الخرطوم – الناس نيوز ::
قال الجيش السوداني السبت (22 أبريل/نيسان 2023) إنه وافق على المساعدة في إجلاء رعايا أجانب، بينما سُمع دوي إطلاق نار متقطع وضربات جوية في أنحاء من الخرطوم رغم تعهدات طرفي الصراع في السودان بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام.
وقال بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة نقلته رويترز إن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وافق على تقديم المساعدة اللازمة لتأمين عمليات إجلاء الرعايا والبعثات الدبلوماسية لمختلف الدول، وذلك بعد إعلان محمد حمدان دقلو (حميدتي) استعداد قوات الدعم السريع فتح جميع مطارات السودان أمام حركة الملاحة جزئياً لتمكين “الدول الشقيقة والصديقة التي تود إجلاء رعاياها من مغادرة البلاد بسلام”.
ووصل عشرات من السعوديين ورعايا دول أخرى بحراً إلى مدينة جدة، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسبوع، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السعودي اليوم.
وأوردت قناة “الإخبارية” السعودية عن “وصول أول سفينة إجلاء من السودان تضم 50 مواطناً وعدداً من رعايا الدول الشقيقة”. وأوضحت أنّ أربع سفن أخرى “قادمة من السودان الى جدة على متنها 108 أشخاص من 11 دولة”، من دون تفاصيل إضافية. وعرضت القناة شريطا مصوّرا تظهر فيه سفينة حربية لدى وصولها الى الميناء.
والعملية التي نفذتها السعودية هي أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع الاشتباكات، علما بأن الجيش السوداني أعلن في 20 الجاري، إجلاء 177 عسكرياً مصرياً كانوا يتواجدون في مدينة مروي بشمال البلاد.
وفي وقت سابق السبت، أعربت قوات الدعم السريع عن استعدادها لفتح “كل مطارات” السودان لإجلاء الأجانب، مع أنه من غير الممكن معرفة ما هي المطارات التي تسيطر عليها هذه القوات.
من جهته، أكد البرهان في بيان للجيش موافقته على “طلب عدد من الدول تسهيل وضمان تأمين إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من البلاد”، و”تقديم المساعدة اللازمة لتأمين ذلك”.
وأفاد البيان بأنه “ينتظر أن تبدأ عملية إجلاء كل البعثات التي تطلب دولها ذلك خلال الساعات القادمة”. وتابع بأن كلًا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ستقوم بإجلاء دبلوماسييها ورعاياها جواً “بطائرات نقل عسكري من الخرطوم، ويتوقع الشروع في ذلك فوراً”.
مصر تطالب رعاياها بالانتظار
طالبت وزارة الخارجية المصرية، السبت، الرعايا المصريين في السودان بالتزام مناطق سكنهم وتجنب التواجد في مناطق التوتر والإنفلات الأمني.
ودعت الوزارة في بيان أصدرته اليوم، جميع المصريين في السودان “إلى التحلي بالهدوء والإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع التمثيل الدبلوماسي والقنصلي المصري في السودان، لحين ورود الإرشادات الخاصة بعمليات الإجلاء”.
وأكدت الوزارة أنها تنسق وتتابع على مدار الساعة مع كافة أجهزة الدولة المعنية، والسلطات السودانية، والسفارة المصرية في الخرطوم وقنصليات مصر في بورسودان ووادي حلفا، أوضاع الجالية المصرية في السودان، وذلك بهدف الإعداد لعمليات الإجلاء للراغبين فى العودة فور توفر الظروف الميسرة لذلك.
ويبدأ الجيش الألماني استعداداته لمحاولة جديدة لإجلاء رعايا ألمان من السودان بعد فشل محاولة سابقة بسبب خطورة الوضع الأمني على الأرض.
والأربعاء تخلّت ألمانيا عن محاولة لإجلاء مواطنيها من السودان، وفق أسبوعية “دير شبيغل” الألمانية.
وبحسب الصحيفة كانت ثلاث طائرات شحن عسكرية قادرة على نقل نحو 150 مواطناً ألمانياً متّجهة إلى السودان، لكن أوامر صدرت بأن تعود أدراجها. وأفادت تقارير أن عدداً يقدر بالمئات من المواطنين الألمان ينتظرون الفرار من الوضع الإنساني السيء في السودان.
وصباح السبت، عادت أصوات إطلاق النار والانفجارات تُسمع في الخرطوم بعد تراجع في حدة القتال ليل الجمعة إثر إعلان هدنة مؤقتة بين طرفي القتال.
وتمددت الاشتباكات لعدد من أحياء بحري وشرق النيل في العاصمة السودانية الخرطوم، والتي كانت في مأمن منذ اندلاع الحرب قبل أسبوع. و أكد شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية احتدام الاشتباكات بأحياء شمبات بمدينة بحري، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم بمعسكر خاص بالأخيرة هناك.
وقال شهود عيان إنّ ضربات جوية وقعت بالقرب من هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية فيما دارت معارك بالأسلحة النارية في عدة مناطق أخرى. وأظهر بث تلفزيوني مباشر لعدة قنوات تصاعد سحابة كبيرة من الدخان الأسود من مطار الخرطوم ودوي إطلاق نار ومدفعية.
ولا يزال عدد من المواطنين في منطقة شرق النيل يعيشون تحت تهديد النيران، وصدرت دعوات من قبل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأهالي شرق النيل بأحياء بركات والوحدة ودار السلام والتكاملات إلى التزام منازلهم لحين هدوء الاشتباكات.
ومنذ 15 نيسان/أبريل، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، أدت الى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.
وقالت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة إن 413 شخصا قُتلوا وأصيب 3551 آخرون منذ اندلاع القتال. وتشمل حصيلة القتلى خمسة على الأقل من عمال الإغاثة في بلد يعتمد على المساعدات الغذائية.