الرباط – الناس نيوز ::
أماط المغرب اللثام عن سيارة صغيرة محلية الصنع، تعمل بالكهرباء، ولا يتجاوز سعرها 10 آلاف دولار، بهدف الحد من الانبعاثات وتحقيق التزام “صفر كاربون”.
وكشف رياض مزور، وزير التجارة والصناعة أمام البرلمان المغربي، في حديث مع “سكاي نيوز عربية”، أن السيارة الجديدة، تم تصميمها وصنعها بشكل كامل في المغرب، وبالضبط في مصنع القنيطرة (غرب)، التابع للمجموعة العالمية “ستيلانتيس”.
وتم عرض أول سيارة مغربية صُممت وصنعت محليا “مئة في المئة”، بباحة مجلس النواب المغربي بالعاصمة الرباط، وهي تشتغل بالطاقة الكهربائية وتحمل علامة “أوبل” التجارية، كما تبلغ سرعتها القصوى 75 كلم في الساعة.
خلال زيارة الرئيس التنفيذي لمجموعة “ستيلانتيس”، كارلوس تافاريس، في 9 نوفمبر الجاري إلى الرباط، أشاد رئيس الحكومة عزيز أخنوش بانخراط المجموعة متعددة الجنسيات والمتخصصة في تصنيع السيارات، في تطوير استثماراتها في المغرب، رغم مناخ الأزمة.
وسجل أخنوش بفخر مساهمة الأطر المغربية في تطوير صناعة السيارات الكهربائية بمصنع القنيطرة “Citroën AMI” و”Opel rocks-e”، لافتا إلى إسهام مجموعة من المهندسين والتقنيين المغاربة في تصميم وتصنيع هذه المركبات.
وحول توجه المملكة نحو الاعتماد على السيارات الكهربائية، قال مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، على هامش مجلس الحكومة، إن “الاجتماع مع مسؤولين في مجموعة دولية لصناعة السيارات خلُص إلى الاتفاق، مع مسؤوليها، على مضاعفة الإنتاج بمصنع القنيطرة، على أساس أن تكون نسبة الثُلث منه موجهة نحو السيارات الكهربائية التي تشهد إقبالا متزايدا في السوق المغربية”.
“قصة نجاح”
أكد المحلل الاقتصادي رشيد ساري، أنه “يمكن الحديث بكل فخر عن نسبة الاندماج المحلي، أو مساهمة المقاولات المغربية في الإنتاج الكلي للسيارات، التي قفزت من 20 في المئة سنة 2012 إلى حوالي 70 في المئة حالياً”، مؤكداً أن “المغرب يحافظ على التزاماته للحفاظ على البيئة، المُعلَنة في كوب-22 بمراكش من حيث الصناعة المعتمدة على الطاقات النظيفة”.
وتابع ساري، قائلا: “عندما نتحدث عن قطاع السيارات في المغرب، فإننا نشير بالضرورة إلى قصة نجاح”، لافتا إلى تزايد عدد الشركات التي تستقر في المغرب، قادمة من فرنسا، والصين وفي الأفق شركات ألمانية ويابانية”.
وزاد المحلل أن “عدد المقاولات المغربية التي تشتغل حاليا في قطاع السيارات ارتفع إلى حوالي 251، كل حسب تخصصها، وهو ما يجعل الصناعة المغربية تبرز بقوة، وتتحول إلى مصدر مهم لمداخيل البلاد، حيث تنضاف إلى الفوسفاط والسياحة، كقطب قوي له موارد كبيرة”.
وبحسب وزير التجارة والصناعة المغربي، فإنه من المتوقع أن يحقق قطاع صناعة السيارات في المغرب، الذي يشغل حوالي ربع مليون شخص، رقم معاملات قياسي لأول مرة في تاريخ البلاد، بتجاوزه حاجز 100 مليار درهم.