إذا كنت مثل العديد من الأستراليين الآخرين، فقد تكون بين الملايين الذين يتفصحون هاتفهم وأنت مستلقٍ في السرير ليلاً.
توصل المسح الوطني للمحادثات الأسترالية 2021 إلى أن الملايين من الأستراليين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، وتعتقد الغالبية العظمى أن التكنولوجيا هي المسؤولة جزئياً.
قال 89% من المشاركين في الاستطلاع: “إن التكنولوجيا لها تأثير سلبي على الأستراليين عندما يتعلق الأمر بالنوم”.
وكلما كنت أصغر سناً، زادت احتمالية أن تقول هذا، مع مشاركة 94 % من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً في مشاعر سلبية.
وقال حوالي ثلث الأستراليين إنهم ينامون أقل من الحد الأدنى الموصى به، وهو سبع ساعات من النوم في الليلة.
وتقول الباحثة في مجال النوم من جنوب أستراليا، الدكتورة سارة بلوندن، إن نتائج الاستطلاع ترسم صورة واضحة للحرمان من النوم على المستوى القومي، والسبب الرئيس لذلك هو استخدام الهاتف في وقت متأخر من الليل.
وأضافت بأن اعتقاد الكثير من الناس أن التكنولوجيا هي السبب وراء تناقص عدد ساعات النوم هو أمر “مذهل حقاً”.
وقالت “نعلم والجميع يعلم أن الشاشات تقف في طريق النوم”.
ويتفق ديفيد هيلمان، الأستاذ في مركز علوم النوم بجامعة أستراليا الغربية، مع هذا الرأي.
ويوضح هيلمان أن “الناس يستخدمون هواتفهم متحدين احتياجات نومهم”.
ولكن ما يجعل النتائج أكثر إثارة للفضول هو أنها جمعت في خضم اضطراب كبير بعادات النوم العالمية جائحة COVID-19.
وأظهرت الدراسات الاستقصائية في بلدان أخرى أن الناس ينامون بشكل عام أكثر خلال الوباء.
وقال كريس سيتون، طبيب نوم الأطفال والمراهقين في معهد وولكوك للأبحاث الطبية، إن سبب ذلك هو في الغالب “تأثير العمل من المنزل”، حيث لا يضطر الأشخاص إلى الاستيقاظ مبكراً للانتقال إلى المكاتب وأماكن العمل الأخرى.
وأضاف أن عدد ساعات النوم قد ارتفع في معظم البلدان بنحو 45 دقيقة خلال كوفيد_19. ولكن الحال كان معكوسا في استراليا.
وقال البروفيسور هيلمان، وهو أيضاً مؤسس مؤسسة صحة النوم الأسترالية، إن هذه أخبار “مروعة”.
ترك الهواتف خارج غرفة النوم
على الرغم من أن الأستراليين يقولون إن استخدام هواتفهم يستهلك وقت نومهم، إلا أنهم لا يتخلون عن استخدام الهاتف في وقت متأخر من الليل.
وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن أكثر من ثلث الشباب الأسترالي يفقدون النوم لأنهم كانوا يقضون وقتاً متأخراً ويتصفحون هواتفهم الذكية.
وقال البروفيسور هيلمان إن المحتوى المحفز على الهواتف والضوء المنبعث من الشاشات نفسها يجعل من الصعب تحقيق النوم.
وقال الدكتور سيتون إن الدراسات الاستقصائية أظهرت أن الحرمان المزمن من النوم بين من تتراوح أعمارهم بين 12 و 1 عاما قد تضاعف منذ 2005.
وقال إن 93 في المائة من طلاب المدارس الثانوية لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، وأن حوالي 75 في المائة لديهم مستوى من “النعاس المزمن”، أكثر من ضعفي مستوى 2005 البالغ 35 %.
ويرجع السبب برأيه أيضا إلى شاشاتنا الرقمية.
وارتفع عدد الأطفال الذين يستخدمون الهواتف، حيث نرى الآن أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات لا يمتلكون هواتفهم المحمولة فحسب، بل يفرطون في استخدامها أيضاً.
هل قفل هاتفك هو الحل؟
في علامة على الوعي المتزايد بكيفية تناول الهواتف في وقت النوم، شهدت السنوات الأخيرة عدداً كبيراً من المنتجات المصممة لإصلاح المشكلة.
يمكن للآباء استخدام ميزة قفل العديد من أجهزة العائلة طوال الليل، بعيداً عن متناول اليد. وفي الوقت نفسه، فإن مرشحات الضوء الأزرق التي يُزعم أنها تجعل الشاشات أقل ضرراً للنوم أصبحت الآن قياسية في معظم أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة.
وهنالك خطوات يمكن أن تساعدك في الحصول على قسط كاف من النوم، منها عدم الاعتماد على قوة الإرادة. وجعل الهاتف بعيداً عن الأنظار ومتناول اليد. إضافة إلى عدم شحن الهاتف في غرفة النوم (كشفت دراسة أجرتها جامعة فيرجينيا عام 2016 أن واحداً من كل 10 مستخدمين للهواتف الذكية قد فحص هواتفهم أثناء ممارسة الجنس).
وإعادة إدخال المنبهات والساعات إلى حياة الشخص. وتعديل الإعدادات لتحويل الشاشة إلى الأبيض والأسود لجعل الهاتف أقل جاذبية.
الوضع في عين الاعتبار استبدال الهاتف الذكي بـ “هاتف غبي” ذي قدرات إنترنت محدودة