نيويورك وكالات – الناس نيوز ::
في قاعة محكمة هادئة بمدينة نيويورك، وقف الكاتب البريطاني-الأميركي سلمان رشدي للمرة الأولى وجهًا لوجه مع هادي مطر، الأميركي – اللبناني الأصل المشتبه به بمحاولة اغتياله في آب 2022.
في ذلك اليوم، كاد رشدي يفقد حياته بعدما تلقى 15 طعنة، أصابت رأسه ورقبته وجسده، وتسببت في فقدانه للبصر بعينه اليمنى.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الاثنان وجهًا لوجه منذ ذلك الحين.
جلس مطر بهدوء على طاولة الدفاع، يدون ملاحظاته على دفتر أصفر، بينما كان رشدي يصف اللحظات العنيفة للهجوم. قال بهدوء:
سلمان رشدي: «كنت جالسًا على المنصة، عندما اندفع هذا الشخص نحوي من الجهة اليمنى.»
المدعي العام: «ماذا حدث بعد ذلك؟»
رشدي: «في البداية، ظننتُ أنه يلكمني. كنت أعتقد أنه يضربني بقبضته. لكن سرعان ما أدركتُ أنني أنزف بشدة، وكان يطعنني مرارًا وتكرارًا.»
نظر مطر إليه، دون أن يُظهر أي تعبير، بينما استمر رشدي في وصف تفاصيل الهجوم.
المدعي العام: «كيف كنتَ تعلم أنه كان طعنا وليس ضربًا؟»
رشدي: «رأيت كمية كبيرة جدًا من الدماء تتدفق على ملابسي، وعندها كنت مدركًا أنه ليس مجرد ضرب»
كان الحاضرون في القاعة ينصتون بانتباه، بينما جلست زوجة رشدي، راشيل إليزا غريفيثس، في المقاعد الخلفية، تتأثر بكلمات زوجها وهو يسترجع أصعب لحظات حياته.
عندما سأله الدفاع عن عدد الطعنات التي تلقاها، رد رشدي بسخرية خفيفة:
رشدي: «لم أكن أعدّها في ذلك الوقت، كنتُ مشغولًا بمحاولة البقاء على قيد الحياة. لكن بعد ذلك، تمكنتُ من رؤية الجروح على جسدي.»
ثم، التفت إلى هيئة المحلفين، رفع نظارته، وأشار إلى عينه اليمنى المصابة:
رشدي: «يمكنكم رؤية ما تبقى منها. لا يوجد أي رؤية في هذه العين على الإطلاق.»
أما عن انطباعه عن مهاجمه، فقد قال:
رشدي: «كنتُ مندهشًا من عينيه. كانتا مظلمتين، وبدا لي أنهما مليئتان بالغضب»
محامي الدفاع (معترضًا): «هذا مجرد رأي شخصي!»
القاضي: «يُشطب هذا التعليق من السجل.»
رشدي (ساخرًا): «حسنًا، ليس غاضبًا إذًا.»
من جانبه، جلس هادي مطر بهدوء، مرتديًا قميصًا أزرق فضفاضًا، يراقب رشدي دون أن يُظهر أي تعبيرات واضحة. في مقابلة سابقة مع صحيفة «نيويورك بوست»، أعرب مطر عن دهشته من نجاة رشدي، مشيرًا إلى أنه لا يحبه بسبب ما يعتبره «هجومًا على الإسلام» في روايته «آيات شيطانية».
يذكر إنه إذا أُدين مطر بمحاولة القتل من الدرجة الثانية، فقد يواجه عقوبة تصل إلى 25 عامًا في السجن، لكن حتى ذلك الحين، تبقى هذه المواجهة علامة فارقة في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في السنوات الأخيرة.
![](https://annasnews.com/wp-content/uploads/2025/01/f2579cc1-c324-4781-a69d-1d0b7ce2a674-1.jpg)