المذيعة السورية روشان بوظو: التقاليد في العالم العربي تسمح بتفوق الرجل على المرأة

هدى سليم – الناس نيوز ::

عملها، يعكس شخصيتها وقوتها، ليس فقط كمذيعة، بل كامرأة، عليها مواجهة وتحدي الكثير من الصعوبات، في مجتمعٍ دائماً ما يفرض المقارنة والتمييز لصالح الرجل.

لكنَ إصرارها وإيمانها بقدرة وقوة المرأة على إثبات نفسها في جميع المجالات، هو ما يجعلها تتقدم وتتجاوز جميع العقبات.

روشان بوظو، المذيعة السورية، الدمشقية المولد، والدها الكاتب والإعلامي والطبيب عماد بوظو، وشقيقتها الأكبر ، الإعلامية هيفي بوظو.

بدأت روشان رحلتها في مجال الإعلام وهي لاتزال طالبة في السنة الثانية كلية الإعلام بدمشق.

وكانت انطلاقتها الأولى مع قناة أورينت السورية الشهيرة في العام 2008 ، من خلال برنامج “ع هوانا “، وهو برنامج يناقش مشاكل الشباب.

ورغم تمكنها في العمل الإعلامي وهي طالبة، إلاَ أن نظام الأسد حاول معاقبتها على مواقفها هي وعائلتها المعارضة سياسياً ، بحرمانها من شهادة التخرج، برفع اسمها من قوائم الخريجين، إلاَ أنَ ردها كان “خلي نظام الأسد يبل شهادتي بالإعلام ويشرب ميتها “.

نظام الأسد حرمها من شهادة الإعلام من جامعة دمشق، لكنَ إصرارها جعلها تتابع الدراسة، وتحصل على شهادةٍ في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من جامعة Bay Atlantic في العاصمة الأمريكية واشنطن.

اجتهدت وثابرت حتى تمكنت من العمل في كُبرى القنوات، لتقدم برنامج “الحكي سوري” على قناة الحرة، وهو مساحةٌ لمناقشة أبرز القضايا السورية في وقتها الحالي، ولتكون صوت الكثير ممن لا صوت لهم.

مُخلصة لعملها ، امرأة تُحب أن تكون قدوةً، عَلَّها تؤثر في واقع المرأة العربية التي ترغب في التغيير … حاورتها جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية في يوم المرأة العالمي:

– بدأنا الحديث بالسؤال عن واقع المرأة العربية، فوصفت روشان الوضع بأنَ:
“العديد من الدول العربية بدأت تعي أهمية دور المرأة في نجاح المجتمع وتقدمه”. رغم أنه من الصعب تقييم وضع المرأة العربية بشكلٍ عام، لأن وضعها يختلف من بلد عربي إلى آخر، إلاَ أنه يبدو، أنَ العديد من الدول العربية بدأت تعي أهمية دور المرأة في نجاح المجتمع وتقدمه، وقد رأينا إنجازات عظيمة أبرزت تقدماً ملحوظاً على مستوى الحريات والتمثيل السياسي والقانوني والاجتماعي. لكن الطريق مازال طويلاً أمام حصولها على كافة حقوقها التي تستحقها، والنظر لها نظرة مساوية للرجل.

– بالنسبة إلى روشان ترى أنَ ما يعيق المرأة في مجتمعاتنا العربية، القوانين والعادات الاجتماعية والتقاليد والأعراف، التي ما زالت تفضل الرجل، وتميزه عنها.

فعلى الرغم من النجاحات الهائلة التي استطاعت المرأة العربية تحقيقها، وفي ظل الظروف المعادية التي تواجهها، إلا أن اَلقوانين والعادات الاجتماعية والتقاليد والأعراف، ما زالت تفضل الرجل، وتميزه عنها.

العادات الاجتماعية البالية تُلقي بكل ثقلها على المرأة وتحملها فوق قدرتها، حتى القانون يتعامل معها كمواطن درجة ثانية ولا يحميها بشكلٍ كاف.

– ترى روشان أنَ اتباع آليةٍ تتضمن، نشر التوعية وسن القوانين العادلة التي تحمي مكانة المرأة وتصون كرامتها وتمثيلها على المستوى الحقوقي والسياسي، ودعم حقها بالعمل والتعليم، من شأنه أن يوصل المرأة إلى وضعٍ تكون هي نفسها راضية عنه.

كما أنه من المهم أن يتم التعامل معها بشكلٍ متساوٍ في بيئة العمل، وتكمل: ما زالت النساء حول العالم يعانين من التمييز ضدهنّ، حتى على مستوى الأجور، وهو ما يجعلها أكثر عرضة للفقر بحسب تقريرٍ لمنظمة “كونسرن” وهو ما له آثار مدمرة.

– روشان وفي حوارها مع ” الناس نيوز ” الأسترالية ، دائماً ترغب أن تكون صوت من لا صوت لهم، وبالنسبة إليها فإنَ صوت المرأة العربية يقول: “على العالم العربي أن يثق بالمرأة العربية”.

تستطرد روشان بالحديث: إذا استطعت أن أتكلم بصوت المرأة العربية سأقول: إن على العالم العربي أن يثق بالمرأة العربية، ويؤمن بقدراتها، وأن يضع حداً نهائياً للعنف ضدها، داخل وخارج المنزل.

وأن يعمل على تأمين بيئةٍ آمنة لها، وأن يعطيها حقها بالنجاح والتقدم، لأن هذا سيكون له آثار رائعة ليس عليها فقط، بل على المجتمع ككل.

فلا يمكن لمجتمعٍ أن يزدهر دون ضمان حقوق المرأة وتشجيعها على أداء دورها في المجتمع.

أما عن المرأة الأكثر تأثيراً في حياة روشان بوظو، (المَثَل)، كان جوابها:
المرأة المثل بحياتي هي أمي بكل تأكيد. منها تعلمت المعنى الحقيقي للحب والدعم غير المشروط. أشعر أنني أحب واحترم جميع الأمهات في العالم بسبب التضحيات والعطاء غير المحدود الذي رأيته من أمي.

تضحيات الأم غير قابلة للقياس، فهي تختلف من حالةٍ إلى أخرى، لكنني أرى أن عطاءات المرأة هي سبب الاستمرار وهي التي تضفي الجمال على عالمنا.

المرأة التي تكون في قمة الحنان واللطف عند التعامل مع أطفالها، تتحول لوحشٍ كاسر للدفاع عنهم إذا شعرت أنهم في خطر.

هكذا أرى المرأة والأم. هي أساس الأسرة والمجتمع وهي سر جمال هذا العالم.