حزنها وقلقها من أن دببة الكوالا التي كانت تجد بيئة آمنة للعيش في ولاية نيو ساوث ويلز،وتحديدا في منطقة بيليغا، ربما انقرضت محلياً قبل حصول حرائق الغابات هناك.
وقال العضو في حزب الخضر، رئيس اللجنة كيت فيهرمان: “يجب أن يكون هذا التقرير صانع آليات لحماية الكوالا وموطن عيشه في نيو ساوث ويلز”.
وأضاف فيهرمان، أن التقرير توصل إلى أن فقدان البيئة الحاضنة لعيش الكوالا وتفتتها شكّل التهديد الأكبر، ومع كل حادثة كانت تحصل كنا نتوصل إلى أدلة تظهر أن قوانيننا الحالية غير كافية وتسهل تطهير موطن الكوالا الأصلي”.
وشدد فيهرمان على أن”الاستراتيجيات والسياسات المعمول بها حاليًا لحماية الكوالا غير ناجعة، مثل الاستراتيجية المتبعة في نيو ثاوث ويلز، والتي أكدت فشلها بضمان حماية البيئة الحاضنة لعيش الكوالا في جميع أنحاء الولاية”.
وخرج تقرير اللجنة بـ42 توصية، بما في ذلك أن تولي الحكومة أولوية عاجلة لإيجاد ممرات تسمح بحماية البيئة الحاضنة للكوالا، وتحسين طرق المراقبة، وزيادة التمويل لمجموعات الحفاظ على البيئة، وحظر قطع الأشجار في الغابات ذات النمو البطيء، وتقديم المزيد من الحوافز للمزارعين الذين يحمون الأرض بدلاً من قيامهم بتطهير الغابات تحضيرا لزراعتها.
ونوه فيهرمان إلى أنه يجب التوسع في “المساحات المحمية من قطع الأشجار والتعدين وتطهير الأراضي والتنمية الحضرية لتكون بيئة حاضنة لدببة الكوالا”.
ويأتي نشر التقرير البرلماني قبل تقرير مرحلي عن قوانين البيئة الوطنية الأسترالية المقرر صدوره في غضون أيام قليلة.
وقال مجلس الحفاظ على الطبيعة في نيو ساوث ويلز: “إن نتائج اللجنة أظهرت أن أحد أهم رموز التنوع الحيوي الأسترالية بحاجة إلى المساعدة”، وقال الرئيس التنفيذي للمجلس كريس جامبيان: “نحن سعداء بوجود إجماع سياسي على أن انقراض الكوالا هو احتمال حقيقي للغاية إذا لم نتصرف بشكل عاجل لحماية البيئة الحاضنة للكوالا”.
وأضاف جامبيان أن دعاة الحفاظ على البيئة مستعدون للعمل مع الجهات الحكومة والفعاليات الصناعة والمجتمعات المعنية والنقابات، كما يجب أن تشكل حماية ممرات الغابات جزءاً من خطة لحماية الكائنات الحية هناك.
وأوضح التقرير أن أكبر تهديد للكوالا هو استمرار فقدان البيئة الحاضنة، الذي كان يحدث في الغابات والمزارع في الولاية بمعدل ينذر بالخطر.
وقال جامبيان: “إن الانخفاض في أعداد الكوالا دحض كل قوانين حماية البيئة الفيدرالية والمحلية”، وختم متسائلاً “ما الفائدة من قوانين البيئة التي تحدد مساراً لانقراض أكثر أنواع حيواناتنا الوطنية شهرة؟”.
وقال وزير البيئة في نيو ساوث ويلز، مات كين: “إن المحنة البيئية التي تهدد بعض أصناف الحيوانات هي أوضح حجة مفادها أنه يجب علينا إصلاح قوانيننا البيئية للسير مجددا في الاتجاه الصحيح”.