الرباط – مدريد وكالات – الناس نيوز :
اتهم وزير الشؤون الخارجية المغربي يوم الأربعاء إسبانيا بالسعي إلى اقحام الاتحاد الأوروبي في نزاع ثنائي محض بين البلدين من خلال التركيز على الهجرة وتجاهل الأسباب الحقيقية لجذور الخلاف.
وتفجر الخلاف في أبريل نيسان بعدما استقبلت إسبانيا زعيم حركة استقلال الصحراء المغربية إبراهيم غالي لتلقي العلاج الطبي دون إخطار الرباط التي تعتبر المنطقة المتنازع عليها تابعة لها.
وخفف المغرب فيما يبدو القيود على الحدود عند جيب سبتة الخاضع لسيطرة إسبانيا في 17 مايو أيار مما أدى إلى تدفق ما لا يقل عن 8000 مهاجر.
ومنذ ذلك الحين تبادل المغرب وإسبانيا الاتهامات بانتهاك علاقات حسن الجوار مع زعم إسبانيا أن المغرب استخدم المهاجرين في الخلاف بين الجانبين، فيما قال المغرب إن إسبانيا تواطأت مع “أعداء” لوحدة وسيادة أراضيها.
وقال وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة في مؤتمر صحفي بالرباط عقب محادثات مع نظيره المجري بيتر سيارتو إن إسبانيا “تحاول إقحام الاتحاد الأوروبي في الملف من باب الهجرة غير النظامية بهدف صرف النظر عن الأسباب الحقيقية لجذور الخلاف بين البلدين”.
وأوضح أن الأزمة “سياسية وثنائية بين البلدين وليست مع الاتحاد الأوروبي” مؤكدا على أن علاقات المغرب بالاتحاد الأوروبي جيدة.
وأضاف أن إسبانيا “لا يمكنها أن تحارب الانفصال في الداخل وتشجعه في الجوار” في إشارة إلى حركات الاستقلال في قطالونيا ومناطق إسبانية أخرى.
وقال إن “الحل يجب أن يأتي من مدريد التي تسببت في هذا التوتر وليس من الرباط”.
وتقاتل جبهة البوليساريو التي يتزعمها غالي والمدعومة من الجزائر من أجل استقلال الصحراء المغربية وهي أرض كانت تحتلها إسبانيا سابقا وتخضع لسيطرة المغرب منذ السبعينات.
وتوسطت الأمم المتحدة في اتفاق لوقف إطلاق النار عام 1991 فيما لا يزال المغرب يسيطر على نحو أربعة أخماس الأرض. وشملت الهدنة وعدا بإجراء استفتاء لتقرير المصير لكن هذا لم يحدث بسبب الخلاف على كيفية إجرائه وهوية من يحق لهم المشاركة فيه.
وفي مدريد، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا جونزاليس اليوم الأربعاء إن بلادها تدعم حلا لمشكلة الصحراء الغربية بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقالت لأعضاء البرلمان “موقف إسبانيا… لن يتغير لأنه قائم على مبادئ غير قابلة للتحول، الدفاع عن التعددية واحترام الشرعية الدولية”.
جاء بيان بوريطة في الوقت الذي يعتزم فيه البرلمان الأوروبي مناقشة مشروع قرار يقول إن المغرب استخدم القصر والمهاجرين في الخلاف مع إسبانيا.
وفي ذروة تدفق المهاجرين إلى سبتة، أبدى الاتحاد الأوروبي تضامنه مع إسبانيا قائلا إن الجيب الحدودي هو حدود أوروبية. وشكلت الموجات المتكررة للمهاجرين العابرين من أفريقيا إلى أوروبا مصدر قلق بالغ للاتحاد على مدى سنوات.
وغادر غالي إسبانيا إلى الجزائر في الثالث من يونيو حزيران بعدما قضى أكثر من شهر في المستشفى. وسافر بعدما مثل عن بعد أمام المحكمة العليا في إسبانيا في جلسة استماع بشأن قضية تتعلق بجرائم حرب.