عد الدمار الإقتصادي والعمراني والإجتماعي والوطني والثقافي الذي حل بسوريا ولبنان بفعل الفجع للسلطة من قبل بنيتين طائفيتين تمتلكان القوة الحقيقة للتدمير،وحلفاء هاتين البنيتين الذين تمن عليهم القوة المستبدة بفضلات قوة تساعدهم على الفساد،تطل علينا خطابات مكتوبة وشفاهية ناقدة ما جنته هاتين البنيتين على البلاد والبشر من كارثتين تفوقان قدرة العقل على التصور.خطابات صادرة عن فضلات القوة الفاشية بشكل خاص.
النقد كشف عما وراء،النقد الذي تسري فيه روح اللاء نقد يطال البنية وعناصرها بكل شجاعة القول،وعرض للسبب أمام العقل دون تأتأة وغمغمة وتحايل على اللغة.
نقد مظاهر الجوع وضيق الحال وشح أسباب الحياة هذا ليس نقداً،هذا نقد زائف،وتأفف من واقع حال.
نقد كهذا يهرب من الحقيقة التي تقف وراء تدمير الحياة.
أنا لا أتحدث عن نقد الوعي الشعبي الصادق الذي يعيش مأساة ضنك العيش في سوريا ولبنان ،بل عن نقد أولئك الذي كانوا ومازالوا جزءً من عناصر البنية التي حكمت وتحكم الآن،عن الذين صفقوا للدكتاتور وللفاشية،عن الذين وقفوا مع الطاغية ودافعوا عنه في أصعب ظروفه،ويقفون ناقدين مظاهر ما صنعت يداه وأيديهم معاً.أيها البكاؤون من الأحوال على الأحوال هناك بنيتان فاشيتان في لبنان وسوريا: الأسدية
وعناصرها الأساسية والثانوية،وحزب الله وحلفاؤه.كل نقد لا يطال أس هاتين البنيتين نقد زائف.
كل نقد لا يطال الفاشية الإيرانية المتخلفة وهيمنتها على أدواتها في الشام والعرق نقد هارب من الحقيقة.كل نقد لا يطال الهمجية الروسية ودورها في الدمار الشامل للبلاد نقد أخرق.
كل نقد يتجاهل دور الحركات الأصولية التي أثمرتها الفاشيات الحاكمة نقد ليس مقصوده الوصول إلى الحق والحقيقة.
ولهذا لا تصدقوا أيها القراء والسامعون البكاؤون واللطامون من كتاب وأكاديميين وفنانيين وممثلين كانوا وما زالوا من عناصر البنى الفاشية،نقدهم السخيف وحديثهم عن الجوع والعطش وفقدان الكهرباء وما شابه ذلك.
هذا تأفف زائف،تأفف على أوضاعهم.لم يطرحوا ولا مرة السؤال الرئيس الصحيح:لماذا صار الحال على ماهو الآن؟وإن طرح بعضهم هذا السؤال الصحيح فإنهم يقدمون لنا الجواب الزائف:إنها المؤامرة والحصار ووو.فلا يقود السؤال الصحيح إلا جواب صحيح إلا حين يتحد العقل والضمير لكشف الحقيقة.
وأصحاب النقد الزائف يعرفون الحقيقة ويهربون منها لأنها تدينهم .
وقائلٍ يقول:هل تطلبون أنتم الذين هربتم من الوطن وتعيشون في الخارج وتنعمون إما في بلدان اللجوء أو بلدان الخليج وتمارسون نقدكم بحرية،من نقاد الداخل أن يتحدثوا بمنطقكم في بلاد القهر؟
لا ،أبداً.ولكن حديثنا ينصب على الزائفين ماضياً وحاضراً والذين من مهامهم نشر نقدهم الزائف.
هناك شروط تخيف الإنسان من قول الحقيقة،عندها إما أن يصمت،أو يقوم بتقديم خطاب تورية أدبي أو فكري.
د . أحمد برقاوي.