علي عبد الله – الناس نيوز:
تأخذ الموسيقى مكانة رفيعة عند الشعوب منذ بدء التكوين، إذ ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالحضارات الإنسانية العريقة بوصفها الفن المعبرعن مشاعر الناس وأحاسيسهم، لذا كانت تمارس في الطقوس والاحتفالات الدينية والمناسبات الدنيوية.
وما انفكت فنون الموسيقى تواكب تطور العصور وتحولاتها وصولاً إلى عصرنا الحالي بكل ما يحمله من تنوع وتطوّر تقني مُبهر. ونتيجة لذلك الدور الحيوي الفاعل للموسيقى وفنونها؛ احتفظت المجتمعات بمكانة وأهمية هذا الفن الجميل وصنّاعه، فتكفلت المؤسسات الثقافية والأكاديمية الحديثة بتوفير الظروف المناسبة بخصوصية: التعليم، التدريب، صناعة الألات التقليدية، فضلاً عن أماكن العرض.
وكما هو معروف فإن أستراليا تتميز باحتضانها للثقافات المتعددة التي تكوّن نسيج المجتمع، مع الأخذ بعين الاعتبار مراعاة تلك المكونات المجتمعية واحترام تقاليدها وحريتها؛ بل وتشجيعها على التعبير عن هويتها الثقافية ومدلولاتها .
وكجزء من شرائح المجتمع ومكوناته ، فإن حصة الفن تواجدت وتعززت على مر الزمن في هذا البلد الحاضن لتلك المجتمعات وخصوصياتها.
حظيت أستراليا بالعديد من الكوادر الفنية المحترفة ضمن الجاليات العربية الذين كانوا يتطلعون إلى ممارسة هذا الفن الرفيع ودوره في تعميق مفاهيم الحياة الفكرية والجمالية.
وفي ظل هذا المناخ الإنساني الحرّ نجد تقوقع الفنانين بشكل عام والموسيقيين على وجه الخصوص، إذ يعيش الموسيقيون في ركود وسبات على الرغم من وجود رعاية من مؤسسات الدولة ومجالس البلديات”Councils” ومنظمات التواصل الاجتماعي” Communities “.
اتخذت ظاهرة التقوقع ثلاث فئات من الفنانين، إذ اقتصر نشاط البعض منهم على المشاركة في المناسبات الاجتماعية الخاصة بالجالية” وهي غالباً ما تتسم بالغناء مع المرافقة الموسيقية”، في حين فضل بعضهم الآخر” وأغلبهم من النخبة” عزل أنفسهم وحجبها عن الأضواء ومناخاتها.
أما الفئة الثالثة منهم قبلوا التحدي في إثبات الوجود وما زالوا يناضلون بحثاً عن وسائل الديمومة، إذ تمكن هؤلاء الأشخاص” رغم ندرة الفرص من إقامة نشاطات متخصصة بالعرض الموسيقي
“A special Concert “، نعم استطاع هؤلاء المبدعون
وبجهود شخصية تكوين مجاميع موسيقية متجانسة، حققت حضوراً لافتاً يدعونا إلى الدعم والتشجيع.
ملاحظة : هنالك أسباب متعددة تقف بطريق هذه النشاطات سنفرد لها موضوعاً خاصاً في وقت قريب.