ما الفائدة من إطلاق موقع إخباري جديد، إذا كانت الساحة الافتراضية مليئة بالمواقع؟ لا بدّ أن يكون ثمّة قيمة مضافة للموقع الجديد إذا أراد أن يكون ذا أثر وأن يكتب له الاستمرار.
النّاس نيوز هو قنطرتنا التي نعبر من خلالها بين أستراليا والعالم العربي. لطالما كانت أستراليا محطّا لآمال المهاجرين العرب، وقد حقّق العديد منهم أحلامهم وحطّوا رحالهم في القارّة الأوقيانوسية، وأسّسوا حياة ناجحة في كلّ المعايير في البد الجديد. أسّسوا أعمالا ناجحة وشركات وصاروا أطباء ومحامين ومهندسين وأساتذة جامعات وفنانين. ربطوا بين حضارتهم القدمة ووطنهم الجديد، وشارك كثير منهم في الحياة السياسية من خلال المشاركة في الانتخابات. بعضهم لم ينتخي مطلقا في بلاده ولكنه صوّت في انتخابات أستراليا، لأنه وجد أن لصوته تأثيرا وأنه مع الآخرين يصنع فرقا.
لبنانين وعراقيون وسوريون وفلسطينيون ومصريون ومغاربة. جاؤوا من بلدانهم إلى وطن جديد، ولكنهم لم يقطعوا علاقاتهم بأوطانهم القديمة. هم وغيرهم في أستراليا والعالم العربي بحاجة إلى عبّارة تصل ما بين العالمين، ليحقّقا مزيدا من التعاون والتعايش والتفاعل والتثاقف بين العالمين.
النّاس نيوز ستلعب جزءا من هذا الدور، من خلال نشر الأخبار والآراء والتقارير. من خلال نشر قصص نجاحات العرب في أستراليا ونجات الأستراليين في العالم العربي. من خلال مقابلات وحوارات في الأعمال والثقافة والفنون. من خلال تذكير عرب أستراليا بوطنهم الأم، وتعريف العالم العربي على أستراليا التي يفكر بعضهم بالسفر إليها والعمل فيها.
وصل أول المهاجرين العرب إلى أستراليا عام 1861 وبعد ذلك توالت الهجرات العربية، وأسّس العرب هنا العديد من الجمعيات والمؤسسات العربية مثل المجلس العربي الأسترالي ومجلس الأعمال العربي الأسترالي وهناك عدة إذاعات وبرامج عربية في دولة أستراليا، ويوجد الكثير من الطلبة العرب الخليجيين الذين يدرسون في أستراليا خصوصا من المملكة العربية السعودية وعمان.
ولكنهم، شبابا وشيبا، لا يزالون يذكرون أوطانهم القديمة بحنين ومحبة. تسكن اللبنانية أم ربيع في مدينة سيدني الأسترالية منذ ما يقارب 30 عاماً، لديها أربعة أولاد ولدوا وكبروا في أستراليا ويزورون لبنان كل بضعة سنوات. ورغم مرور كل هذا الزمن، لا تزال أم ربيع تتمسك بهويتها وبالعادات اللبنانية, تُصرّ على الكلام بالعربية مع من يتقنها، تطبخ المأكولات التقليدية، وتحب صنع التبولة والكبة النية، تزور جاراتها وتقوم بشعائر “الصبحية” كل يوم.
أما “كمال” السوري الذي يعيش في أستراليا منذ سنتين فقط، فلم يستطع أن ينخرط في المجتمع بعد، ولكنه مصرّ على الاندماج في الوطن الجديد، وفي نفس الوقت الحفاظ على هويته الثقافية.
في النّاس نيوز سنحكي قصص هؤلاء جميعا، سندقق في مشاكل العرب الأستراليين، وسنبحث في العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين أستراليا والدول العربية، وسنلقي نظرة على الرياضة وجوانب الحياة الأخرى. سنضيئ القضايا الأكثر أهمية للعرب في أستراليا: الصحة، التعليم، الأمن والشعور بالأمان، المحافظة على الثقافات. وسوف نطوف على عرب أستراليا لنرى كيف سيصوّتون في الانتخابات وكيف سيستخدمون حقهم الديمقراطي في المشاركة.
هذا وغيرة ما سيميّز النّاس نيوز. ونعتقد أنها تجربة ستقدم قيمة مضافة، وتستحق الدعم.
نحن بانتظار تفاعلكم ودعمكم.