الرياض – أنقرة – الناس نيوز ::
بحث العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في جدة الخميس، خلال أول زيارة للزعيم التركي للمملكة تطوير العلاقات بين البلدين .
ونشرت وكالة الأنباء السعودية “واس” صورا للزعيمين وهما يتعانقان، في ما بدا مقدمة لطي صفحة التوتر بين القوتين الاقليميتين .
والتقى إردوغان الباحث عن تحسين علاقات بلاده مع القوى الاقليمية في خضم مصاعب اقتصادية جمة، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في مستهل زيارته الاولى للمملكة الثرية منذ نحو خمسة أعوام، ثم اجتمع بولي العهد الأمير محمد.
وجرى خلال الاجتماع بين إردوغان والأمير الشاب “استعراض العلاقات السعودية التركية، وفرص تطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها”، حسبما أفادت “واس”.
وكانت طائرة إردوغان حطّت في مطار جدة في غرب المملكة مساء الخميس، وكان في استقباله في المطار أمير منطقة مكّة المكرّمة خالد الفيصل بحسب قناة “الاخبارية” الحكومية، فيما تزيّنت شوارع في المدينة بأعلام البلدين.
وقبيل مغادرته إسطنبول ، قال إردوغان للصحافيين “سنحاول إطلاق حقبة جديدة وتعزيز كافة الروابط السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية”، مضيفا “آمل أن توفّر هذه الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات القائمة على الثقة والاحترام المتبادلين”.
وتابع “نعتقد أن تعزيز التعاون في مجالات تشمل الدفاع والتمويل هو في مصلحتنا المشتركة”.
وبحسب مسؤول تركي تحدّث لوكالة فرانس برس مفضّلا عدم الكشف عن هويته، فإنّه من المتوقع ألا تصدر تصريحات عن إردوغان خلال هذه الزيارة.
– تجارة واستثمارات –
يرى المحلل السعودي علي الشهابي أن وصول إردوغان هو بمثابة انتصار للمسؤولين السعوديين الحريصين على فتح صفحة جديدة.
وقال إنّ “إردوغان كان معزولا ودفع ثمنا اقتصاديا باهظا عبر خسائر اقتصادية فادحة نجمت عن المقاطعة الاقتصادية ومقاطعة السفر، ولهذا يزور للسعودية”.
واضاف أن البلدين سيستفيدان من ذلك لأن إردوغان “بحاجة لتدفق التجارة والسياحة من السعودية، والسعودية تفضّل أن يكون بجانبها في ما يتعلق بمجموعة متنوعة من القضايا الإقليمية، وقد تكون منفتحة على شراء الأسلحة من تركيا أيضا”.
تعود زيارة إردوغان الأخيرة إلى المملكة إلى عام 2017 عندما حاول التوسط في الصراع الدبلوماسي بين عدة دول خليجية وقطر، حليفة أنقرة. وتصالحت دول الخليج العام الماضي، بينما شهدت المنطقة تقاربات دبلوماسية في الأشهر الأخيرة مع ضعف الاقتصادات في فترة ما بعد تفشي وباء كوفيد-19 بشكل خاص.
وفي شباط/فبراير الماضي، قام الرئيس التركي بأول زيارة رسمية له إلى الإمارات منذ نحو عقد، بعد أشهر قليلة من زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنقرة، حيث أظهر البلدان رغبتهما في تعزيز العلاقات الاقتصادية.
وتأتي زيارة إردوغان للسعودية في وقت تواجه تركيا أزمة مالية حادة دفعتها إلى طي صفحة الخلاقات مع خصومها، مثل مصر وإسرائيل، وخصوصا دول الخليج الغنية بالنفط، إذ يشهد الاقتصاد التركي انهيار عملته وارتفاع معدل التضخم الذي تجاوز 60 بالمئة خلال السنة الماضية.
وتأمل تركيا في جذب استثمارات خليجية جديدة وإبرام اتفاقات مالية لدعم عملتها. وقد تمّ خلال زيارة الشيخ محمد تأسيس صندوق استثماري بقيمة عشرة مليارات دولار.
يقود إردوغان تركيا منذ تسعة عشر عامًا كرئيس للوزراء ثم كرئيس للبلاد، ويأمل في إعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في حزيران/يونيو 2023.