أنقرة – بغداد – الناس نيوز :
من أحمد رشيد – رويترز – قالت ثلاثة مصادر أمنية إن المخابرات التركية ساعدت العراق في اعتقال قيادي بتنظيم الدولة الإسلامية كان مختبئا في شمال غرب سوريا في عملية تشير إلى تعاون أوثق ضد فلول التنظيم.
وأعلن العراق يوم الاثنين أن قواته الأمنية اعتقلت العراقي سامي جاسم خلال ما وصفته “عملية خاصة خارج الحدود”. ولم يذكر تفاصيل بشأن موعد ومكان اعتقاله.
وجاسم أحد أكبر قادة الدولة الإسلامية الذين تم اعتقالهم أحياء. وقالت الحكومة العراقية إنه كان نائبا لمؤسس التنظيم أبو بكر البغدادي، الذي قُتل خلال غارة أمريكية في 2019 في شمال غرب سوريا، ومساعدا مقربا لزعيم التنظيم الحالي أبو إبراهيم الهاشمي القريشي.
وقال مصدر أمني إقليمي كبير ومصدران أمنيان عراقيان لرويترز إن جاسم كان في شمال غرب سوريا، وإن المخابرات التركية لعبت دورا أساسيا في اعتقاله. وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها تتحدث عن عمليات سرية.
ورفض مسؤولون في الحكومتين العراقية والتركية التعليق على روايات المصادر عن اعتقال جاسم.
ويمكن أن يساعد التعاون الوثيق بين العراق، الذي جاء منه كثيرون من قادة الدولة الإسلامية، وتركيا، التي تحظى بنفوذ في شمال سوريا، في تضييق الخناق على فلول التنظيم حتى بعد تقليص الجيش الأمريكي وجوده في المنطقة.
ويعد شمال غرب سوريا آخر معقل كبير للمسلحين الذين يحاربون دمشق. وتتمتع تركيا بنفوذ كبير في المنطقة بعد أن أرسلت قوات في سلسلة توغلات بدأت في عام 2016، كما أنها تدعم بعض مقاتلي المعارضة هناك الذين يقاتلون القوات الحكومية السورية.
وقال المصدر الأمني الإقليمي البارز إن جاسم كان في شمال غرب سوريا عندما تم اعتقاله بمساعدة قوات الأمن المحلية- في إشارة على ما يبدو إلى مقاتلي المعارضة السوريين. وقال المصدران العراقيان إنه احتجز في تركيا بعد وقت قصير من استدراجه عبر الحدود.
وقال أحد المصدرين العراقيين إن أفراد المخابرات العراقية كانوا يتعقبون جاسم منذ شهور. وقال المصدر الأمني العراقي الثاني إن معلومات من أحد سجناء تنظيم الدولة الإسلامية الذي اعتقل العام الماضي ساهمت في اعتقال جاسم.
وامتنعت المصادر عن الإدلاء بتفاصيل أخرى بما في ذلك توقيت القبض على جاسم قائلة إن ذلك سيعرض العمليات التي تجري في المستقبل للخطر.
وقد يسفر اعتقاله عن الحصول على معلومات مخابرات مهمة عن فلول تنظيم الدولة الإسلامية الذي طُرد من “الخلافة” التي كان قد أعلنها عبر الحدود في سوريا والعراق قبل سنوات لكنه لا يزال ينفذ هجمات في كلا البلدين.
وقال المصدران الأمنيان العراقيان ومصدر عسكري عراقي مقرب من سلاح الطيران العراقي إن جاسم نُقل من تركيا إلى العراق على متن طائرة عسكرية.
وعرض أحد المصادر العراقية صورة قالوا إنها تظهر جاسم أثناء نقله إلى العراق على متن الطائرة. وظهر في الصورة شخص يرتدي حلة صفراء مغطى الوجه ويرافقه من الطائرة أفراد من الأمن العراقي يغطون وجوههم بأقنعة. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة الصورة.
وردا على سؤال من رويترز يوم الاثنين عن اعتقال جاسم قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه لن يعلق على عمليات محددة لكنه أشاد بالقوات العراقية التي “تقود بانتظام وتوجه ضربات مدمرة لفلول” تنظيم الدولة الإسلامية.
ويشير موقع برنامج (مكافآت من أجل العدالة) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، والذي يستهدف مكافحة الإرهاب، إلى أن جاسم كان “القائم على إدارة الشؤون المالية لعمليات تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابية”. وكانت الولايات المتحدة قد عرضت خمسة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن جاسم.
وقال رافايللو بانتوتشي الزميل المشارك الكبير في مركز روسي للأبحاث الأمنية إن” العراقيين سيحاولون قدر المستطاع التحقق من الشبكات والروابط التي كانت لديه في العراق وعبر الحدود. وسيهتمون جدا بمسألة التمويل بشكل خاص”.